ذكر ثامر الغضبان، الذي كان يشغل منصب وزير النفط عام 2003 في تصريحات للصحفيين بتاريخ 10/9/2003، أن \”خطة تأهيل المنشآت النفطية تتضمن 202 مشروعا هدفها زيادة الإنتاج\”. وقال إن العمل في هذه المشروعات \”يسير وفق الخطة المحددة وقد قطعنا مراحل في سبيل الوصول إلى إنتاج مليوني برميل تقريبا\”، و\”إن صادرات النفط العراقية تتجه للارتفاع إلى 3 ملايين برميل بنهاية الربيع الأول لعام 2004\”.
علما إن العراق لم يصل إلى رقم الثلاثة ملايين برميل يوميا إلا في شهر آذار الماضي، أي بعد عشرة أعوام من التقدير الذي وضعه ثامر الغضبان الذي يشغل حاليا منصب كبير مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي.
وذكر باقر جبر الزبيدي الذي كان يشغل منصب وزير الإسكان والإعمار سنة 2004 \”إن لدى وزارة الإسكان والتعمير خطط لإقامة سبعة مجمعات سكنية حديثة من المقرر أن تستكمل بحلول منتصف عام 2005 لتأوي ألوف العراقيين\”. وأضاف وقد بدا متفائلا \”إن العراق سيقترب في الشكل في السنوات المقبلة من دول الخليج الغنية. وان الأعوام الخمسة المقبلة ستشهد ظهور عراق جديد\” كان هذا بتاريخ 16/3/2004.
لم تبن لغاية الآن أية مجمعات سكنية في حين إن الحاجة تتزايد سنويا لوحدات سكن جديدة، فقد وصل عدد العوائل التي لا تمتلك وحدة سكن خاصة بها إلى ما يقارب نصف مليون عائلة.
أما عن الوصول في\”الشكل\” إلى مصاف دول الخليج الغنية، فلم يحصل حتى ربع هذا \”الطموح\” حتى بعد مرور ضعف المدة التي قدرها صولاغ.
كما أكد وائل عبد اللطيف، عضو مجلس الحكم السابق ومحافظ البصرة -وقتها- بتاريخ 9/12/2003 \”إن المحافظة ستشهد تطورا كبيرا في مجال الإعمار والاستثمار لما تتميز به من موقع جغرافي وثروات هائلة, ويشمل ذلك تنفيذ عشرات المشاريع المهمة فيها. وأوضح في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مبنى المحافظة بتاريخ 7/12/2003 إن هناك عشرات من المشاريع التي تعمل غرفة عمليات البناء والتطوير والإعمار في ديوان المحافظة على دراستها ومنها ربط سكة حديد البصرة بدولة الكويت والمملكة العربية السعودية والشلامجة في الحدود العراقية الإيرانية وتطوير الخط السريع ليصل إلى دول الجوار بهدف تفعيل دور التبادل التجاري وبناء أكثر من ألفي وحدة سكنية في البصرة من قبل إحدى الشركات اليابانية وكذلك بناء جسر استراتيجي يبدأ من تقاطع \”أبو شعير\” في مركز المدينة وينتهي في الضفة الأخرى لشط العرب وإضافة جسر حديدي آخر إلى جانب الجسر الذي يربط ضفتي شط العرب بين العشار والتنومة وإعادة بناء وإعمار جسر خالد بن الوليد.
وبالنسبة للانجازات الأخرى فسيتم قريبا الانتهاء من عملية المسح الميداني للمدينة وإعداد التخطيط الأساسي لها لتتم في ضوء ذلك المباشرة بالمشاريع لإنشاء مدن سياحية في المحافظة وقيام العديد من المعامل والمصانع الجديدة وكذلك فتح الطرق والجسور وتهيئة مشاريع ثقافية وتربوية وعلمية وإنسانية وغيرها.
وأضاف أن مديري الدوائر الإنتاجية في المحافظة قدموا طلبات إلى ديوان المحافظة لإيجاد وفرز مساحة واسعة من الأراضي السكنية لغرض بنائها لمنتسبيها الذين هم بحاجة ماسة لها وقد عملت المحافظة على تهيئة مساحات من الأراضي وحرصت على أن تكون قريبة من مناطق عمل تلك الدوائر\”.
لم يتم إنجاز أي شيء مما ذكره وائل عبد اللطيف حتى بعد مرور عشر سنوات على تصريحاته تلك.
ذكر رئيس الوزراء نوري المالكي أنه لن يكون هناك عاطل عن العمل في نهاية عام 2009، ونحن الآن في عام 2014 وتقديرات الأمم المتحدة تقول إن نسبة البطالة بين فئة الشباب من السكان في الفئة العمرية من 15 – 24 عاما تبلغ 22.8% في عام 2011.
ذكر رئيس الوزراء وضمن حملته الانتخابية لانتخابات 2010 أنه أزمة الكهرباء في العراق ستنتهي بعد \”سنة وثلاثة أشهر\” وصرح بعدها بثلاث سنوات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بأن أزمة الكهرباء ستنتهي في نهاية عام 2013، ونحن الآن في شهر أيار من عام 2014 ولم تنتهِ مشكلة الكهرباء.
خلاصة ما أريد قوله هنا هو إن السياسيين العراقيين استخدموا لغة التأميل والتخدير في التعامل مع المواطن العراقي البسيط الذي أحل بدوره لغة التمني محل لغة المعطيات والوقائع على الأرض، والكل كان يتحدث عن العصافير التي على الشجرة، ولم يضعوا بأيدينا عصفورا واحدا، إن لم نقل أنهم أفلتوا ما كان في أيدينا بأمل واهٍ بالحصول على العشرة التي على الشجرة.
* نصيف جاسم حسين: كاتب وباحث عراقي