مثل طفل صغيــر فكرت ان أركض بلا اتجاه وامارس كل الحركات المعبرة عن فرح الاطفال، هكذا استقبلت خبر خروج العراق من البند السابع، فلقد كانت فرحة انهيار الدكتاتورية غير مكتملة، إلا بعد انتهاء مخلفاتها ـ وما اكثرها ـ لكن اقساها هو وضع العراق تحت طائلة البند السابع، واذا عدت لعنوان المقال، وهو ما يلجأ له العراقيون عادةً حين يكون الامر صعبا ومستحيلا جدا، فيصرخ احدهم: مستحيل، بل من سابع المستحيلات !!
والان، وقد خرجنا من سابعها، هل لنا ان نطالب بالخروج من المستحيلات التي تسبق المستحيل السابع؟
اظن ان من حقنا ان لا نحلم بالكهرباء، بل نطالب بها جدا، لأنها حق وليست طموحا، والمستحيل الثاني هو: ان من حقنا الوصول الى دوائرنا في وقت قصير لا يستغرق نصف وقت الدوام الرسمي. اما الثالث فهو: ان تنتهي خطة فرض القانون واعلان نجاحها لكي يكون الجميع تحت طائلة القانون حتى الشرطي الذي يحمل موبايل في نقطة التفتيش ويحاسبني على الاتصال بالقرب من حضرته !!.
والرابع هو: ان تكون وزارة التعليم العالي والتربية والثقافة اكثر سيادية من وزارتي الدفاع والداخلية. لأننا شعب يعيش اضطرابات داخلية ولايحلها سوى الوعي والثقافة والمواطنة الصحيحة، كما اننا لا نتوقع خوض حرب مع اية دولة على المدى القريب.. بينما يكمن المستحيل الخامس بالحصول على عمل دون دفع مبلغ من المال كي لا يكون هذا الموظف الجديد مرتشيا لكي يستوفي ما دفعه مقابل تعينه.
اما المستحيل السادس فهو تطبيق الدستور بطريقة يحق للمواطن من خلالها ان يعيش حرا مدنيا، لا يخاف لا من الحكومة ولا من اعدائها، لأن القانون وحده هو الذي يحميه وهو الذي يحاسبه، لذا فهي دعوة خالصة بعد تحقيق سابع المستحيلات ان يتحقق لنا ماهو دونها وبأيدينا تحقيقه، لكننا سنصطدم بمعضلة تمنعنا من تحقيقها وهي (قد لا ترضى ايدينا) لأن الحل بها حصرا .
* كاتب عراقي