الدور الثالث بين الطالب والمسؤول

لقد شهد العراق في الاونة الاخيرة مجموعة من المفاهيم والقرارات والاستثناءات التي لا نعلم بمصدرها وكيفية تشريعها، الا من خلال وسائل الإعلام واطلالة المذيع علينا بهذا القرار وذاك التشريع، فأصبحنا ولله الحمد من الدول الأولى في العالم في سن القوانين والقرارات الجديدة والمتجددة!
من هذه القرارات ما يسمى بالدور الثالث الذي منح لطلبة المدارس. ذلك الدور الذي أطاح بالعملية التربوية وأوصلها الى الحضيض، بل أن بعض الطلبة لو أعطيته دورا رابعا وخامسا وسادسا لن يستطيع تحسين مستواه لانه قد حكم على نفسه بالفشل منذ البداية بسبب عدم تفاعله مع العملية التربوية المتمثلة بالمدرسين والمناهج وزملائه في المدرسة.

ما أريد ان أقوله ان فكرة الدور الثالث أو أنفلونزا الدور الثالث وصلت الى المسؤولين في الدولة العراقية من برلمانيين ورئاسة وزراء ورئاسة جمهورية.

فمعظم البرلمانيين الذين وصلوا الى قبة البرلمان ولمرتين متتاليتين يرغبون بالترشيح للدور الثالث، كذلك الرئيس الغائب عن الوعي الذي نتمنى له الشفاء ونوابه الأفاضل اضافة الى رئيس الوزراء الذي يطالب بدور ثالث.

ولكن لو تفحصنا الامر جيدا وأطلعنا على منجزات هولاء وفق سياقات عملهم ثم نجري الحكم عليهم: هل يستحقون دورا ثالثا وقد منحناهم دورا أول فلم يصلوا الى درجة النجاح، بل أن درجاتهم تشير الى مستوى متدن ثم منحناهم دورا ثانيا ولم يصلوا الى ما نطمح اليه ونرغب به، التي هي ابسط مستلزمات الحياة في بلد يسبح على بحر من البترول.

الأدهى من ذلك هو أن سياسيينا يطالبون بدور ثالث معلنين تمسكهم بمناصبهم وامتيازاتهم على الرغم من فشلهم وعدم توفير ما يصبو اليه الشعب.

ان حمى الدور الثالث وصلت الى الكثير من المؤسسات والدوائر، ما يجعل المثل العراقي (شيّلني وشيلك) ينطبق عليها.

نحن نعلم جيدا ان الأدوار تمنح للطلبة الذين لديهم فرصة للنجاح وليس للفاشلين وأصحاب الذهنيات الفارغة والكروش الممتلئة.

كان على السياسيين العراقيين أن يخجلوا من أنفسهم وهم يرغبون بتجديد ولايتهم، عليهم محاسبة أنفسهم، على ما الذي قدموه للشعب، قبل الاقدام على لعبة الادوار.

ما هي المنجزات والأبداعات التي جاؤوا بها غير الموت والخراب والدمار والسيارات المفخخة ونهب المال العام.

كان الاجدر بهم أن يقدموا الاعتذار للشعب العراقي منذ الدور الأول ويقولوا فشلنا ويفتحوا الطريق لغيرهم ليجربهم الشعب مثلما جربهم وأختبرهم.

أخيرا أقول هل تنتهي لعبة الأدوار أم أنها أصبحت مسرحية تم اخراجها وباتقان، وما على الشعب إلا التفرج والاذعان؟.

* كاتب عراقي

إقرأ أيضا