أجرى وزير الخارجية التركي، مساء أمس الثلاثاء، مباحثات مع نظيره العراقي في بغداد، حول ملفات عدة أبرزها المياه والطاقة والتعاون الأمني، خلال زيارة رسمية تستمر حتى يوم غد الخميس.
ومن المقرر أن يلتقي هاكان فيدان، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وعقد فيدان مؤتمراً صحفياً مع نظيره العراقي، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) وقائعه، حيث تطرق الجانبان إلى العمل على “أعلى المستويات لحل المشاكل العالقة بين البلدين”.
وكان قد أُعلن في نهاية تموز يوليو الماضي، عن زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بغداد، دون تحديد موعدها.
وعبر وزير الخارجية التركي، عن “دعم أنقرة لإنشاء مشروع طريق التنمية” الذي تسعى حكومة السوداني للبدء به، وهو عبارة عن طريق بري يربط شمال الخليج العربي بأوروبا عبر العراق وتركيا، مبينا، أن “هذا المشروع سيجلب الازدهار للعراق والمنطقة ويحول العراق إلى مركز للنقل بالمنطقة”.
وتحدث حول موضوع “مكافحة الإرهاب”، وما يتعلق بحزب العمال الكردستاني الذي يحظى بقواعد خلفية في شمال العراق، مطالباًً بغداد بـ”الاعتراف به كمنظمة إرهابية”.
ولفت إلى أن “حجم التجارة بين العراق وتركيا وصل إلى 25 مليار دولار وهو يتخلف عن الإمكانيات الحقيقية”.
وأكد أن “الحكومة التركية تتابع عن كثب نقص المياه في العراق، وأنها تتعامل مع القضية من وجهة نظر إنسانية”، مؤكداً “التوصل خلال المباحثات إلى تشكيل لجنة مشتركة دائمة بشأن المياه”.
من جانبه، أشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال المؤتمر، إلى “عقد اجتماع عملي ومهم مع وزير الخارجية التركي، حول ملف المياه، وحصول العراق على حصة عادلة من المياه”، مؤكداً أن “الجفاف يهدد الاقتصاد العراقي والزراعة”.
وتابع أن “اللقاء تناول ملف التواجد العسكري التركي في العراق”، منوهاً إلى أن “الدستور العراقي لا يسمح لأي منظمة باستخدام العراق منطلقا للهجوم على دول الجوار”.
وأردف أن “الاجتماع ناقش أيضا تسهيل منح العراقيين سمات الدخول إلى تركيا، حيث إن هنالك حوالي 700 ألف عراقي يعيشون في تركيا”.
وتابع، أن “الاجتماع تطرق لضرورة عقد اجتماع للجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة، وناقش أيضا ضرورة تسريع الاتفاق على مذكرات التفاهم وإدخالها للعمل”.
وأضاف حسين “تطرقنا إلى مسألة النفط من خلال الأنبوب الممتد من كردستان العراق إلى (ميناء) جيهان، ونتمنى حلا لهذه المشكلة”.
ويعاني العراق من نقص كبير في منسوب نهري دجلة والفرات الذين ينبعان من تركيا، حيث تكرر أوساط رسمية وشعبية، اتهامات لأنقرة بتعمد قطع المياه.
يذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان وعد في آذار مارس الماضي، بإطلاق مزيد من المياه في نهر دجلة، دون أي اتفاقية تنظم توزيع المياه بين البلدين.