صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

السفير الفرنسي ببغداد لـ«العالم الجديد»: دعمنا العراق بـ4 آلاف عسكري 500 منهم متواجدون على الأرض.. والتبادل التجاري انخفض 20%

  كشف السفير الفرنسي في بغداد عن بلوغ عدد العسكريين الفرنسيين المتواجدين في العراق نحو…

  كشف السفير الفرنسي في بغداد عن بلوغ عدد العسكريين الفرنسيين المتواجدين في العراق نحو 500 شخص تقريبا، من مجموع 4 آلاف متواجدين في دول المنطقة، وأن عدد الطائرات الفرنسية المشاركة في مكافحة داعش بـ34 طائرة. وفيما أكد على ضرورة مراعاة الجانب الانساني في معركة الموصل، عبر عن أسفه الشديد لـ”بطء تنفيذ الاصلاحات” التي يدعمها الاتحاد الأوروبي وفرنسا، كاشفا عن نية السفارة افتتاح قنصلية.  

وفي الوقت الذي أكد فيه إكمال شركة اليستوم الفرنسية تصميم مشروع مترو بغداد، لفت الى امتناع السلطات العراقية عن إصدار الأوامر بالشروع لأسباب اقتصادية. وفي حين أشار الى انخفاض حجم التبادل التجاري بنسبة 20 بالمائة، لفت الى صعوبات إدارية تحول دون تصدير المنتجات الغذائية الى العراق، مرحبا بتدريس اللغة الفرنسية في المدارس العراقية.  

وقال السفير الفرنسي في بغداد مارك باريتي في حوار مع “العالم الجديد”، إن “فرنسا منذ سنتين تقدم دعما للعراق في مجال مكافحة الارهاب، حيث بلغ عدد العسكريين الفرنسيين المتواجدين في العراق نحو 500 شخص تقريبا من مجموع 4 آلاف متواجدين بالقواعد العسكرية الفرنسية في المنطقة مثل عمّان وأبو ظبي أو من البحرية الفرنسية، ويتوزع هؤلاء بالشكل التالي: 160 منهم في بغداد و160 آخرون يتواجدون في أربيل، و150 في قاعدة القيارة في محافظة نينوى”.  

وأشار باريتي الى أن “الطائرات الفرنسية المقيمة في قواعد الاردن والامارات بلغ عددها (12) طائرة، وهذه الطائرات جميعها اشتركت في عمليات جوية فوق الاراضي العراقية”، منوها الى أن “فرنسا قررت إرسال 22 طائرة إضافية الى مدرج حاملة الطائرات شارل ديغول التي اقتربت مؤخرا من الساحل اللبناني والسوري، لذلك بلغ عدد الطائرات الفرنسية المشاركة في عمليات مكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا (34) طائرة”.  

في إشارة أخرى، شدد السفير الفرنسي على “ضرورة مراعاة الجانب الانساني وتجنب الخطوط الحمراء في معركة الموصل، والتي تتمثل في حقوق الانسان، واحترام القانون الدولي، فضلا عن عدم المساس بالسيادة العراقية”.  

وبخصوص الدعم الفرنسي للقوات المسلحة العراقية، بيّن المسؤول الفرنسي الرفيع أن “التسليح يتم عن طريق الحكومة الاتحادية فقط، وحتى تسليح قوات البيشمركة انما جرى بعلم وموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد”.  

وكانت فرنسا قد أكدت العام 2014 أنها ستنقل أسلحة إلى اقليم كردستان لمساعدة قوات البيشمركة الكردية في حربها ضد داعش.   وتطرق السفير الفرنسي الى أهمية وضع أرضية صلبة للتهيئة الى مرحلة ما بعد داعش قائلا “لاشك ان العمليات العسكرية والامنية ضرورية لطرد تنظيم داعش، لكن ذلك لا يكفي, بل لابد من معالجة أسباب بروز التنظيم والتطرف عبر الحوار، فاذا كنت مريضا وتعاني من حمى، فانك تتناول (بندول) وهذا جيد، لكنه لا يعالج المرض بشكل نهائي، لذا لابد من اصلاح الاسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية الى حدّ ما”، مردفا أن “العراق بحاجة الى مساعدة كل الأطراف، لاسيما دول الجوار لمكافحة الارهاب واعادة الاستقرار له”.  

وأعرب السفير باريتي عن أسفه الشديد لـ”بطء تنفيذ الاصلاحات”، وأكد أن الاتحاد الأوروبي وفرنسا يدعمان الحكومة والبرلمان العراقيين من خلال دعم برنامج الإصلاح، وعلى كل المستويات لاسيما السياسي ومكافحة الفساد”.

وبين أننا “نعول على البرلمان العراقي في تنفيذ الاصلاح بصورة بناءة لانه يعبر عن الارادة الشعبية المنبثقة من الدستور, لكنّا نريد منه القيام بدور مفيد لاقتراح قوانين، من شأنها أن تخلق خارطة طريق للإصلاح، وأساسا قويا للمصالحة”، مشددا على ضرورة الابتعاد عن المبادرات الشفاهية، والكلام غير المفيد”.  

وعزا رئيس البعثة الدبلوماسية الفرنسية في العراق، الاوضاع التي يمر فيها العراق الى “انعدام الثقة, وإيقاف مشروع المصالحة الوطنية، وضعف الشعور الوطني بسبب الأوضاع التي مر بها العراق من حروب وأزمات”.  

وأوضح أن “المصالحة يجب أن تكون شاملة لجميع المكونات”، مشيرا الى أن “عدم منح الحقوق لجميع المكونات، لن تكون هناك ديمقراطية في العراق, ولن يكون هناك توافق وطني كبير”.  

واشار الى ان “الاتحاد الاوروبي طلب من منظمة فنلندية غير حكومية اسمها CMI العمل على موضوع المصالحة الوطنية، وهي منظمة مستقلة ممولة من قبل الرئيس الفنلندي السابق ومن الاتحاد الاوروبي نفسه، وتقوم الان باجراء حوار مع جميع المكونات”، مؤكدا أن “الاتحاد الاوروبي وفرنسا مستعدان لتقديم المزيد من المساعدة للعراق لانجاح المصالحة الوطنية، لكن بشرط ان يكون هناك طلب واضح ورسمي من الحكومة العراقية”.  

وردا على سؤال لـ”العالم الجديد”، حول جدوى المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس بالتزامن مع انطلاق عملية تحرير الموصل، قال باريتي، إن “المجتمع الدولي أبدى مساندته للعراق، حيث كان المؤتمر برئاسة فرنسا والعراق، وهذا يعني ان لا أحد يفرض شيئاً على العراق, وأنه هو من يتخذ القرارات اللازمة والمعنية لمستقبله”، منوها أن “المؤتمر جاء لدعم العراق عسكريا وسياسيا ووضع في أولوياته احترام العراق وسيادته ووحدة اراضيه والتركيز على عدم الاشتراك في أية عمليات عسكرية في العراق دون طلب من الحكومة الاتحادية”.  

وعن موجة الارهاب التي تعصف بفرنسا بين فترة واخرى، قال السفير “مع الاسف الشديد فرنسا عانت من الارهاب منذ زمن طويل، فهي تعاني منذ الثمانينات من ارهاب شرق أوسطي, وهو مختلف عن الارهاب اليساري الفوضوي”، مبينا أن “الارهاب الذي يحدث في فرنسا الان مرتبط بأزمات الشرق الاوسط، وهذا الارهاب بدأ منذ الثمانينات، وتقريبا كل سنة يحدث انفجار وقتل, والتخلص منه يتطلب ان نتعاون مع بلدان المنطقة، وتقديم المساعدة لها للنجاح في حربها ضد الارهاب”.  

وأشار الى أن “الجديد في الأمر أن هؤلاء الارهابيين الموجودين في فرنسا الآن هم فرنسيون أصلاء، وليسوا قادمين من الخارج”, مبينا أن “معظمهم من اصول عربية ويوجد بين صفوفهم شباب تتراوح اعمارهم بين (14و16 عاما)، وعلى سبيل المثال فقد ألقينا القبض على ثلاثة منهم قبل شهر كانوا في المرحلة التمهيدية لتنفيذ جريمة قتل، ووجدنا في صفوف الارهاب الفرنسي أيضا نساءً، حيث ألقينا القبض على شبكة للنساء حاولن تفجير قناني غاز وسط باريس”.   وفيما يخص التعاون الثقافي مع العراق، قال السفير الفرنسي في حواره مع “العالم الجديد”، إن “الكثير من العراقيين يرغبون بتعلم اللغة الفرنسية، وطبعا نحن نشجع هذا, ونرحب بكل المبادرات التي تدعو الى تدريسها في المدارس الحكومية او الاهلية”.  

وحول مشروع مترو بغداد من قبل شركة فرنسية، بين السفير باريتي، أن “هناك شركة فرنسية تدعى (اليستوم)، قدمت دراسة تحضيرية لهذا المترو, لكن لحد الان لا يوجد قرار من السلطة العراقية للمباشرة في العمل”، وعزا ذلك الى الظروف الامنية والاقتصادية التي تواجه العراق”, مبينا ان “اليستون لها مشاريع كثيرة في العراق، وهي متخصصة في قطاع الكهرباء والنقل والقطار المترو”.

وبشأن التمثيل الدبلوماسي الفرنسي في العراق، برر وجود قنصلية في أربيل، بـ”كون إقليم كردستان وحدة ادارية معترف بها, إضافة الى وجود الكثير من الشركات والمواطنين الفرنسيين”، لافتا الى “نية السفارة افتتاح قنصلية فخرية في محافظة البصرة على غرار ذي قار بسبب وجود عدد الشركات الفرنسية التي تعمل في المحافظات الجنوبية كشركة CMA CGM و بيرو فيريتاس اللتين تعملان في المحافظتين المذكورتين، وكذلك شركة توتال التي تعمل في حقل حلفاية بمحافظة ميسان, بالاضافة الى شركة رينو فاكس في الاسكندرية القريبة من بابل لتصنيع الشاحنات”.  

وكشف سفير فرنسا في بغداد عن “انخفاض حجم التبادل التجاري مع العراق الى 1.2 مليار دولار اي بنسبة 20 بالمائة”، منوها الى أن “الصادرات العراقية الى فرنسا بلغت 800 مليون يورو ومعظمها نفط، والصادرات الفرنسية الى العراق 400 مليون يورو”، عازيا الانخفاض الى “انخفاض اسعار النفط، ونهاية الصفقات الكبيرة”.  

وأكد ان “فرنسا ما تزال تواجه صعوبات في تصدير منتجاتها الغذائية الى العراق رغم قيامها بالحديث مع السلطات العراقية بهذا الشان لكن في الحقيقة لا يوجد اي تقدم لانهاء المشكلة”، مبينا “لدينا مشكلة مع تصدير اللحم البقري, والدجاج, والقمح, والحليب المجفف رغم جودة المنتجات الفرنسية.

Image

إقرأ أيضا