ينتظر السعوديون من وفدهم الزائر الى بغداد بشأن تبادل سجناء البلدين أن يعود الى الرياض ومعه عدد كبير من السجناء السعوديين في العراق.
وبحسب وسائل إعلام فان من المفترض أن يكون الوفد وصل بغداد أمس الأربعاء.
ونشرت صحيفة الشرق السعودية قائمة وصفتها بأنها \”نهائية\” تضم أسماء جميع السعوديين المودعين في السجون العراقية. ونقلت الصحيفة معلومة مفادها أن وزارة العدل جمعت السعوديين وعددهم 55 في سجن \”الرصافة – 1\” لتنظيم ملفاتهم وتسهيل عملية نقلهم.
وبين السجناء السعوديين 4 محكومون بالإعدام و15 بالمؤبد.
ويرفض طيف واسع من السياسيين العراقيين تبادل السجناء الملطخة أيديهم بدماء العراقيين، على الرغم من توقيع العراق والسعودية اتفاقية تبادل تتيح للمحكومين منهم قضاء المدة المتبقية من محكومياتهم في بلدهم.
ويقول عبد العباس شياع، النائب عن ائتلاف دولة القانون، لـ\”العالم الجديد\” إن \”هناك اتفاقيات امنية ابرمها العراق مع عدد من الدول مثل ليبيا والجزائر وتونس والسعودية وايران، كون العراق كان ساحة للنزاع الطائفي بين شتى الدول\”. ويتابع \”لا يزال هناك الكثير ممن يسمون بالمجاهدين العرب الذين جاؤوا لقتل وذبح ابناء الشعب العراقي وقد تم اعتقال وقتل عدد كبير منهم وبعضهم محكوم بأكثر من حكم\”، معربا عن اسفه ازاء أن \”هذه الدول استطاعت من خلال دبلوماسيتها المؤثرة ان تضغط باتجاه الافراج عن مواطنيها الارهابيين\”.
ونظرا لصفته عضوا في لجنة الامن والدفاع النيابية يبدي شياع اعتقاده بأن \”عملية ارجاع وتبادل السجناء يضر بمصلحة الشعب العراقي فالسجناء العراقيون مخالفاتهم بسيطة كعبورهم الحدود بطريقة غير شرعية وليسوا ارهابيين وقتلة، اما سجناء هذه الدول فاغلبهم مجرمون، ولذلك فان اطلاق سراحهم بهذه الطريقة مضر وسوف يعودون لتنفيذ عمليات ارهابية في العراق خصوصا أنهم تم تدريبهم وتهيئتهم على مهمات قتالية كبيرة\”.
ونقلت الشرق السعودية عن مصدر عراقي قوله ان عدد السجناء العراقيين في السعودية يبلغ 90.
ويقول جواد كاظم مسافر عضو ائتلاف دولة القانون لـ\”العالم الجديد\” إن \”السجناء العراقيين في السعودية عليهم احكام بسيطة بسبب تجاوز الحدود بطريقة غير شرعية لغرض الاسترزاق فبعضهم يحاول ان يبيع ويشتري في المناطق الحدودية سواء بالعراق او السعودية، بينما السجناء السعوديون في العراق جلهم متهمون بالمادة 4 ارهاب ويجب اعدامهم، وبالتالي فان عملية تبادل السجناء لن تكون متكافئة\”.
واردف مسافر \”لدينا تاريخ يتحدث مع الجارة السعودية، فعندما قام موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني (في حينه) بإطلاق سراح المحتجزين السعوديين واصطحبهم الى بلادهم بدون مقابل لإثبات حسن النية لم تكن ردة الفعل السعودية ايجابية على هذا الموضوع0\”.
غير أن مسافر خلص الى أنه يؤيد عملية تبادل السجناء شرط \”استثناء المطلوبين للقضاء العراقي بجرائم قتل\”.
ولا يعتقد قصي جمعة، عضو القائمة العراقية عن محافظة البصرة، أن \”يتم اطلاق مجرمين وارهابيين باتفاقية معينة\”، ويشدد \”على الدول المعنية ان تضمن عدم رجوع الارهابيين الى العراق إذ يجب أن توضع محددات معينة قبل اطلاق سراحهم\”.
ومن المقرر أن يهيئ الوفد السعودي الزائر ملفات السجناء السعوديين وتنتهي اللجنة المشتركة من أعمالها ليزور أحمد السالم وكيل وزارة الداخلية السعودية بغداد ويلتقي رئيس الوزراء فضلا عن وزير العدل تمهيدا لإعلان اتمام صفقة التبادل.