يشكك عضو في لجنة الأمن والدفاع النيابية بوجود \”خطط عسكرية\” يتم تنفيذها على أرض الواقع سوى خطة \”الفردي والزوجي\” التي وصفها بأنها من أغرب الخطط الأمنية التي مرت عليه.
فيما يبدي نائب آخر استغرابه عن كيفية تنقل الإرهابيين بسيارات مفخخة في مناطق بغداد وتصل إلى اهدافها المنشودة دون أن يتم اكتشافها، في حين يتعرض هو للتفتيش الدقيق اذا مر في سيطرة على الطريق، مشيرا إلى وجود مساعدة من قبل القوات الأمنية لهؤلاء \”الإرهابيين\”.
وفي الوقت الذي نفيا فيه وجود معلومات عن تشكيل \”فرقة شيعية\” لحماية بغداد، اعتبرا أن هذا الأمر غير مجد في ظل ترهل القوات الأمنية وصعوبة حركتها.
وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الاثنين، قال شوان محمد طه، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، إن \”المتحدثين باسم القوات الأمنية يطلقون تصريحات عن خطط أمنية، ولكنها في الواقع ليست سوى شعارات، حيث لا نتائج ملموسة على أرض الواقع\”.
وبين طه أن \”القوات الأمنية العراقية قوات مترهلة وثقيلة الحركة، ولا تملك سرعة المباغتة في مواجهة الإرهاب، فضلا عن عدم كفاءة أفرادها وافتقارهم للتدريب اللازم، وكل إجراءتها هي ردود فعل على ما يحدث وليس إجراءً استباقيا\”.
وأوضح أن \”ردود افعال القوات الأمنية هي ردات فعل انتقامية، تنعكس سلبيا على الشارع، واحيانا تتصف اجراءاتها بالغرابة كتقسيم السيارات في الشارع حسب الارقام الفردية والزوجية، وزيادة السيطرات الأمنية\”.
وحول الأنباء التي تتحدث عن نية الحكومة تشكيل فرقة عسكرية من مجموع مليشيات عسكرية، لفت طه إلى أن \”هذه الفكرة لو كانت من أجل حصر السلاح بيد الدولة، فهذا يعد أمرا جيدا، ولكن أن تضاف فرقة عسكرية جديدة إلى القوات المسلحة سيزيد من الترهل الموجود أصلا، فضلا عن خرقه للمادة التاسعة/ أولا من الدستور، وهذه الفرقة العسكرية المزعومة من طيف واحد فهذا يعني اختلال التوازن الذي شدد عليه الدستور، اضافة إلى أنه يحظر تشكيل مجاميع أو مليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة\”.
وتناولت وكالات أنباء نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، خبرا عن عزم الحكومة تشكيل \”فرقة خاصة لحماية بغداد\” تضم العناصر الاستخبارية في مليشيات منظمة بدر، والمجلس الاعلى، وكتلة الاحرار، وكتائب حزب الله، وجماعة اهل الحق. وأشارت المصادر إلى أن قيادة الفرقة ستقع على قيادي في منظمة بدر.
وخلص طه إلى أن \”القوات العسكرية بحاجة إلى ترشيق في عديدها لتصل إلى 4 فرق عسكرية مدربة تدريبا جيدا ومسلحة باسلحة متطورة تمكنها من سرعة الحركة، والانقضاض على أهدافها، بدلا من كثرة الأجهزة الأمنية وتداخلاتها في الأوامر والواجبات والتي أدت إلى عدم قدرتها على التعامل مع ما يحدث من خروقات أمنية واستهداف المواطنين\”.
وتعرضت مدينة الصدر مساء أمس إلى هجوم ثانٍ بسيارة مفخخة، اسفر عن سقوط عدد من الاشخاص بين قتيل ومصاب في منطقة الاورفلي شرقي بغداد.
كما شهدت العاصمة بغداد، مساء أمس، مقتل 11 شخصاً وإصابة 35 آخرين بتفجير استهدف مجلس عزاء في منطقة الاعظمية شمالي بغداد، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى بتفجير سيارة مفخخة في منطقة الصليخ شمالي بغداد.
من جهته، بين حسين الشريفي النائب عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، أن \”القوات الأمنية لا تمتلك خططا أمنية وتعمل بشكل ارتجالي\”.
وأضاف الشريفي في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”القيادات الأمنية التي تمسك بالملف الأمني هم بعثيون سابقون ومن أزلام النظام السابق وأغلبهم كانوا من فدائيي صدام، فيما يتم تهميش القادة الوطنين وعدم اعطائهم فرصة تولي زمام الملف الأمني والعمل على بسط الأمن والاستقرار\”.
وأكد أن \”الإرهابيين يتحركون بسلاسة وسهولة في المناطق اسهل من المواطن نفسه، ولو كانت الحكومة جادة في بسط الأمن لقامت بتغييرات في قادة الملف الأمني\”، لافتا إلى أن\”هناك شكوكا كبيرة في قيامهم بتسهيل تحركات الإرهابيين\”.
ودعا الشريفي الى \”تنظيف تلك الوزارات من بقايا أزلام صدام والبعث الكافر ونحمل الحكومة مسؤولية تدهور الوضع الامني ولا سيما التفجيرات الاخيرة في مدينة الصدر\”.
وبين ان \”الإرهاب المتمثل بالوجهين القاعدة والبعث بات اليوم يفجر كيف يشاء ومتى يشاء، وهذا يجعلنا اليوم نطالب من يستلم الملف الأمني أن يخرج إلى الشعب ويعلن عدم استطاعته على استلام هذا الملف او يستقيل\”.
وأشار الشريفي الى ان \”التفجيرات لم تتوقف في البلاد والحكومة عاجزة عن حماية المواطن والأمور في العراق تزداد سوءا يوما بعد اخر\”.
وحول تشكيل \”فرقة شيعية\” بين النائب عن التيار الصدري، أنه \”لو صدقت هذه الشائعة فما الذي يمكن أن تفعله؟ هل هي حرب مع الإرهاب أم ضد مكون معين؟، الارهاب عدو للجميع سنة وشيعة، وها نحن نلاحظه يستهدف الجميع، ويعتبر أن كل من يخالف اهدافه من السنة والشيعة عدو له\”.
ولفت إلى أن \”السنة في غرب العراق دخلوا في حرب مع تنظيم القاعدة، وقاتلوه وانتصروا عليه، ولا أظن أن تشكيل مثل هذه الفرقة مجديا في هذه الظروف\”.
الى ذلك، أستغرب أيمن جواد التميمي، الباحث في شؤون القاعدة والجماعات المسلحة بجامعة أكسفورد، اصرار \”الحكومة على عدم التخلي عن أجهزة كشف المتفجرات غير الفاعلة\”.
واضاف التميمي في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الحكومة لا تهتم بإجراء مصالحة حقيقة في المناطق السنية، فكثير من الناشطين يتحدثون عن قيام القوات الأمنية بإلقاء القبض على الأبرياء بشكل عشوائي، وهذا نوع من التصعيد من قبل الحكومة\”.
وبين أن \”الهجمات التي تحدث في العراق، تحمل بصمات القاعدة بشكل واضح، حيث أن هناك استهدافا للشيعة والسنة بشكل متواز، ويظهر أن القاعدة استعادت عافيتها في العراق تأثرا بالأوضاع في سورية\”، لافتا إلى أنه \”لو نظرنا الى بيانات الدولة الاسلامية في العراق والشام الإعلامية، فسنرى انها تفرح بما يحدث من هجمات على من تسميهم بـ(المرتدين) في الأنبار ونينوى\”.
الدفاع النيابية: تشكك بتشكيل (فرقة شيعية) لحماية بغداد.. ونائب صدري: الإرهابيون يتحركون بمساعدة ضباط (بعثيين) يقودون القوات الأمنية
2013-09-24 - تقاريرنا