وسط مخاوف سياسية و شعبية داخل العراق من انعكاس إيقاف الحرب في لبنان، على الداخل العراقي من خلال فتح الباب أمام الكيان الصهيوني للتوجه نحو جبهة العراق، التي وعد بفتحها قريبا، كرد على عمليات الفصائل المسلحة.
وصل رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء، إلى مدريد في زيارة رسمية إلى إسبانيا، فيما يتصدر ملف التهديد الإسرائيلي على العراق مع الاتحاد الأوروبي.
ووفقا للتوقيت المحلي في لبنان وإسرائيل، دخل فجر الأربعاء “اتفاق وقف إطلاق النار” حيز التنفيذ بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لينهي سنة ونيّفا من المواجهات العسكرية عبر الحدود وشهرين من الحرب المفتوحة بين الطرفين.
وقال المكتب الإعلامي للسوداني في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل مدريد في مستهلّ زيارة رسمية إلى إسبانيا”.
إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة، اليوم الأربعاء، عن تصدر ملف التهديد الإسرائيلي اهتمامات السوداني في مدريد.
وذكرت المصادر لـ”العالم الجديد”، أن “السوداني سيعمل خلال زيارته الحالية إلى إسبانيا على تفعيل الرأي الغربي حول التهديدات الإسرائيلية، وذلك بعد ضمان التحشيد العربي”، مبينة أن “السوداني سيتوجه للإتحاد الأوروبي لضمان موقف غربي يحمي العراق من أي عدوان إسرائيلي محتمل”.
ورحبت وزارة الخارجية العراقية، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، بإعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فيما أعلنت “كتائب حزب الله العراق” إحدى أبرز الفصائل العراقية، استمرار “عمليات نصرة غزة” رغم وقف إطلاق النار في لبنان الذي أعلن عنه أمس الرئيس الأميركي جو بايدن، في مشهد متباين في المواقف.
وحذر الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، من أن “ الجانب الإسرائيلي سيكون أكثر أريحية في توجيه ضربة إلى جهات أخرى، لذلك ستكون المرحلة المقبلة مهمة وحاسمة في منع توجيه أي ضربة جوية تجاه العراق وهذا الأمر السلبي الخطير في هذه التهدئة، فالعراق سيكون الهدف الجديد لهذا الكيان”.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، التزام حكومته بتطبيق القرار الدولي رقم 1701، وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة، كما أعلن الرئيس الأمريكي في كلمة له، أن إسرائيل ولبنان توصلا إلى اتفاق إلى وقف لإطلاق النار، عادا أن الاتفاق “يدعم سيادة لبنان، ويشكل بداية جديدة له”.
ويعيش العراق حالة من الترقب والحذر الشديد بعد إعلان إسرائيل نيتها توجيه عمل عسكري ضده على خلفية قيام الفصائل المسلحة العراقية بتوجيه ضربات شبه يومية بالطيران المسير ضد أهداف ومواقع عسكرية داخلها.
يذكر أن الفصائل المسلحة العراقية الموالية لإيران والمعروفة باسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، أعلنت مرارا عن هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف في إسرائيل، مؤكدة أنها تأتي تضامنا مع قطاع غزة تحت مبدأ “وحدة الساحات”.
وبدأت العلاقات العراقية الاسبانية عام 1946، وفتحت إسبانيا أول ممثلية لها في بغداد عام 1948 تابعة لسفارة إسبانيا في القاهرة ثم رفعت إسبانيا تمثيلها في العراق إلى سفارة عام 1955.
وتطورت العلاقات بين البلدين بعد تأميم النفط العراقي عام 1972 بعد خرق إسبانيا للحظر المفروض على شراء النفط العراقي من الشركات متعددة الجنسيات.
وفي عام 1991 شاركت إسبانيا مع التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت، وجمدت الحكومة الإسبانية على إثرها علاقاتها مع العراق واحتفظت بتمثيل دبلوماسي منخفض.
وشاركت الحكومة الإسبانية إبان حكم الحزب الشعبي برئاسة خوسيه ماريا أثنار عام 2003 في التحالف الدولي لإسقاط النظام السابق في العراق، وأرسلت قوات عسكرية بلغت (1300) عسكرياً.