حصلت \”العالم الجديد\” على صور سربت من داخل سجن بغداد المركزي الشهير بـ\”أبو غريب\”، تظهر جثة لأحد نزلاء السجن وقد قضى جراء الضرب المبرح الذي تعرض له النزلاء أمس الأول الأحد، بعد أن فجر انتحاري نفسه أمام البوابة الرئيسة للسجن.
وتبرز الصورة، لوحة موضوعة فوق جثة النزيل، تحمل اسمه رائد جبار محمد مخلف، واسم أمه سميرة شهاب، ورقمه الخاص وهو 84360، في حين تظهر بقية الصور بعض النزلاء الذين تعرضوا للتعذيب.
وقد عضّد تلك الصور مصدر من داخل سجن \”أبو غريب\”، حين أفاد بأن قوات سوات تقوم بعمليات تنكيل بالسجناء عقب محاولتين لاقتحام السجن، كانت آخرها ليل الأحد، عشية التفجير الانتحاري الذي تعرض له السجن، منوها بأن \”سوات\” تطلق على هذه الانتهاكات اسم \”الحفلة\”.
وتلفت \”العالم الجديد\”، إلى أنه بالرغم من خطورة الأوضاع الإنسانية في سجن أبو غريب التي يكشف عنها هذا التقرير، فإنه يؤشر مدى الخلل الأمني الذي يعاني منه، حيث تتوافر كاميرات، وأجهزة هواتف نقالة في أيدي بعض السجناء، يتمكنون من خلالها التواصل مع من هم خارج السجن عبر الاتصال الهاتفي أو الدخول إلى شبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تفلح \”العالم الجديد\” في تأمين اتصال هاتفي بأعضاء لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب للتعليق، ومن الأعضاء النائب سليم الجبوري رئيس اللجنة (الذي لم يرد على المكالمات الهاتفية).
وفي اتصال مع \”العالم الجديد\” أمس الاثنين، أخبر مصدر في سجن بغداد المركزي الشهير بـ\”أبو غريب\”، أن \”السجناء يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل منذ الهجوم على السجن، وهروب عدد من السجناء\”.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه \”بعد تفجير سيارة مفخخة واشتباكات دامت لوقت غير قصير، أمس (الأول) الأحد، أوقعت عددا من الضحايا بين صفوف القوات المكلفة بحماية السجن، توجه أفراد من قوات سوات إلى داخل السجن وقاموا بالتنكيل بنزلاء السجن\”.
ووقع عدد من عناصر حماية سجن أبو غريب بين قتيل وجريح بتفجير نفذه انتحاري يضع حزاما ناسفا، قرب مدخل السجن، أمس الأول الأحد.
وتابع المصدر من داخل السجن أن \”السجناء في (قاووش رقم 1)، تعرضوا لضرب جماعي من قبل قوات سوات في عملية يطلق عليها اسم (الحفلة)\”، لافتا الى أن \”عددا غير قليل من السجناء أغمي عليهم بسبب استمرار الضرب بالعصي، التي تسببت أيضا بقتل أحد النزلاء\”.
وبين، أن \”التنكيل نال جميع النزلاء دون تمييز طائفي، حيث تعرض السجناء السنة والشيعة، إلى التعذيب من قبل قوات سوات\”.
وأوضح المصدر، أن \”القووايش (الكمبات) موزعة بشكل طائفي، ويتنوع العقاب ما بين (القاووش السني)، و(القاووش الشيعي)، فالأول دائما ما يتعرض لعقوبة \”الحفلة\” باستمرار، بخلاف الثاني الذي يتعرض لها بشكل أقل، إلا أنه (القاووش الشيعي)، تعرض أمس (الأول) الى قطع الطعام عنه لليوم الثاني على التوالي (ولحين كتابة التقرير عند الساعة التاسعة من مساء أمس الاثنين)\”.
ولفت إلى أن \”السجناء يعيشون في حالة رعب مستمرة من تلك الإجراءات التي تنفذها ضدهم قوات (سوات) والفرقة 11 من الجيش العراقي\”.
وكان طلال الزوبعي، النائب عن القائمة العراقية، قال السبت الماضي، في مؤتمر صحفي عقده، في 27 تموز الماضي، بمبنى البرلمان وتابعته \”العالم الجديد\” في حينه، إن \”عملية تهريب السجناء تم تنفيذها بالرغم من وجود فرقتين عسكريتين، وهذا يدل على وهن القطعات العسكرية وعدم قدرتها حتى على القيام بفعل الدفاع عن نفسها، وليس فعل الاستباق\”.
وأشار الزوبعي، إلى أن \”عملية اقتحام سجني أبو غريب والتاجي حدثت، وتم تهريب السجناء بأعداد كبيرة، وعلى الأجهزة الأمنية أن تقدم تقاريرها وتعترف بتقصيرها\”، لافتاً إلى أن \”القوات الأمنية تقوم بعمليات ممنهجة لتعذيب سجناء أبو غريب للتهرب من المسؤولية، ولكي يعترفوا بأنهم هم من قتل حراس السجن، وليس المهاجمين\”، ملوحا بنيته \”الاعتصام في حال لم يتم رفع الحصار عن مناطق حزام بغداد\”، ودعا أعضاء مجلس النواب إلى مشاركته هذا الاعتصام.
في حين، قال علي شبر عضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، في تصريح سابق، إن \”اللجنة المكلفة بمتابعة ملف هروب سجناء ابو غريب والتاجي منعت من دخول سجن ابو غريب من قبل القوات الأمنية\”.
وأضاف شبر، أن \”هناك أنباء عن إطلاق نار داخل سجن أبو غريب، إلا أن هذا لم يثبت لنا بالدليل ولم نسمع من اللجنة المكلفة بمتابعة ملف هروب السجناء عن هذا الأمر أي تأكيد\”.
وكان مصدر استخباري كشف لـ\”العالم الجديد\”، في وقت سابق، عن أن 40 بالمائة من المعتقلين الفارين (من سجن أبو غريب)، هم من عتاة تنظيم القاعدة، ممن كانوا بحوزة القوات الأميركية في معتقلات بوكا بالبصرة وأبو غريب وكروبر بمطار بغداد سلموا بعدها إلى السلطات العراقية\”، مشددا على أن \”الهاربين يمثلون الجيل الأول والثاني للتنظيم في العراق\”.
وكان قد لفت إلى أن الفارين من سجن أبو غريب، \”اتجهوا إلى منطقة العامرية وقضاء سامراء، ومنطقة إبراهيم بن علي، ومنها إلى سورية، فضلا عن توجه آخرين إلى الفلوجة والرمادي\”.
وشهد سجن أبو غريب في 21 تموز الماضي، هروب من 500 إلى 1000 نزيل، بعد استهدافه مع سجن الحوت في التاجي بهجوم نفذه مسلحون مجهولون، فيما تبنى تنظيم القاعدة، عملية اقتحام السجنين.