العراق المدريدي

من يتابع الدوري الاسباني لكرة القدم يجد الشبه واضحاً بين العراق ونادي ريال مدريد.

وقبل ان تقولوا لي \”شجاب هاي لهاي\” دعوني ابين لكم بعضا من صفات النادي الملكي، كي تكتشفوا بنفسكم اوجه الشبه بينه وبين العراق.

ريال مدريد \”وهو فريقي المفضل\” نادٍ قديم جداً أسس قبل الكثير من الأندية الكروية في العالم وربما كان من اقدمها، بالإضافة الى كونه يعد ثاني اغنى فريق بالعالم ان لم يكن الأول.

لعب في هذا النادي وحمل رايته الكثير من اللاعبين المميزين والمبدعين، مثل فيغو وراؤول وبيگهام ورونالدو وزيدان والقائمة تطول.

هذا على مستوى التاريخ والمونة المادية والبشرية التي يتمتع بها نادي ريال مدريد الإسباني.

اما على مستوى الإدارة والعقود والصفقات فالشبه كبير جدا بيننا وبينهم. فريال مدريد يمتاز بادارته غير الحكيمة، بل السيئة جداً سيما في الوقت الحاضر.

ولعل هذا يبدو واضحاً من صفقاته وعقوده \”المخربطة\”، فمثلاً هو بحاجة ماسة الى رأس حربة يعزز فيه الزخم الهجومي ويعالج العقم التهديفي لدى كتيبة انشيلوتي الحالية، ولكن ماذا فعل؟!

ذهب ليبيع مهاجمه المميز هيغواين ويشترى بدلاً منه جناحا فائضا عن الحاجة ضمن صفقة وصفت بصفقة القرن, اعني صفقة شراء اللاعب غاريث بيل من نادي توتنهام الأنگليزي.

لديه افضل حارس مرمى في العالم \”القديس ايكر كاسياس\” يجلسه على دكة البدلاء ويفضل عليه حارساً بالإعارة.

يملك افضل صانع العاب في كرة القدم \”أوزيل\” صاحب افضل رقم عشرة، يبيعه ويبقى هِدَدْ.

الى آخره من صفقات فاشلة وفضايح بالجملة ولعل آخرها ما نشرته صحيفة ماركا الاسبانية المقربة للنادي الملكي، من ان غاريث بيل اللاعب الذي اشتراه نادي ريال مدريد بما يقرب المائة مليون يورو، نشرت الصحيفة انه مصاب بانزلاق غضروفي تسترت عليه ادارة النادي عند شرائه، يعني ابو الشباب طلع عنده عرج النسا مثل حظي.

هذه الخربطة يضاف لها خربطة اخرى تجري في غرف الملابس بين اللاعبين، فالفريق ممزق الى احزاب وجماعات، جماعة كاسياس، وجماعة اربيلوا، وراموس ماخذله صفحة, و رونالدو يوم سعيد وعشرة حزين..الخ

والمصيبة كل يوم يطلع لاعب بالاعلام يصرح شكل، والجمهور يغلي وعلى ساعة ينفجر.

هسّه؟ وجدتم اوجه الشبه بين العراق وريال مدريد ام لا؟

أليس العراق قديماً؟ أليس غنياً، او الاغنى في العالم؟ ألم يتخرج منه الاف المبدعين من شعراء وفنانين وكفاءات علمية حملوا رايته في المحافل الدولية؟

ثم ماذا عن الإدارة؟ ألا نملك أسوأ إدارة في العالم وعلى كل الأصعدة، سياسية، اقتصادية، امنية.. الخ؟

أليست سياستنا وعقودنا وصفقاتنا بائسة كصفقات ريال مدريد؟

ألسنا ممزقين احزابا وجماعات وكل يدلو بما يشتهي في الإعلام دون أدنى مسؤولية واكتراث للشارع وما سيحدث فيه؟

هذا والشعب يغلي، بالضبط كجمهور ريال مدريد وعلى ساعة ينفجر او يطگ ويموت؟

ألم اقل لكم بأن العراق مدريدي؟!

إقرأ أيضا