السلطة.. الأكذوبة

لقد ثبت بعشرات الادلة، ان من يدعون انهم يمثلون الشيعة بحكم العراق فشلهم الذريع في ادارة الدولة او في حماية من يمثلونهم، لانهم يسوقون اكذوبة خرقاء وصدقوها (ان الدماء التي تسفك هي ثمن بقاء السلطة لدى الشيعة)! وللاسف الكثير من البسطاء انطلت عليهم هذه الكذبة، وراحوا يتزاحمون على مراكز الاقتراع، لتجديد البيعة للذين يقبضون ثمن دمائنا يوميا رواتب وامتيازات ما انزل الله بها من سلطان، معممين وغير معممين، فمن يبالي بضحايا طوزخورماتو؟ من يبالي بالجثث التي تقطعت بمدينة الصدر؟ من يبالي بالعوائل التي تهدمت اسطح المنازل فوق رؤوسهم في اللطيفية؟ من يبالي بالعوائل التي تشردت وسكنت البيداء؟ من يبالي بالاف الايتام وتحولوا بفضل الحكام الجدد الى متسولين؟. فليفخر اخواننا اهل السنة بمن يمثلونهم بالحكومة والبرلمان، لانهم يدافعون عنهم قدر الامكان، وكذلك الاخوة الاكراد الذين عرفوا كيف يتجاوزون خلافاتهم وبنوا اقليمهم النموذج الرائع، الا الشيعة وحدهم الذين ابتلو بسياسين همهم الاول والاخير مصالحهم الشخصية ومصالح احزابهم وكتلهم، وكل منهم يضع يده بيد الشيطان، ولايضعها بيد اي مخلص من ابناء الوطن عموما. ما نراه الان في مجالس المحافظات الجديدة هو صراع وحرب غير معلنة، ولا يوحدهم غير تقاسم الامتيازات والغنائم والسرقات، واصبح من يطالب بتشكيل اقليم البصرة انفصالي وعميل، لان هذا التوجه هو بالضد من سياسة رئيس الوزراء حاليا، ولكن بعد حين عندما يستلم رئاسة الوزراء شخص اخر، فان اول مطالب دولة القانون هي تكوين اقليم البصرة (والايام بيننا)! وكأن العراق تتقاذفه اهواء المنتفعين، وشعبه خلقه الله بلا بوصلة ليرشده، متعمم هنا و علماني كاذب هناك. وهل نضبت افكار العراقيين من متلمس طريق الخلاص! فلا يمكن لاي امة حرة تفاخر بتاريخها العظيم وبما لديها من رموز عظيمة في الفداء والشهادة ترتضي لنفسها ان تبقى اسيرة بيد حكام لا يعرفون ان يحكموا….. وتبقى تتلقى الضربات الموجعة والاليمة من الارهاب، ولا تحرك ساكنا! اين نحن من قول ابي الاحرار الامام الحسين (ع) (هيهات منا الذلة) ونحن كل يوم نلملم جثث شهدائنا فاذا عجزنا عن حماية عوائلنا بانتخابنا (احباب الله) كما يدعون، فليس امامنا ان نحمي انفسنا وعوائلنا حتى لو تحالفنا مع الشيطان!.

*كاتب عراقي

إقرأ أيضا