أثار انسحاب النائب عزت الشابندر من ائتلاف دولة القانون حفيظة عدد من الائتلافيين الذين ردوا عليه بقسوة. وفيما رحب التيار الصدري الخصم التقليدي للمالكي بهذا الانسحاب الذي توّج بلقاء النائب المنسحب مع زعيم التيار، أكد نائب عن كتلة الأحرار الصدرية، أن هذا الخروج ستتبعه انسحابات جديدة.
في حين رأى قيادي في ائتلاف المالكي أن الصدريين يحاولون الاستفادة من هذا الانسحاب لصالحهم، موضحا أن اهم الأسباب الحقيقية التي تقف وراء انسحاب الشابندر هي عدم رضا دولة القانون على اللقاء الذي جمعه برافع العيساوي وزير المالية، ومشعان الجبوري النائب السابق.
وفي حديث مع \”العالم الجديد\” أمس السبت، قال حسين الشريفي، النائب عن كتلة الأحرار الصدرية، إن \”ائتلاف دولة القانون سيشهد انشقاقات جديدة، بعد خروج عزت الشابندر\”.
وبحسب بيان عن المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، أن الصدر استقبل الشابندر في منزله في محافظة النجف.
وذكر البيان أن \”الجانبين بحثا السبل الكفيلة بالحفاظ على الوحدة الوطنية والخروج بالعراق من الازمات المتكررة التي تلقي بظلالها على جميع مفاصل حياة الشعب العراقي، خصوصا موضوع الطائفية والفساد الاداري والمالي\”.
واشار البيان الى ان \”اللقاء تطرق لأهمية الانتخابات البرلمانية المقبلة، وضرورة اقامتها بصورة شفافة تعكس تطلعات المواطن العراقي\”.
وأضاف الشريفي أن \”الشابندر قرأ المشهد السياسي بشكل جيد ووجد أن المالكي سوف لن يحظى بولاية ثالثة، فضلا عن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت من قبل رئيس الوزراء وائتلافه الحاكم\”.
وحول إمكانية انضمام النائب المنشق عن المالكي إلى كتلة الأحرار، أوضح أن \”الشابندر سيقوم بإنشاء كتلته الخاصة، ولن يدخل ضمن قائمة كتلة الأحرار\”، نافيا وجود \”رفض داخل الكتلة لانضمامه\”.
وزاد الشريفي أن \”الشابندر أشاد بالسيد مقتدى الصدر وعروبية التيار وابتعاده عن الطائفية، بعكس ائتلاف دولة القانون الذي قال عنهم بأنهم كانوا طائفيين\”.
وبين أن \”رحلة المالكي إلى طهران لم تسفر عن وعود إيرانية لتوليه ولاية ثالثة، ولا يمكن أن يحظى على موافقة داخلية على هذا الأمر، لأن الكتل السياسية لا تريد تكرار الفشل الذي منيت به الحكومة ولدورتين\”.
وكانت \”العالم الجديد\” قد نقلت عن مصادر عديدة، عن قيام كتل سياسية بإبعاد العديد من أعضائها، الذين يمثلونها في مجلس النواب الحالي، عن تشكيلة القوائم الانتخابية التي تعمل على إكمالها.
بيد أن سعد المطلبي القيادي في ائتلاف دولة القانون، رأى أن \”كتلة الاحرار تحاول ان الاستفادة من خروج الشابندر من ائتلاف دولة القانون لصالحها\”.
وأضاف المطلبي في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”الشابندر ارتكب مخالفات لم ترض جمهور ائتلاف دولة القانون وقياديي الائتلاف، حيث أنه سعى بشكل شخصي للقاء رافع العيساوي ومحاولة عقد صفقة معه دون أن يطلع قيادة الائتلاف بذلك، وكذلك توسطه في قضية مشعان الجبوري، وهذا الأمر جعله غير مرغوب به داخل ائتلاف دولة القانون، ويبدو أنه آثر الخروج\”.
وبين أن \”الحديث عن انشقاقات جديدة عن ائتلاف دولة القانون، هذا أمر غير موجود، بل أن هناك رأيا مطروحا لم يتخذ به قرار إلى الآن داخل الائتلاف بالدخول بقوائم متعددة كون هذا الخيار منسجم مع قانون الانتخابات الذي يعتمد صيغة سانت ليغو المعدل في توزيع المقاعد، ومن ثم العودة الى الائتلاف بعد الانتخابات\”.
وشن أعضاء في ائتلاف دولة القانون، في تصريحات صحفية، هجوما لاذعا على النائب عزت الشابندر بعد اعلان انسحابه من ائتلاف دولة القانون، في لقاء جمعه بزعيم التيار الصدري.
إذ أكد هيثم الجبوري، النائب عن دولة القانون، أمس، أن \”النائب عزت الشابندر ادعى بأنه كبير مفاوضي ائتلاف دولة القانون من دون تكليف من احد\”، مشيرا الى ان \”انسحابه من دولة القانون كان لمصالح شخصية وعداوات مع عدد من اعضاء الائتلاف\”.
كما اعتبر سامي العسكري، القيادي في ائتلاف دولة القانون، امس، أن \”وجهات نظر النائب عزت الشابندر لا تتطابق مع ائتلاف دولة القانون\”، مبينا ان \”بعض اطراف الائتلاف ضاقت ذرعا بتصريحاته وعلاقاته واتصالاته مع المسؤولين العراقيين\”.