اطلقت اسرة جريدة \”العالم الجديد\” الموقع الاليكتروني، امس الاحد، في حفل تعريفي بالمشروع الصحفي الجديد، بعد نحو شهرين من العمل اليومي، اثر اغلاق جريدة \”العالم\” وتسريح كادرها، في خطوة لتأكيد الخطاب المهني غير المتأثر بـ\”قناعات المالكين\”.
وقال فراس سعدون رئيس تحرير \”العالم الجديد\” في كلمة اسرة التحرير التي قرأها في حفل اطلاق الموقع ، ان \”حلما كبيرا شغلنا منذ حدث إغلاق صحيفة (العالم) وملابساته، في الأول من أيار 2013، وهو انجاز صحيفة مستقلة، ولو إقتضى الأمر تحقيقها بإمكانياتنا الذاتية، لذا قررنا المضي لتحقيق ذلك الى النهاية، من اجل خلق صحيفة حرة مستقلة، غير خاضعة ولا متحيزة إلا للمعايير المهنية للاعلام الحر\”.
وشدد على ان \”الحلم سعى الى اطلاق صحيفة ترفض أي مال مشروط، سياسيا كان المال ام غيره، يتعارض مع القيم الصحفية التي تتبناها وهي، (الإستقلالية، الحياد، الدقة، الوضوح، الشفافية)، الى جانب إيماننا العميق بمعايير السلوك الاخلاقي للمهنة، والتي اعتمدناها ودافعنا عنها في تجربتنا السابقة في جريدة \”العالم\”، مصرين على ان تكون اساس مشروعنا الجديد الذي قررنا ان يحمل اسم \”العالم الجديد\”.
واعرب سعدون عن تأكيده في ان \”(العالم الجديد) صحيفة يومية الكترونية (تعمل على ان تكون ورقية ايضا) عراقية مستقلة، ليس لها اي علاقة بحزب سياسي او بإي حكومة عراقية او عربية او اجنبية\”.
ونوه الى ان \”الصحيفة تعتمد القيم المهنية لإرساء إعلام حر في بيئة ما زالت بعدُ لم تترسخ بها تلك القيم، وهي تسعى لاشاعة الإعتدال، والعقلانية، والانفتاح على الآخر، وترسيخ القيم المدنية، وتتبنى الدفاع عن حقوق الانسان، وترفض التطرف بشتى انواعه\”.
وتابع بالقول ان \”العالم الجديد تؤمن ايمانا عميقا باسس الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنون جميعا، ذلك لاننا نعتقد، ان الصحافة الحرة هي اللبنة الأساس في التجارب الديمقراطية الناجحة\”.
ومما يلفت النظر في الحفل الذي اقيم على قاعة جمعية الثقافة للجميع ببغداد امس الاحد، غياب غالبية وسائل الاعلام على الرغم من الدعوات الموجهة اليها، غير انها تخلفت عن الحضور، ما عدا راديو سوا.
واستذكر سعدون في كلمته اثناء الحفل الزميل الراحل احمد النواس، بوصفه واحدا من الكتاب الصحفيين الذين تبنوا المشروع المهني في الصحافة العراقية، فيما اعلن عن تضامن \”العالم الجديد\” مع الزميل ناصر الحجاج، الذي يواجه قضية اسكات صوته من قبل احد النواب بسبب تعليق على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي \”فيسبوك\”.
بدوره، دعا د.غيلان احد كتاب \”العالم الجديد\” الى \”الوقوف جانب شباب العالم الجديد، في وثبتهم وانطلاقتهم الجديدة التي تنم عن اصرار\”، مبينا ان \”الوسط الثقافي العراقي رغم هشاشة القيم، الا انه وقف مع شباب (العالم الجديد) في محنتهم، واخلاصهم المهني الصحفي، وتجردهم من كل الشوائب، من الرشوة والارتزاق، المهم الان ان الشباب استطاعوا ان يصنعوا العالم الجديد، وهو فعلا جديد، وتجاوز المحنة، ويكملون مسيرتهم\”.
من جانبه، بيّن اسامة هباهبة، مدير مشروع العراق في مؤسسة دعم الاعلام الدولي، لـ\”العالم الجديد\” ان \”مبادرة دعم (العالم الجديد) تأتي في اطار دعم الاعلام المستقل الموضوعي، البعيد عن التحيز السياسي او الحزبي او الطائفي او العقائدي او الديني\”، مشددا على ان \”اطلاق الصحيفة يدل على وجود نفس اعلامي صحفي في العراق، له الرغبة والعزم والتصميم على مواصلة مسيرة الاعلام الموضوعي والمستقل\”.
وعدّ هباهبة انطلاق \”العالم الجديد\” بـ\”الضرورة في هذه المرحلة\”، معتبرا ان \”الضرورة تأتي في ضمن موجة تغييرات يمر بها الاعلام العربي بشكل عام، نتيجة الضغوط من الانظمة الحاكمة والاحزاب المسيطرة على القرار السياسي، لتجيير الاعلام واجباره ليكون بوقا لها\”.
واشار الى ان \”المبادرة بدعم (العالم الجديد) واحدة من مبادرات التي نتابعها في عدد من دول العالم، وندعمها سواء في العراق او في اي دولة ثانية\”، لافتا الى ان \”مستقبل الصحافة العراقية الحرة يكمن في ذلك، فالمواطن بدأ يعي اهمية الصحافة الحرة، وهذا يعني ان القارئ العربي كبقية القراء في العالم يطرح شروطا، وواحدة من تلك الشروط هو الحصول على الخبر الموضوعي، والخالي من التوجهات الدينية والحزبية، لذا نجاح اي مشروع اعلامي يجب ان يتلاقي مع رغبات وتطلعات وشروط القارئ العربي\”.
من جهته، اشاد الفنان المسرحي فاضل عباس بخطوة اطلاق \”العالم الجديد\”، منوها الى ان \”هناك نخبة من صانعي الجمال التقوا اليوم، نخبة من المثقفين الاستثنائيين، لا لشيء خارق ولا لشيء غير متوقع، سوى ان هناك مجموعة في الظل، يراد لها ان تكون في الظل، لكنها كسرت الظل وخرجت الى الضوء بمشروع، ممكن ان نسميه مشروعا ضوئيا، في ان تعلن مشروعك للضوء كي يراه الاخر، وهنا نتماثل مع المقولة التي تقول، ليس المهم ان تكون في النور لترى لكن المهم ان يكون في النور ما تراه، والعالم الجديد هي في النور، لذا يجب ان لا نلتفت من حاول ان يجعلها في ظل مفبرك غير منتج وقسري، ولا اعتقد ان النخب الطيبة ترتضي ان تكون مقولتها في الظل\”.