العراق يمد أنبوب إنقاذ نفطي من البصرة الى العقبة هربا من إغلاق هرمز بـ 18 مليار دولار

أرجأت واشنطن بتوافق أوروبي ضربتها المرتقبة لسورية لنحو أسبوعين مقبلين بإنتظار تقرير المفتشين الدوليين، والذي من المحتمل أن يحمل الحكومة السورية المسؤولية عن هجمة بغاز السارين في الغوطة الشرقية في 21 أب الماضي، وسط مخاوف حقيقية لشركات النفط في المنطقة من هجمات ينفذها حلفاء سورية في العراق او الخليج، فضلا عن إغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 35 بالمائة، من شحنات نفط العالم المصدرة.
ولأول مرة منذ عامين ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي الجمعة الفائتة، الى أعلى مستوى (عند التسوية) في أكثر من عامين مع إقبال المستثمرين على الشراء، في ظل ارتفاع الاسعار الى مستويات فوق القياسية في حال قصف سورية.
وأظهرت البيانات الصادرة مؤخراً عن منظمة أوبك، تراجع إنتاج أعضائها إلى مستوى 30.32 مليون برميل من النفط يوميا خلال آب الماضي، مقارنة بـ 30.4 مليون برميل يومياً خلال تموز الذي سبقه، والتي تراجعت بدورها الى 165 ألف برميل عن المستويات المسجلة في حزيران 2013.
وأفادت مصادر نفطية، بأن السلطات العراقية والشركات العالمية التي تعمل في حقول النفط العملاقة جنوبي البلاد، كثفت إجراءاتها الأمنية تحسبا لوقوع هجمات انتقامية إذا ما وجهت ضربات عسكرية ضد سورية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر نفطي غربي لم تكشف عنه قوله إن \”جميع شركات النفط الأجنبية تتخذ إجراءات إضافية لضمان سلامة موظفيها\”، فيما قالت \”شفق نيوز\”، على ذمة مصدر في شركة نفط الجنوب، إن \”الشركة أبلغت جميع الشركات الأجنبية، بريطانية وأميركية وغيرها، أن تقلل حركتها في مدينة البصرة\”.
وبحسب مراقبين دوليين فان العنف لم يؤثر في العراق حتى الآن على عمليات شركات مثل إكسون موبيل وبي.بي وإيني ورويال داتش شل أو يمنعها من زيادة انتاج الخام ليصبح العراق ثاني أكبر المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
لكن خطوط الامداد النفطي الشمالي، غالبا ما تتعرض الى هجمات بشكل دوري، ما يحتم وقف الانتاج عبر خط كركوك – جيهان، حيث الميناء التركي، ويقول مصدر في شركة نفط غربية، انه \”حتى الآن لم نزد من اجراءاتنا الأمنية لكن – كما هو الحال دائما في مناطق مثل العراق – أفرادنا في حالة تأهب قصوى، والسفر إلى المنطقة مقتصر على الأفراد الضروريين ويتطلب موافقة مسبقة\”.
فيما تجد شركة نفط الشمال، ان \”الاستعداد لأي طارئ زاد خلال الأيام القليلة الماضية، عبر زيادة نقاط التفتيش قرب منشآت النفط وعدد قوات الأمن التي تحرسها\”.
وأكد مصدر في شركة نفط الشمال العراقية وفقا لوكالة \”المدى برس\”، امس السبت، أن عمليات ضخ النفط من حقول كركوك الشمالية إلى ميناء جيهان التركي ارتفعت إلى 325 ألف برميل يومياً، فيما عزا الارتفاع الى استقرار الانتاج في جميع حقول كركوك النفطية.
وأوضح المصدر أن \”استقرار منظومة الضخ وإصلاح الخلل الفني في مساراتها ساهم في زيادة معدلات الضخ من حقول كركوك الى ميناء جيهان التركي، من 240 الف برميل الى 325 الف برميل يوميا\”.
واضاف المصدر، أن \”المعدل الاجمالي لانتاج الشركة بلغ اكثر من 670 الف برميل يوميا لغذية حاجة المصافي في كركوك وبيجي\”.
غير ان العراق لايستطيع الاعتماد بشكل كلي على صادرات كركوك لقلتها مقارنة بالصادرات الجنوبية، المهددة بالتوقف في حال اندلاع الحرب السورية الغربية، لذا تفكر بغداد بجدية بوقت متأخر، بضرورة ايجاد منفذ بديل لا يمر بمضيق هرمز الذي تهيمن عليه ايران، لذا كانت أول البوادر فتح باب العطاءات لمد انبوب نفطي من موانئ البصرة الى ميناء العقبة الاردني.
وأعلنت وزارة النفط، الأربعاء الماضي، عن أن 12 شركة ومشروعا مشتركا تأهلت للمنافسة على مشروع لمد خط أنابيب إلى الأردن بتكلفة 18 مليار دولار.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، إن \”المشروع خطة استباقية لامتصاص الإنتاج المرتفع الذي تنوي شركات النفط العالمية ضخه بحلول 2017، وزيادة منافذ التصدير تعني مزيدا من الأمان لصادرات العراق وعملائه.\”
وبعد ركود إنتاج النفط العراقي على مدى سنوات بسبب الحرب والعقوبات بدأت الإمدادات ترتفع بشكل ملحوظ في 2010 وبلغت 3.1 مليون برميل يوميا في اب، بحسب أحدث مسح أجرته رويترز.
ويتوقع العراق ارتفاع الإنتاج 400 ألف برميل يوميا بنهاية العام الحالي مع بدء الإنتاج من حقل مجنون الذي تشغله رويال داتش شل.
ومن بين الشركات والمشروعات المشتركة التي تأهلت للمرحلة التالية من المنافسة شركة النفط الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) ودايو إنترناشونال ولوك أويل وتحالف أوراسكوم مع بتروجت.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها أمس، ان \”ما يزيد عن 80 شركة عالمية قدمت اعتماداتها لبناء قسم من أنبوب لنقل النفط بطول ألف و680 كيلومترا يمتد من ميناء البصرة النفطي الى ميناء العقبة على البحر الأحمر، بقيمة 18 مليار دولار\”.

إقرأ أيضا