وصف التيار الصدري زيارة مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان الى بغداد، ولقائه نوري المالكي رئيس الوزراء،بأنها \”لقاء الدكتاتورين\”، معتبرا أنها \”روتينية\”.
وفيما اعتبرتها كتلة المواطن خطوة مهمة لبناء جبهة داخلية رصينة تقف أمام أي طارئ يواجهه العراق في ظل مناخ إقليمي مضطرب، رحبت القائمة العراقية بالزيارة، وعدتها بداية مشجعة للعمل كفريق واحد.
ففي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الأحد، وصف نائب عن التيار الصدري، رفض الكشف عن اسمه، لقاء بارزاني والمالكي بـ\”لقاء الدكتاتورين\”، لافتاً إلى أن \”بارزاني فرض شروطه على الكرد من خلال بقائه لعامين آخرين بمنصب الرئيس، وأن المالكي يسعى إلى البقاء لأربعة أعوام قادمة في منصبه\”.
وأكد أن \”هذه الزيارات لن تعدو أن تكون (عزائم غداء) من أموال الشعب\”.
ووصل مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، أمس، إلى العاصمة بغداد على رأس وفد رفيع المستوى، فيما عقد فور وصوله اجتماعا مع نوري المالكي رئيس الحكومة، حيث بحث الجانبان الملفات العالقة مع بين المركز والإقليم.
وقال النائب الصدري، في حديث مع \”العالم الجديد\”، إن \”ما يحدث (زيارة بارزاني إلى بغداد) مهزلة لإرضاء الرأي العام\”، مؤكداً أن \”النوايا لحلحلة الأزمات بين أربيل وبغداد غير صادقة وأن الجانبين لا يفكران سوى بمصالحهما متناسين مصلحة الشعب\”.
بدوره، وصف حسين الشريفي، النائب في التيار الصدري أيضا، زيارة بارزاني الى بغداد \”بالروتينية\”، معتبراً أنها \”مجاملة رداً على زيارة المالكي إلى أربيل قبل مدة\”.
وأكد الشريفي في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”زيارة بارزاني إلى بغداد لم تخرج عن إطار الروتين والمجاملات ومغازلة الأطراف السياسية في بغداد\”، موضحاً أنها \”لم تناقش تفصيلات الاتفاقات السابقة وكيفية تفعيلها للخروج من الأزمة السياسية التي ترتبط بها الكثير من القوانين والتشريعات المعطلة\”.
وأشار إلى أن \”على الأكراد والأطراف السياسية في بغداد، أن يكونوا على مستوى المسؤولية وأن لا تكون الزيارات روتينية\”، داعياً للانتقال الى \”مرحلة تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين\”.
من جانبه، اعتبر حسون الفتلاوي النائب عن كتلة المواطن زيارة رئيس الإقليم \”خطوة هامة على الطريق الصحيح لبناء جبهة داخلية رصينة تقف أمام أي طارئ يواجهه العراق في ظل مناخ إقليمي مضطرب\”.
ورأى ، النائب عن كتلة المواطن، في حديث مع \”العالم الجديد\”، أمس الأحد، أن \”العراق بعد سقوط الطاغية لم تكن لديه جبهة داخلية رصينة تواجه أي تحدّ خارجي وكانت العلاقات في الداخل تحكمها المشاكل بشكل مستمر وهي شغل السياسيين الشاغل الذي أبطأ عملية البناء\”.
وأضح الفتلاوي، أن \”زيارة بارزاني تساهم في توطين الجبهة الداخلية وتساهم في وضع حلول جذرية للمشاكل العالقة بين الطرفين التي باتت تؤرق الشارع العراقي\”، مبيناً أن \”هذه المشاكل طالت ولم توضع لها الحلول النهائية والحاسمة لإنهائها\”، مستدركاً بالقول \”لكن زيارة بارزاني أعطت الضوء الأخضر لحل هذه المشاكل\”.
وتابع \”المجاملات السياسية مطلوبة إلا أن المجاملات شكلت جزءا بسيطا من أجندة بارزاني التي حملها في هذه الزيارة\”، لافتاً إلى أن \”العراق اليوم، لا يحتاج إلى مجاملات فالوقت محسوب، وعمر الحكومة سينتهي وعلى كل الأطراف تقديم انجازات\”.
إلى ذلك، قال قيس الشذر، النائب عن القائمة العراقية، إن \”المشاكل التي يمكن التفاهم عليها وايجاد حلول لها فلا بأس بمعالجتها، أما تلك التي ربما تكون عالقة أو مستعصية، فلا ضير بتأجيلها إلى وقت آخر ملائم\”، مؤكداً أن \”أي تواصل وأي حوار بين الإقليم والمركز يصب في مصلحة البلد\”.
وشدد الشذر على \”ضرورة العمل المشترك كفريق واحد\”، موضحاً أن \”الأجواء المحيطة بالعراق عاصفة جداً والأزمات يمكن أن تعبر الحدود وهي بطبيعتها عابرة للحدود\”.
ولفت إلى أن \”المتبقي من عمر الحكومة سنة، وأن الأمور الملحة يمكن أن تحل خلال هذه السنة\”، مبيناً أن \”المسائل الأخرى يمكن أن يتم التعامل معها في الوقت الملائم\”.
في غضون ذلك، قالت السفارة الأميركية في بغداد أمس، في بيان تسلمت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إن \”الولايات المتحدة ترحب بزيارة بارزاني لبغداد ولقائه بالمالكي\”.
وحثت واشنطن جميع القادة العراقيين على \”التمسك بروح المصالحة والوحدة الوطنية من أجل التغلب على تهديدات الإرهاب وتقوية المؤسسات الديمقراطية في البلاد وتعزيز الرخاء للعراقيين كافة\”.
وكان المالكي وبارزاني قد عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا على هامش الزيارة أمس الأحد، أكدا فيه جملة من الأمور التي تم الاتفاق عليها، حيث قال رئيس اقليم كردستان، أنه لا خلاف بين موقف المركز والإقليم حول الوضع في سورية، فيما أعرب رئيس الوزراء عن قلقه من تسليح الدول للمعارضة السورية المتطرفة، مؤكداً أنه بعد أن تم تجهيزها بالسلاح بدأ يستخدم في نشاطات القاعدة داخل العراق.
وأشار المالكي، إلى أن \”الجماعات المتطرفة يومياً تهجم علينا وتقتل الجنود العراقيين\”، لافتاً إلى أننا \”طلبنا من الدول أن لا تسلح هذه الجماعات، وأن تبحث عن حل سلمي بجلوس طرفي النزاع إلى طاولة الحوار\”.
وقال بارزاني في المؤتمر \”اتفقنا على عمل اللجان على أرض الواقع التي شُكلت بين المركز والاقليم\”.
واضاف أن \”المشاكل ستحل وفق الدستور\”، مشيرا إلى أن \”الارادة الحقيقية لحل المشاكل متوفرة، ونحن مستعدون للتعاون مع دولة رئيس الوزراء (نوري المالكي)\”.
وجاءت هذه الزيارة عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، في شهر حزيران الماضي في زيارة هي الأولى منذ عامين، حيث التقى برئيس الإقليم، وأجرى مباحثات في الخلافات العالقة بين الجانبين، كما عقد مجلس الوزراء الاتحادي اجتماعاً اعتيادياً وأصدر عدة قرارات.