أحدثت اقالة محافظ نينوى نوفل العاكوب جدلا في الاوساط الرسمية والشعبية، بسبب المفاجأة والاستعجال وومكان الاقالة، فقد كشف مقرب من أوساط السياسيين في المحافظة، عن وجود صفقة يقودها مسرور بارزاني (نجل مسعود بارزاني) تهدف الى تنصيب شريك تجاري له من أهالي الموصل، بالاتفاق مع الحزب الاسلامي العراقي، الذي لم يعد يرى في العاكوب ممثلا صالحا لسياساته، استعدادا للانتخابات القادمة.
وقال الناشط العراقي القريب من سياسيي نينوى ريان الحديدي في حديث لـ”العالم الجديد” إن “إقالة المحافظ تمت في ناحية القوش من قبل أعضاء التحالف الكردي والحزب الإسلامي، بحجة أن المحافظ فاسد، وأن بحقه ملفات فساد عديدة، الا أن الحقيقة لا تعدو أن يكون الأمر عبارة عن صفقة وتصفية سياسية مشتركة بين التحالف الكردي والحزب الإسلامي، لان المحافظ خرج عن السياسة المقررة لإدارة المحافظة من قبل الطرفين وبالأخص الحزب الإسلامي الذي يهدف للسيطرة على المحافظة في الانتخابات القادمة”.
وكان مجلس محافظة نينوى قد قرر إقالة المحافظ نوفل العاكوب في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، بحضور ٢١ عضوا في ناحية القوش التي تقع ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة التابعة لرئيس اقليم كردستان السابق مسعود بارزاني.
وأضاف الحديدي أن “من قاد حملة إقالة المحافظ هو عضو مجلس المحافظة عن الحزب الإسلامي عويد الجحيشي بالتعاون مع بقية أعضاء الحزب وأعضاء التحالف الكردي”، لافتا الى أن “المرشح المقترح من قبل الحزب الإسلامي هو السيد منصور المرعيد”.
يذكر أن شبكة روداو الكردية ومقرها اربيل كانت قد نقلت عن مصدر من داخل مجلس محافظة نينوى، (في 15 ايار مايو الماضي)، قوله، إن مجلس محافظة نينوى يعد لاستجواب المحافظ نوفل العاكوب تمهيداً لإقالته العاكوب “بسبب تورطه بعدة ملفات فساد، وبقاؤه بالمنصب في ظل الظروف الحالية لم يعد مقبولاً”.
وحول شخصية منصور المرعيد، أوضح الحديدي بأنه “رجل أعمال ومستثمر موصلي قريب من رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، وهو من أقرباء علي خضير الجبوري العضو بمجلس محافظة نينوى والمتهم بتوزيع رشوة لأعضاء مجلس محافظة نينوى المصوتين على إقالة المحافظ العاكوب”.
وتابع الناشط السياسي أن “من المعيب حقا أن يأتي الحزب الإسلامي بنوفل العاكوب لتنظيف واجهتهم في المحافظة فيما هم أنفسهم اليوم يدّعون فساده، وهذا يعني انهم مشتبهون بالفساد”، لافتا الى أن “السيد مسرور البارزاني نجل مسعود البارزاني هو من أدار هذه الصفقة، لأن المرشح منصور المرعيد هو شريكه في عدة استثمارات ومشاريع تجارية، إذ أعطى الأوامر لبشار كيكي رئيس مجلس محافظة نينوى والذي ينتمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني باقالة المحافظ”.
وكان المحافظ المقال قد أكد عدم قانونية الجلسة التي عقدت لاقالته لأنها تمت بدون حضوره، بالاضافة الى وجود عضوين في الجلسة مطلوبين للقضاء العراقي بسبب تورطهما بملفات فساد، فضلا عن ارتكاب اعضاء التحالف الكردستاني مخالفة دستورية عقب مشاركتهم في استفتاء انفصال إقليم كردستان، كما ان الجلسة تمت في مكان خارج السيطرة السلطة العراقية في منطقة القوش التابعة لسهل نينوى والتي لازالت تحت سيطرة قوات البيشمركة، والتي من المقرر اخضاعها لسيطرة الحكومة الاتحادية.
وكانت رئاسة الجمهورية أعلنت، في 18 تشرين الأول نوفمبر 2015، اعفاء اثيل النجيفي رسمياً من منصبه كمحافظ لنينوى وتعيين نوفل حمادي العاكوب بدلاً منه، وتسلم مهام عمله في 20-10-2015.
وصوت مجلس النواب العراقي، في 28 أيار 2015، بالأغلبية على إقالة محافظ نينوى أثيل النجيفي من منصبه بطلب من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وورد اسم النجيفي ضمن قائمة المتورطين بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في حزيران 2014، في نتائج توصيات اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في هذا الموضوع.