بين معرضها الفني الخاص الأول الذي عقدت في افتتاحه خطبتها منه، ومعرضها الخاص الأخير المكرس لذكراه، والذي اختتم مؤخرا في قاعة المتحف الوطني (أمنة سوركة) بمدينة السليمانية بعد استمراره عدة أيام، تستذكر الرسامة الكردية، جيمن إسماعيل، زواجها الذي استمر ٢٦ سنة من المخرج المسرحي والتلفزيوني (حسين مصري) الذي وافته الأقدار سنة ٢٠١٠ اثر تعرضه لجلطة دماغية.
\”حسين فارقني جسديا قبل 4 سنوات و6 أشهر، إلا أنه ما فارق روحي\” تحكي الفنانة التشكيلية ذلك وبعض التفاصيل المتعلقة بزواجها ثم أعمالها الفنية، جالسة في ركن من القاعة وصوتها يتردد بنبرة حنين، راوية صعوبة تقبلها لرحيله، وتتابع بهدوء حزين \”ألم دفين أدمى روحي، لم استوعب كيف أنه لم يعد في الحياة معي ـ غرقت في بحر من الكمد\” وتتنهد لتكمل \”لكن تمكنت من الصمود، بفضل الناس، معجبوه وأصدقاؤنا ساندوني، أعماله المبدعة تخلد ذكراه، محبوه ساعدوني على الوقوف مجددا ولأجلهم قدمت اليوم لوحاتي\”.
والسيدة جيمن رسامة ذات مشاركات دولية وعراقية مهمة ومتعددة كان منها معرضها الفني الخاص الذي أقيم العام الماضي في اسبانيا، وأعمالها المهمة حول الأنفال، وهي تحرص قبل المشاركة في أي منها أن تزور تراب الراحل وتضع عنده زهورا.
جيمن إسماعيل (العالم الجديد)
وتذكر أنه بعد وفاة زوجها تلقت مؤازرة من السيدة الأولى (هيرو احمد) في الحفاظ على مكتب الفقيد في المحطة التلفزيونية التي عمل فيها مثل ما هو وإغلاقه كما تركه، وهي ذاتها سخرت الطابق الأول من منزلهما كمكان لتخليده، حيث تحتفظ هناك بملابسه، حاجياته، حتى سكارته الأخيرة على حالها في تلك الغرفة.
وتسعى جيمن إلى تحويل المنزل إلى مزار فيما بعد.
حظي المعرض الذي حمل عنوان \”عندما تتحاور الورود تتماطر ألوان قوس قزح\” باهتمام وحضور كبيرين باعتبار الفنانة ذات إنتاج مهم، حتى أن اليوم قبل الأخير وفي أثناء لقاء \”العالم الجديد\” بها كان السياسي برهم صالح ضيفا على المعرض وأبدى إعجابه الكبير بعدد من الأعمال التي بلغ مجموعها ٣٤ لوحة رسمتها الفنانة على مدى الثلاث سنوات الماضية بأحجام كبيرة ومتوسطة زيتية، وهو المعرض الشخصي الثاني عشر لها.
الزهور موضوع المعرض الوحيد (العالم الجديد)
جيمن إسماعيل التي تخرجت من قسم الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وعملت أستاذة في كلية الفنون الجميلة بجامعة السليمانية، تتميز بأسلوبها الفني الخاص المتمثل بمساحات تجريدية واسعة تداخلها خطوط تعبيرية.
وكانت الأزهار موضوع جميع لوحات الرسامة في هذا المعرض، وقد رسمتها بأنواع مختلفة وألوان متنوعة.
وتسهب جيمن مأخودة بذكرياتها وعشقها للورود \”أول هدية من حسين كانت طوقا من ورد. الأزهار كانت لغة بيننا\”.
الزهور لغة للعشاق (العالم الجديد)