صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الرئيس الفرنسي في بغداد قريبا

يستعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإجراء زيارة هي الثالثة من نوعها إلى بغداد منذ توليه المنصب في 2017، لبحث عدد من الملفات تتمحور حول قضايا المنطقة والإرهاب والتطرف.

وذكر بيان لمكتب السوداني، تلقته “العالم الجديد”، أنه “تلقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله البحث في مجمل الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وأضاف بأن الجانبين “اتفقا خلال الاتصال على قيام فريق ثنائي بتحديد موعد لزيارة ماكرون إلى بغداد، والتباحث بشأن إمكانية عقد النسخة الثالثة من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة”.

كما شهد الاتصال “تطابقا في وجهات النظر بين العراق وفرنسا في ما يتعلق بالعملية السياسية الجديدة في سوريا، التي يجب أن تعبر عن التنوع الاجتماعي، مع التأكيد على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف، والعمل على تحقيق عملية سياسية تعددية وشاملة، كما تم التأكيد على أهمية تثبيت الاستقرار في لبنان، وتعزيز الجهود لإعمار غزة، والحفاظ على الهدنة، ومنع أي تصعيد قد ينشأ نتيجة عدم الالتزام بها”.

وفي ما يتعلق بالأوضاع في المنطقة، “جرى الاتفاق على التنسيق المشترك لتعزيز الاستقرار وتجنب المزيد من التصعيد، مع التأكيد على أهمية إيجاد حل سلمي للملف الإيراني، وعدم المجازفة بالتصعيد، وضرورة حل الخلافات عبر الحوار”.

وأكد رئيس مجلس الوزراء “حرص العراق على إدامة العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون على مختلف المستويات، لاسيما في المجالين الاقتصادي والثقافي، مشيراً إلى المشاريع المهمة التي تقوم بها الشركات الفرنسية، وإمكانية توسيعها في ضوء الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى العراق”.

من جانبه، أكد الرئيس ماكرون “رغبة بلاده في مواصلة التعاون مع العراق بمختلف المجالات، مشدداً على استعداد فرنسا للتنسيق مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب، لما يشكله من تحدٍّ عالمي وخطر على المستويين المحلي والإقليمي، مشيداً في الوقت نفسه بدور العراق وجهوده في مكافحة الإرهاب”.

والجمعة الماضية، احتضنت بكين، اجتماعا لكبار الدبلوماسيين من الصين وروسيا وإيران، تمخض عنه بيان دعا لإنهاء الضغوط والعقوبات والتهديد باستخدام القوة ضد طهران بسبب برنامجها النووي.

ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام من رفض إيران دعوة واشنطن لاستئناف الحوار النووي، حيث اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لن تتفاوض تحت التهديد أو وفق إملاءات أمريكية.

وكان المحلل السياسي المقيم في واشنطن، نزار حيدر، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “لدى فرنسا اهتماما كبيرا بالعراق على مستويين، الأول ثنائي، ويشمل مجالات الطاقة والأمن على وجه التحديد، والثاني على مستوى المحيط والإقليم من خلال تبنيها لمشروع مؤتمر بغداد الذي سيعقد بنسخته الثالثة في العاصمة بغداد قريبا”.

وأضاف أنه “على المستوى الأول فإن الاستثمار الفرنسي في العراق يحظى بأهمية بالغة، إذ تجاوزت عقود شركات البترول الفرنسية وتحديداً شركة توتال، أكثر من 30 مليار دولار، وهو استثمار مهم يساهم في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تمر بها باريس”.

وعُقدت النسخة الأولى من المؤتمر بالعاصمة العراقية في آب أغسطس 2021، فيما عقدت الثانية بالعاصمة الأردنية عمان في كانون الأول ديسمبر 2022.

وكان السوداني، وقع مطلع 2023، اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عُدّت الأولى من نوعها بين بغداد وباريس، فهي تتضمن 4 فصول و6 أبواب و50 مادة و64 فقرة، ومن أبرز ما تضمنته: تعزيز التَّعاون لمواجهة مخاطر التَّهديدات الإرهابيّة ومكافحة التَّطرُّف، وتشكيل لجان ثنائية في مجالي الدفاع والأمن ومتابعة تنفيذ الخطط السَّنويّة للتعاون الثنائيّ الدِّفاعيّ، وتعزيز قدرات الدفاع العسكريّة العراقيّة من خلال تنمية المهارات الضروريّة وتسهيل التزوّد بالمُعدات الحربيّة فرنسية الصُّنع وتفعيل تبادل المعلومات والاستخبارات العسكريّة بين الطرفين.

يشار إلى أن فرنسا تسعى إلى أخذ دور في العراق، على الصعيد الأمني والاقتصادي، وذلك تجسد بشكل كبير خلال الحكومة السابقة برئاسة مصطفى الكاظمي، حيث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العراق أكثر من مرة، فضلا عن زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إلى بغداد.

يذكر أن “العالم الجديد” تناولت سابقا عبر سلسلة تقارير، الدور الفرنسي في العراق وأسبابه، وبحسب محللين سياسيين في العراق وفي أوروبا حينها، فإن فرنسا تعتقد بأن العراق منطلق مهم لأمنها، وأن الأمن بين البلدين مترابط، نظرا لوجود مقاتلين فرنسيين في التنظيمات الإرهابية بالعراق، وفي الوقت ذاته فان فرنسا تبحث عن فرص حقيقية للاستثمار، إلى جانب منافستها للدور التركي، في ظل الخلافات الحادة بين باريس وأنقرة، مؤكدين أن فرنسا تحاول الحصول على موطئ قدم في المنطقة أو بالتحديد المثلث الذي يجمع العراق وسوريا وتركيا.

إقرأ أيضا