لعبة شائكة، تبدأ من تل أبيب حيث اجتماع ثلاثي لــ هولاند، وبندر، ونتنياهو، قد يسفر عن قرارت حاسمة، ومناورة عسكرية، أردنية، إسرائيلية، سعودية، وقد يكون من نتائجة سيارة السفارة الإيرانية المفخخة، وقد يصاعد هذا الصدى في حال توكيد موت الملك عبد الله، وارتفاع نغمة التحذيرات التي أطلقتها المجموعات السلفية \”جيش محمد السلفي\” للأمارات والبحرين والكويت \”الثلاثي الخليجي الداعم للسلفية الجهادية\” بشأن التحركات الإيرانية المضادة للتهديد السعودي لإيران.. في حين تنشغل طهران بمحاولة إطفاء النار المتصاعدة من الملف الدولي، وقد اقتربت كثيرا حتى هذه اللحظة من حسم المعركة الدبلوماسية بابتسامة ظريف وزير خارجيتها، في حين تفيد الأخبار أن طوقا الكترونيا، فضائيا سيجعل من حركة المجموعات الإرهابية في الداخل السوري، أمرا في غاية الصعوبة، مما يسهل حركة الجيش السوري، الذي تفيد المعلومات بأن منظومات تصوير دقيقة قد أعدت له، وأسلحة فائقة التطور في طريقها لقلب المعركة في القلمون، وحلب وربما في غوطة دمشق… في ذات الوقت يتصاعد صوت القاعدة في جبال حمرين، وتتحطم جسور، وتستشري حركة مفخخات في شوارع العراق أبتداء من عانة الى راوه الى الرمادي بكل امتداداته وصولا الى بغداد، في واحدة من الانهيارات الأمنية الصادمة، والتي جاءت في أعقاب فشل دبلوماسي عراقي قاد الى مجازر في كل مكان.. تلته كما العادة لامبالاة غريبة في التحقيق في مجريات ما يحدث، ومحاولة كشف ملابسات ما يجري من خلال قراءة مسرح الجريمة، الذي غالبا ما يترك عرضة للانتهاكات، مما يغيب حقائق قد تكون هامة وحاسمة في تعزيز بنك المعلومات العراقي عن الأوكار الإرهابية… من يقرأ المشهد الإقليمي المرتبك، يدرك أن العراق هو الخاسر الأكبر بلا منازع، فلا إرادة سياسية لتعزيز مكانة العراق الإقليمية، على الصعيدين السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني.. ولا إرادة شعبية للدفع باتجاه هذا التعزيز، يترافق ذلك مع إصرار الفئات السياسية الى جر الصراع الى البركة الداخليه، بشتى الوسائل، الأمر الذي بات يمثل شكاً لدى المتابعين للشأن الإقليمي، فهناك ضلوع مباشر للعديد من الكتل السياسية في إبقاء العراق في مستنقعه الأمني والسياسي، وهناك إرادات تعمل بماكينه دقيقة، لمحاولة إحتواء أي حراك عراقي خارج محيطه، وكأن هذه الفئات تمثل دول الجوار وتحرص أشد الحرص على إبقاء العراق في مربعه الحالي. وما حدث أثناء زيارة الوزير التركي للعراق، وما تبعه من حراك سياسي، باتجاه التوتير، وباتجاه الاستعراض في ديار بكر من قبل أردوغان والبارزاني، يمثل تحديا للإرادة العراقية، ويعد سخرية من محاولات بغداد الظهور بمظهر المتشدد، وهو دورا لم يتقنه وزير خارجية العراق، وممثلو الكتل السياسية، وحتى بعض المسؤولين العراقيين الذين أظهروا تسامحا غريبا، لم يستطع أحد سبر أغواره، حتى هذه اللحظة، فبدلا من إيقاف مسار الحراك الاقتصادي التركي في العراق، والتشدد في قضية الأمن والتسريب الإرهابي، حاول العراق أن يظهر حياء وحرصا على تركيا، ولم نسمع صوتا إرتفع ضد هذا المسار، بما فيه صوت الشعب، الذي صار أسيرا للقصص الفكاهية، والكوارث الطبيعية. والسؤال اليوم، أين نحن من المعادلة الجديدة؟ هل نحن في الخندق الأمريكي؟ أم أننا نساند المحور الروسي الإيراني الذي صار يكتسح الإقليم بسرعة الضوء؟ ولماذا يصر العراق على الكذب، وإظهار سياسة النأي بالنفس في سوريا؟، ما الذي كسبناه من المحور الأمريكي اليوم؟ غير المزيد من القتل، والمزيد من التعويق الأمني، والمزيد من الكساح العسكري؟ لماذا لا نحسم أمر خياراتنا باتجاه آخر ونقول للإتفاقية الأمنية وداعا؟، حتى ولو من قبيل المناروة. لكن ما يمكن قوله، إننا نعاني من أسوأ عصور الدبلوماسية العراقية، لذا أخشى أننا لن ننال هامبروغر واشنطن، ولا فودكا الروس…..
العراق.. والعمى الدبلوماسي
2013-11-24 - منوعات