أكد نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية، امس السبت، على أن موضوع الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي بات ضرورة ملحة، بعد التهديدات المتصاعدة في الآونة الأخيرة. غير ان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان قال في منتدى للامن الاقليمي في المنامة ان السلطنة تعارض مشروع اقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي يفترض ان تناقش في قمة هذه البلدان الثلاثاء المقبل في الكويت.
واوضح مدني الذي يرأس وفد المملكة بمنتدى الأمن الإقليمي التاسع \”حوار المنامة\” حيث قال: \”الضرورة الملحة تفرضها التغيرات الأمنية والسياسية والاقتصادية بهدف الحفاظ على منظومة مجلس التعاون والحفاظ على المكتسبات التي حققتها دول المجلس منذ إنشاؤه\”.
وأضاف مدني بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن \”المرحلة الراهنة تتطلب من دول مجلس التعاون الخليجي إعادة تصحيح هوية المجلس لتكون قائمة على أساس التوافق في الرؤى مع التأكيد على المصير الخليجي المشترك وتغليب المصلحة الجماعية لدول المجلس\”.
وأشار إلى أن \”دول مجلس التعاون الخليجي شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعًا في مستوى التهديدات التي تتعرض لها على مستوى المنطقة وهو ما يعد حافزًا لدول المجلس لتبنى صيغ جديدة لمواجهة هذه التهديدات\”.
من جهته، قال يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان، أمس، \”نحن ضد الاتحاد\”. واضاف ردا على سؤال لوكالة فرانس برس \”لن نمنع الاتحاد لكن اذا حصل لن نكون جزءا منه\”.
وكان الوزير العماني يتحدث في اطار حوار المنامة، منتدى الامن الاقليمي الذي يحضره مسؤولون عرب واجانب، ويرد على خطاب لوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني الذي دعا دول الخليج الى ان تكون \”يدا واحدة في مواجهة المخاطر في المنطقة\”.
وقال الوزير العماني لفرانس برس ان \”موقفنا ايجابي وليس سلبيا. فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعه\”.
وفي حال قررت الدول الخمس الاخرى الاعضاء في المجلس (السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات العربية) اقامة هذا الاتحاد \”فسننسحب ببساطة من مجلس التعاون الخليجي\”، على حد قوله.
ويضم المجلس الذي انشئ في 1981 لمواجهة الخطر الايراني ست دول تملك اربعين بالمئة من احتياطي النفط في العالم.
وكانت سلطنة عمان التي اتبعت دائما سياسة مستقلة عن شركائها في مجلس التعاون، استضافت في الاشهر الاخيرة جزءا من المفاوضات الاميركية الايرانية التي افضت الى التوصل الى اتفاق مرحلي بين الجانبين حول البرنامج النووي المثير للجدل.