العراق: نساء يُنافسن الرجال في قيادة السيارات.. المجتمع يُغير نظرته

  رغم عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد النساء اللاتي يقُدن سيارات في العراق، إلا أنه…

  رغم عدم وجود إحصائية دقيقة لعدد النساء اللاتي يقُدن سيارات في العراق، إلا أنه بات من الواضح حدوث تغير في نظرة المجتمع تجاه النساء اللاتي يقُدن سيارات، فبعد أن كانت ظاهرة غير مألوفة قبل عقود، أصبحت واحدة من أبرز الظواهر التي نشاهدها يوميا وفي معظم الأحياء.   وغالباً ما تعرضت النساء العراقيات، للتهميش فيما يتعلق ببعض حقوقهن التي حُرمن منها بسبب الطابع الذكوري وبعض الأعراف والتقاليد السائدة، لكن ذلك بدأ يتغير في السنوات الأخيرة، فقد باتت المرأة تحظى بحضور طاغٍ في المشهد السياسي والاجتماعي من خلال تمثيلها النيابي والحكومي في مفاصل الدولة العراقية، رغم أن نسبة الذكور تفوق مثيلتها من الإناث بـ2 بالمئة فقط، حسب آخر إحصاءات وزارة التخطيط في العام 2016.     أنغام أحمد.. “أجبِرتْ على السياقة” حتى أصبحت محور حياتها   “لم أتوقع في يوم من الأيام أن أقود سيارة زوجي، كان يُعلمني قيادتها وسط حالة هيستيريا وعدم تمالك الأعصاب، فضلا عن الهلع عند قيامي بالضغط على مقبس البنزين”.   أنغام أحمد، بكالوريوس علوم سياسية، تولد 1976، متزوجة ولديها ابنتان صغيرتان، فُقد زوجها عام 2014، ما اضطرها إلى القيام بكافة المهام التي كان يقوم بها.   “أجبرتُ بعد فقدان زوجي على أن أقوم بأعمال كانت بنتاي قد اعتادتا على رؤيتها من والدهما، لإبعادهما عن الشعور بالقصور بسبب فقدان الأب الذي لم أعلم إن كان لايزال حياً أم ميتاً”.   وتعتبر قيادة النساء للسيارات في العالم الثالث من علامات التحضّر، وواحدة من أهم ركائز التغيير الاجتماعي عبر تحدي العادات والتقاليد السابقة للمجتمع، باعتبارها خطوة في طريق المساواة مع الرجل.     آراء مُتباينة   “عندما تقود النساء السيارات فاهربوا..”، جملة كثيرا ما تم تدوالها على ألسنة السائقين الذكور، عند رؤيتهم سيارة تقودها امرأة، لتوجيه نوع من الانتقاد للنساء.   إحسان والي يرى أن السياقة حكر للرجال، وأنه “ليس من اللائق أن أشاهد النساء يقدن السيارات، فوظيفتهن تقتصر على القيام بأعمال المنزل”، مضيفاً: ان “السياقة تتطلب نوعا من الجرأة واللباقة في التعامل مع ظروف الشارع، وهذا الشيء يكاد يكون غائباً عند النساء”.   ويستطرد “غالباً ما أعطي المجال للسيارة التي تقودها امرأة، خوفاً منها، كوني قد تعرضت لحادثي مرور كان سببهما امرأة”.     ميادة عماد، التي كان لها رأي مُغاير حول الأمر، مُعتقدة أن “قيادة المرأة للسيارة أفضل من الرجل”، وعللت ذلك بأن “المرأة تتصف بالهدوء والحكمة والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة والجزئية، وهذا ما تتطلبه السياقة”.   وتطرقت ميادة، إلى القول بان “معظم النساء العراقيات اللاتي يقدن السيارة، هُنَّ حديثات عهد بالسياقة، لكونهنَّ لم يُقدمن على سرقة مفتاح السيارة منذ صغرهنّ للتجول بها، كما يفعل الشباب”، موضحة أن “الآباء يشجعون الفتى على تعلم السياقة، فيما يستكثرون على الفتاة رغبتها في تعلم السياقة”.     تشجيع الزوجات على القيادة   يقول عباس فاضل صاحب مركز للتدريب على القيادة: “نظرة المجتمع للنساء اللاتي يقدن السيارات تحسنت كثيراً، وتغيرت عن السابق، إذ بات يقوم الزوج الذي يمتلك جدول أعمال ممتلئ، بجلب زوجته، أو الأب لابنته الموظفة أو الطالبة الجامعية، إلى مركز التدريب لتعلم السياقة”.   ويضيف صاحب المركز، أنه “يمتلك فريقا نسويا متمرس لتدريب النساء على السياقة”، مشيراً إلى وجود “إقبال كبير للنساء على تعّلم السياقة في الآونة الأخيرة”.   ويؤكد أن “بعض الأشخاص في الشارع، يقدرون سياقة النساء والمتدربات، ويقومون بفسح المجال، كما أن هنالك العكس”.     المرور: النساء أكثر إلتزاماً من الرجال   مديرية المرور العامة في قاطع الرصافة ببغداد، تؤكد أن نظرتها لا تختلف حول قيادة النساء في الشارع عن الرجال، مشيرة إلى أن “كلاهما تُطبق عليهم  قوانين المرور، لكن النساء أكثر التزاماً من الرجال”.   ويقول ضابط في المرور، ضمن منطقة شارع فلسطين شرقي العاصمة رفض الاشارة الى اسمه، إن “الحوادث التي تتسبب بها النساء أقل بكثير من الرجال”، موضحاً أن “النساء يقُدن بهدوء واتزان”.     السيارة التي تستهوي أذواق النساء   وفي استطلاع أجري على موقع التواصل الاجتماعي “أنستغرام”، عن نوع السيارة التي تطرق أذواق النساء، من حيث النوع واللون، حيث بين أن السيارة (العالية) “Four wheels” ذات اللون “الأبيض” أو “الأحمر” أكثر ما تستهوي النساء خلال عملية إقتناء السيارة.     ملاحظة: تم انتاج هذا التقرير في إطار الورشة التي أقامتها “العالم الجديد” حول الصحافة التشاركية الحديثة.  

إقرأ أيضا