صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

تكهن مُعلّقون سياسيون ووسائل إعلام محلية وأجنبية حتى، بنتائج الزيارة غير المعلنة لجون كيري، وزير الخارجية الأميركي، إلى العراق، من الصور الفوتوغرافية للقاءاته المنفردة مع زعامات هذا البلد السياسية، في ظل تكتم على تفاصيل ما دار فعلا في تلك اللقاءات التي أجراها الضيف في مدينتي بغداد وأربيل.

 

وبالرغم من أن الزائر ومضيفيه حرصوا كالعادة على البوح بما يقتصر نشره في البيانات الصحفية المقتضبة ذات المدلولات الدبلوماسية دون الخوض في التفاصيل الدقيقة؛ فإن \”المُتكهنين\” ركزوا في لقائه مع رئيس الوزراء نوري المالكي واستنتجوا، طبقا للصور المُلتقطة في اللقاء، بأنه \”حمل إنذارا قاطعا بضرورة تخلي رئيس الحكومة عن طموحه في الولاية الثالثة، وهو ما أدى إلى امتعاض مُضيفه لما سمعه على لسان الضيف الثقيل\”.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 ابتسامة حذرة (انترنت)

 

وتُظهر بعض الصورة المرفقة بهذا التقرير، التحول \”الدراماتيكي\” الذي طرأ على ملامح المالكي ابتداءً من الابتسامة الحذرة التي أبداها لحظة استقباله للوزير الأميركي، مرورا بحال التوجس والضيق الذي طغى على وجهه في منتصف اللقاء، انتهاءً بحال العبوس والانزعاج عندما كان يهم بالخروج وحيدا من قاعة الاجتماع.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 شعور بالضيق (انترنت)

 

التكهن عبر هذه الصور، بات أحد المؤشرات الدالة على سلبية نتائج اللقاء المذكور بالنسبة للمالكي، لاسيما وأن المتكهنين انطلقوا في استنتاجهم من \”معلومات تفيد بأن بعض تلك الصور صدرت عن مكتب المالكي نفسه\”، ولم ينشرها الوفد الصحفي المرافق لكيري أو مصورو وكالات الإعلام العالمية، فضلا عن استناد هؤلاء لتقارير وتسريبات متواترة قبل وبعد الزيارة الطارئة قالوا إنها تدعم فرضيتهم، أُشير فيها إلى \”تلميحات\” أميركية وصلت فعلا للمالكي تحضه على ترك رغبته الجامحة للبقاء في منصبه حتى العام 2018، وفتح المجال أمام تشكيل حكومة \”إنقاذ\” يكون هو بعيدا عنها، مثلما يطمح لذلك خصومه المحليون والإقليميون.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 المالكي غاضبا (انترنت)

 

وعلى ما يبدو فإن استنتاج المعلقين والوكالات الصحفية، كان في محله. إذ تُشير تسريبات ورّدت لـ\”العالم الجديد\” من داخل الأروقة الحكومية، إلى أن رئيس الوزراء \”تجاهل حديث كيري الطويل، وتحديدا الشق الذي شدد فيه الوزير الأميركي على ضرورة تشكيل حكومة تمثل طموحات الأكراد والسُنة\”.

 

مصدر التسريبات، وهو موظف مطلّع يعمل في مكتب رئيس الحكومة، أكد أن \”أحد أشكال هذا التجاهل هو التعبيرات الانفعالية والاستهزائية أحيانا التي ارتسمت على وجه رئيس الوزراء عندما كان الضيف يتحدث بلسان خصوم المالكي\”.

 

وتتعارض إرادة واشنطن التي أوضحت أنها تريد قيادة أكثر تمثيلا للعراقيين في الحكومة المقبلة، مع رغبة المالكي الطامح لتأسيس حكومة أغلبية سياسية يتم إقصاء بعض خصومه التقليديين منها، خصوصا بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة.

 

وبحسب ذات المصدر، فإن كبير الدبلوماسيين الأميركيين \”لم يخصص في حديثه المطول مع المالكي كثيرا من الوقت عن الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها العراق وعموم المنطقة\”. بل اقتصر كلامه في هذا الإطار على \”التزام بلاده بدعم العراق وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين\”، وهو ما شكل محط استغراب وانتقاد مسؤولين عراقيين حضروا اللقاء.

 

المصدر الحكومي كشف أيضا أن \”كيري الذي كان ينظر باستمرار إلى ورقة مكتوبة وضعها على الطاولة يعتقد أنها تحمل نقاطا رئيسة لمباحثاته مع المالكي، طرح في لقائه مشروعا أميركيا قديما – جديدا يهدف في جوهره إلى تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق على أساس طائفي وقومي\”.

 

وهذا المشروع التقسيمي الذي سبق لجو بايدن، نائب الرئيس الأميركي، أن قدمه عندما كان عضوا في الكونغرس العام 2007، يهدف إلى أنشاء ثلاثة أقاليم تتمتع بحكم مستقل عن بغداد، كردي في الشمال، وسُني في غرب وشمال العاصمة، وشيعي في الوسط والجنوب.

 

ما يثبت صحة التسريبات ويدعم رؤية المتكهنين، جاء على لسان المالكي بعد يوم من لقائه كيري، عندما رفض في خطابه الأسبوعي أمس الأربعاء، الامتثال للتوجيهات الأميركية ومن خلفها مطالب واشتراطات خصومه، الداعية لتنحيته وتشكيل حكومة \”إنقاذ وطني\”.

 

وقال المالكي، بلهجة حادة \”ليست خافية الأهداف الخطيرة لمسألة تشكيل حكومة إنقاذ وطني كما يسمونها، فهي محاولة من المتمردين للانقلاب على الدستور والقضاء على التجربة الديموقراطية الفتية\”، ملمحا إلى تمسكه بمواصلة سعيه للبقاء على رأس الحكومة لولاية ثالثة.

 

لقاء المالكي – كيري الذي حضره سعدون الدليمي، وزير الدفاع وكالة، وفالح الفياض، مستشار الأمن الوطني، فضلا عن علي الموسوي، مستشار المالكي الإعلامي، استغرق ساعة ونصف الساعة تقريبا، وهي مدة لم تستغرقها بقية لقاءات الوزير الأميركي مع أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب السابق، وعمار الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، ومسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 النجيفي وكيري (انترنت)

 

المعلقون ومعهم بعض الصحفيين ممن حضروا بقية اللقاءات، تكهنوا من طبيعة صور كيري مع الزعماء الثلاث التي غلفتها الابتسامات العريضة وطريقة الترحاب والتوديع الحار له، فضلا عن قصر مدد لقاءاته معهم، بأنهم \”سمعوا منه كلاما يتماشى مع توجهاتهم المناوئة لسياسات المالكي والساعية للإطاحة به من سدة الحكم في المرحلة المقبلة\”.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 كيري والحكيم (انترنت)

 

وهو ما تكشف لاحقا في أحاديث مُسربة لنواب وقيادات سياسية تتبع هذه الزعامات.

الصورة أبلغ تعليقا في لقاءات كيري والزعماء العراقيين

 بارزاني وكيري (انترنت)

إقرأ أيضا