صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد تقرير لـ«العالم الجديد».. الحكومة تنفي تشكيل «خلية أزمة» للتعامل مع دمشق

بعد معلومات كشفتها “العالم الحديد” حول تشكيل خلية أزمة لمتابعة التطورات في سوريا وتنسيق الإجراءات الأمنية على الحدود العراقية – السورية، نفت الحكومة العراقية، اليوم الخميس، تشكيل الخلية، في ظل تصاعد للتوتر والعنف في سوريا، وازدياد للقلق في الداخل العراقي.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان في بيان تلقته “العالم الجديد”، إنه “تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الخبرية أنباء بشأن (وجود قرار من الحكومة العراقية لتشكيل خلية أزمة أمنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لمتابعة التطورات وضبط الحدود العراقية السورية، وذلك في إطار استكمال التعاون بين دول الجوار لإنشاء مركز استراتيجي لضبط الأمن في المنطقة)”.

وأضاف البيان “في الوقت الذي ننفي فيه هذه الأنباء نؤكد، ضرورة أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية حصرا والابتعاد عن الشائعات”.

وأكد النعمان “توجيهات رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، إلى هيئة الإعلام والاتصالات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق القنوات الفضائية والوكالات الخبرية التي تتعمد ترويج أخبار مضللة”.

 وكانت “وسائل”العالم الجديد” قد نقلت عن مصادر مطلعة، في وقت سابق، تشكيل خلية أزمة أمنية وطنية تضم كلا من وزير الدفاع ثابت محمد العباسي، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري، ورئيس تحالف (السيادة) خميس الخنجر، والقائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين الحجيمي”، مبينة أنها “تعمل بإشراف مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني؛ إذ لا يُنفذ أي إجراء أو قرار دون موافقته”.

ورجحت المصادر، أن “يكون وجود السياسي خميس الخنجر في الخلية الحكومية لأغراض التنسيق مع الإدارة السورية الجديدة، والرئيس أحمد الشرع”.

ويتردد في أوساط سياسية عراقية أن الخنجر الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الحكومة التركية، على اتصال مباشر مع الإدارة السورية الجديدة، وكان قد زار دمشق مرات بعد انهيار نظام بشار الأسد.

واستضافت لجنة الأمن والدفاع النيابية، برئاسة النائب كريم عليوي المحمداوي رئيس اللجنة، وحضور الأعضاء، الاثنين الماضي، كبار القادة الأمنيين، وفي مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات الوطني، ورئيس جهاز الأمن الوطني، ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات، ومدير الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع، ومدير الاستخبارات العسكرية في الحشد الشعبي، وذلك لمناقشة التداعيات الأمنية الأخيرة التي تشهدها المنطقة.

ومنذ يوم الجمعة الماضي، لم تهدأ الأوساط السياسية والشعبية، في العراق بشأن زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي وصل الى العاصمة بغداد، في زيارة رسمية هي الأولى له منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول ديسمبر 2024، وتشكيل حكومة سورية جديدة، حيث أجرى لقاءات مع الرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، البرلمان)، وعقد مؤتمرا صحفيا مع وزير الخارجية فؤاد حسين.

وتصدر الملف الأمني والمواجهات التي تشهدها مناطق الساحل بين قوات الأمن السوري والعلويين، المباحثات التي يجريها وزير الخارجية السوري مع مسؤولين عراقيين، وفق وكالة “فرانس برس”.

وتزامنت زيارة الشيباني مع إعلان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن مقتل زعيم بارز في “داعش” على يد قوات الأمن.

وجدد السوداني، في 14 آذار مارس الجاري، تأكيده على موقف العراق الثابت في دعم وحدة سوريا واحترام خيارات شعبها، خلال استقباله الشيباني، وفيما شدد على “أهمية استقرار سوريا كعامل رئيسي لأمن المنطقة”، مشيرا إلى “رفض العراق لأي تدخلات خارجية في الشأن السوري، في ظل سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ سورية”.

ودائما ما تلقي التطورات في سوريا بثقلها بشكل مباشر على العراق، الذي يتشارك حدودا طويلة معها، إذ يؤثر الوضع المرتبك فيها على الداخل العراقي الذي يحاول الحفاظ على توازن في علاقاته الإقليمية.

وكان المحلل السياسي علاء الخطيب، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “ما يحدث في سوريا لا بد أن تكون له أصداء في العراق، وهو أمر لا مفر منه فهناك حدود مشتركة وعمق سياسي وديني وعقائدي بين البلدين، خاصة أن من تسلموا الحكم في سوريا رفعوا مؤخرا شعارات دينية أو ذات مساس بالمجتمع العراقي كـ(جئناك يا كربلاء) أو (يا خميني شوف شوف)، وهذه الشعارات لا تجعل من المجتمع مستقرا”، مشيرا إلى أن “العراق مر بهذه التجربة ودفع الكثير من شبابه ضحايا وتعرقل استقراره وتأخرت عملية التنمية لسنوات عديدة ولا يريد لأي إنسان أن يرث هذه التجربة”.

ولم يتفاعل العراق رسميا حتى اللحظة مع إعلان الإدارة السورية الجديدة، في 29 كانون الثاني يناير الماضي، تعيين الشرع رئيساً للبلاد في المرحلة الانتقالية.

وتجنب العراق بشكل عام التعامل بشكل مباشر مع الإدارة السورية الجديدة بإدارة الشرع، كما أن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، أكد من جهته موقف العراق الرسمي بالحرص على وحدة الأراضي السورية والاستعداد لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل بشؤونها.

واكتفت بغداد إلى الآن بإيفاد وفد رسمي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات العراقي حميد الشطري في 26 كانون الأول ديسمبر 2024، إلى سوريا، حيث التقى الشرع في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وبحث معه جملة ملفات مشتركة.

إقرأ أيضا