السياحة تغلق بارات (السعدون) دون اشعار مسبق وتستثني نوادي (العرصات) ونادلون في الأخيرة: نرشي مسؤولين نافذين

استبقت وزارة السياحة شهر محرّم بـ\”3\” أيام لتغلق النوادي الليلية والبارات ومحال المشروبات الكحولية في منطقة السعدون وسط بغداد، فيما ظلّت نوادي وبارات منطقة العرصات تفتح أبوابها من دون أن يعترضها أحد.

ودخل 4 رجال مسلحين من وزارة السياحة إلى بار \”أوتار\” في السعدون وأمروا مالكه باغلاقه واخراج الزبائن خلال نصف ساعة.

ويقول أحمد مهدي، أحد رواد \”أوتار\”، كانت الجلسة قد بدأت توّاً، وصرفنا بسرعة بسبب خوف صاحب البار من التعرّض لخطورة الإغلاق أو الغرامات.

وخرج أحمد القادم من محافظة الكوت برفقة أصدقائه الأربع متجهين إلى منطقة العرصات، التي تشتهر بكثرة البارات والملاهي الليلية.

ويقول نادل يعمل في \”أوتار\”، رفض الكشف عن اسمه، إن \”وزارة السياحة لم تعلمنا بتوقيت إغلاق النوادي\”، ويؤكد في حديث لـ\”العالم الجديد\” أنه \”تعودنا كل عام أن نغلق البار قبل يوم من شهر محرم\”.

ولم يتعرّض \”أوتار\” وحده للإغلاق، إذ كانت لجان وزارة السياحة تدور على كل المطاعم والبارات التي تتوفر فيها مشروبات كحولية لاغلاقها، كما أنها اغلقت المحال المختصة ببيع المشروبات الكحولية من دون أي اشعار مسبق بالأمر.

وليست هذه المرّة الأولى التي تتعرّض فيها النوادي والبارات للاغلاق المفاجئ، إذ داهمت قيادة عمليات بغداد النوادي الليلية والنوادي الاجتماعية في بغداد واغلقتها من دون سابق إنذار في 4 أيلول من العام الماضي، الأمر الذي أثار زوبعة في الأوساط الرسميَّة والشعبيَّة.

وينفي بكر حمه صدقي، رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب، علاقة لجنته بالنوادي الليلية. 

ويقول صدقي في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”لجنة السياحة والآثار جديدة في مجلس النواب، إذ كانت تسمّى في الدورات السابقة لجنة الثقافة والإعلام\”، ويشير إلى أنه في فترة وجود لجنته \”لم يتم غلق وفتح النوادي كما حصل في عام 2008\”.

وعلى العكس من منطقة السعدون، فإن بعض بارات وملاهي منطقة العرصات كانت تفتح أبوابها للزبائن.

ويشير نادل في أحد البارات إلى أن \”بارات العرصات تدفع لمسؤولين نافذين بغية عدم إغلاقها\”، ويؤكد أن \”بعض البارات لن تشمل في الإغلاق في شهر محرّم لأنها مسنودة من شخصيات سياسية كبيرة\”.

وقد أحصى مجلس محافظة بغداد عدد محال بيع المشروبات والنوادي الليلية التي لديها رخصة سابقة، والنوادي الجديدة التي افتتحت تحت ترخيص (مطعم)، مؤكداً أنه لا توجد ملاه وبارات ليلية مجازة بسبب القانون الذي أصدره (مجلس قيادة الثورة) إبان الحملة الإيمانية التي ابتدعها صدام حسين خلال فترة التسعينيات.

إلا أن فنادق الدرجة الأولى معفاة من قانون مجلس قيادة الثورة المنحل، وهذه الفنادق لا تتعدّى الـستة.

ويبلغ عدد مخازن المشروبات الكحولية في بغداد 196 مخزناً، جُدّدت تراخيصهم عام 2009 لعام واحد فقط، وبعد ذلك امتنعت وزارة السياحة عن التجديد لهم، بينما بلغ عدد النوادي الليلية في جانب الرصافة 50 نادياً.

ويواجه لواء سميسم وزير السياحة والآثار، اتهامات بعدم منح التراخيص للأماكن التي تحتوي على مشروبات كحولية بسبب خلفيته الدينية، وانتمائه إلى التيار الصدري، الذي يعتبر من التيارات المشتددة دينياً، والذي حرّم زعيمه الأسبوع الماضي الاستماع إلى الأغاني.

وتمتنع وزارة السياحة عن التصريح بخصوص إغلاق البارات والنوادي عادة، وحاولت \”العالم الجديد\” الحصول على تصريح رسمي من الوزارة إلا أن الهاتف كان مغلقاً لنحو 8 ساعات.

إقرأ أيضا