قرر اخصائي المفاصل الشهير في مدينة الكاظمية (شمال غرب)، أحمد الفياض، تصفية املاكه في العاصمة بغداد، استعداداً للهجرة مع عائلته، بعد ان وضع على لائحة اختطاف “عصابة حكومية”، ابتزته بعد اختطافه بمئات الالاف من الدولارات لإطلاق سراحه، فيما يفكر ضحايا العصابة التي يقودها “أبن أخ” وزير النقل الحالي والقيادي في المجلس الأعلى الاسلامي العراقي باقر جبر الزبيدي، بمصيرهم الغامض بعد أن قرروا البقاء وتحمّل مفاجآت انفلات الأمن في العاصمة. سلسلة اختطاف غامضة طالت عدداً من كفاءات واثرياء الكاظمية، في الأيام السابقة، رغم محاولات الحد منها من قبل السلطات الامنية، لكن ثمة غطاء يستفيد منه الخاطفون للقيام بعملياتهم النوعية.
الاخصائي أحمد الفيّاض، اختطف من قبل “مجهولين” وفقاً لرواية الشرطة المحلّية، من حي الجكوك، (شمال غرب)، ضمن سلسلة اختطافات طالت طبيبة الاسنان (نضال حسين غايب)، وطبيبة الامراض النسائية المعروفة أطياف، ونجل مالك متجر “قرية الهدايا”، ونجل مالك سوبر ماركت “الكورنيش”. العصابة التي يقودها احد كوادر وزارة الداخلية، (عمّار) وهو برتبة مقدم، مع شقيقيه الضابطين ايضاً ضمن ملاك الوزارة مصطفى وكميل، والثلاثة هم ابناء الشقيق الاكبر لوزير النقل باقر جبر الزبيدي، علي جبر صولاغ.
وبحسب المعلومات المتوافرة فان أبناء عليّ، واكبرهم (عمّار)، يعملون كمنتسبين في الوزارة منذ العام 2004، كحماية شخصية للزبيدي، بوصفه وزيراً سابقاً للداخلية والمالية ونائباً وقيادياً كبيراً في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي. الأشقاء صولاغ (عمّار، مصطفى وكميل) الذين يقودون عصابة خطف منظمة في الكاظمية، هم من سكنة حي الحرية الملاصق للمدينة المقدسة، منذ 13 عاماً، وفي العام 2009 استأجر لهم الوزير الزبيدي (العمّ) منزلاً بمنطقة النوّاب في الكاظمية، متكفلاً بدفع الايجار، لقرب المنزل الجديد من احد منازل (العمّ) وحراساً عليه.
ووفقاً لمقربين من الزبيدي (العمّ) تحدثت معهم “العالم الجديد”، فان “حجي باقر لا يرغب كثيراً باصطحابهم معه في اعماله اليومية ضمن حرسه الشخصي، او في مهماته الرسمية او الحزّبية، لكونهم (مشكلجية)”، مضيفين ان “الزبيدي يرى في تعيينهم واجباً اخلاقياً تجاه شقيقه الاكبر المتوفى منذ سنوات”.
من يقوّد العصابة الكبيرة، والتي القي القبض حتى الان على نحو 17 فرداً من عناصرها، هو النجل الاكبر لشقيق الزبيدي، عمّار، فيما مصطفى وكميل هم مساعداه الاساسيان، ولنجاح خططهم، استأجر (عمّار) منزلاً بمنطقة العطيفية، لنقل المختطفين بسيارته الشخصية عبر الخط العسكري لسيطرة عبد المحسن الكاظمي، دون تفتيش، لكونه ضابطاً برتبة (مقدم) في الداخلية، فضلاً عن كونه ابن شقيق الوزير الزبيدي، حيث “يهابه عناصر السيطرة ولا يخضع للتفتيش”.
وأوضح شاهد عيان من اهالي الكاظمية أن قوات الامن ألقت القبض يوم الأربعاء الماضي، على عصابة (عمّار)، إثر إبلاغ ورد من احد ضحاياهم، الا أن اطلاق سراح (عمّار) الضابط المدلل وإبقاء أفراد العصابة الاخرين البالغ عددهم 17 شخصا، اثار حفيظة اهالي المدينة، وشكل صدمة بالنسبة لهم، حيث باتوا يصفون (العمّ) وابناء الاخ بـ”حاميها حراميها”، ورأوا بأن تلك اشارة واضحة للافلات من العقاب، كعادة كل المسؤولين والمرتبطين بهم، خصوصا مع فرار كميل الشقيق الأصغر لعمار من وجه العدالة الى جهة مجهولة”.
وزير النقل الزبيدي، نفى امس السبت، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في بيان مقتضب تابعته “العالم الجديد”، نفى تورط (عمّار)، مبيناً ان الشرطة “استدعت عمّار كشاهد على قضية خطف أحد أبناء العوائل الكريمة في مدينة الكاظمية، والآن يمارس عمله بشكل طبيعي”.
صورة عن بيان الوزير الزبيدي امس السبت في صفحته الشخصية على الفيسبوك (العالم الجديد)
الزبيدي بيّن ان “المتهم في عصابة الخطف هو الشقيق الأصغر (لعمّار) المدعو كميل، ومعه مجموعة من المتهمين”، منوهاً الى انه سيتابع القضية “عند القبض على الجناة الهاربين وحسم القضية من قبل القضاء”. وفيما دعا الأجهزة المعنية الى تنفيذ امر القبض على المتهمين وتسليمهم الى القضاء لـ”ينالوا جزائهم العادل”، اشار الى انه اتصل بعائلة المختطف الذي لم يكشف عنه، مبديا “التعاطف والمؤازرة”، مطالباً اياها بـ”عدم التنازل عن الدعوى القضائية”. “العالم الجديد” ووفقاً لمصادرها، تمكنت من معرفة هوية المختطف، الذي كشف خيوط القضية بعد أن تمكن من الهرب، وتعرّف على الجناة من اصواتهم، وأبلغ السلطات الأمنية عن هوياتهم، الا أن الصحيفة تتحفظ على ذلك حفاظا عليه من أي ردود فعل انتقامية.