الفلوجة تسقط ليلاً بيد المجاميع المسلّحة، ولم يعد السكان يثقون بالجيش كثيراً بسبب قذائف الهاون التي تسقط عليهم طيلة النهار، فضلاً عن أصوات شيوخ الجوامع التي تدعو إلى عدم الثقة بالقوات الأمنية، وخاصة القوات التابعة لوزارة الدفاع.
بعض العائلات التزمت منازلها، ولا تنوي الهرب إلى بغداد أو باقي المحافظات الأخرى، لكن أغلب العائلات تفكّر بالهرب، فالوضع لم يعد مطمئناً لا سيما بعد تردد إشاعات عن سيطرة \”داعش\” على محافظة الأنبار خلال الأيام القليلة القادمة، وإعلان الفلوجة \”عاصمة\” لـ\”داعش\”.
وتقول بسمة الدليمي، وهي موظفة في إحدى دوائر الكهرباء، إنها لم تذهب إلى دائرتها منذ أكثر من أسبوعين خشية من أن تتعرّض لتهديد ما من قبل \”داعش\”.
وتشير في حديث لـ\”العالم الجديد\” إلى أن \”الوضع بات لا يحتمل.. نحن نفكر بالهرب\”.
ولم يبقَ في منزل بسمة الكثير من المؤونة، \”لم تعد تدخل إلى الفلوجة أية مواد غذائية.. نحن على وشك أن نجوع\”.
وتفكّر بسمة بالهرب إلى بغداد إذا استمر الوضع الأمني في أزمته هذه إلى أيام أخرى.
ويقول صباح كرحوت، رئيس مجلس محافظة الانبار، إن \”عدد النازحين من اهالي الفلوجة تجاوز عددهم 20 الف مواطن\”.
ويشير في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إلى أن \”العوائل خرجت من منازلها بسبب القصف العشوائي والاشتباكات المسلحة\”.
ويشدد كرحوت على ان \”العوائل المهجرة من اهالي الفلوجة بأمس الحاجة الى الغذاء والدواء والمساعدات الانسانية العاجلة مع تدخل المنظمات الانسانية والدولية لتوفير ما يحتاجوه من مستلزمات\”.
وتشير تقديرات وكالات الأمم المتحدة ووزارة الهجرة والمهجرين إلى نزوح حوالي 70 ألف شخص من محافظة الأنبار وداخلها خلال الأسبوعين الماضيين.
أمنياً، يقول أحمد الذيابي، محافظ الانبار، ان \”العشائر هي من ستطهر الفلوجة وتدعم قوات الشرطة وتساند مؤسسات الدولة في توفير الخدمات للمواطنين\”.
ويشير بلهجة حازمة إلى انه \”لن يكون هناك تدخل عسكري من قبل الجيش في الفلوجة كون العشائر هي من ستعمل على بسط الامن والاستقرار ومساندة الدوائر والمؤسسات في توفير الخدمات الى المواطنين\”.
ويشدد الذيابي، في اتصال مع \”العالم الجديد\” على ان \”الوضع الامني في الرمادي مستقر بعد المعارك التي شهدتها في عدة مناطق\”، ويستدرك \”لكن قوات الشرطة ستعمل على حماية امن المواطن وسيادة البلاد\”.
وفي الفلوجة، يقول محمد الدليمي، عضو المجلس المحلي لقضاء الفلوجة، أن \”علماء الدين وشيوخ العشائر والوجهاء وادارة المدينة المحلية في الفلوجة اجتمعوا في جامع الحضرة المحمدية وتم اتخاذ عدة قرارات منها اولا انتخاب العميد الركن عبد السلام العلواني مديرا للشرطة وزبار هادي العرسان قائمقام الفلوجة\”.
ويضيف في حديث لـ\”العالم الجديد\” أنه \”تم اتخاذ قرار نهائي بدخول 400 شرطي الى الفلوجة لتسلم الملف الامني بالكامل واعداد 700 منتسب اخر كوجبة ثانية بعد ثلاثة ايام والعمل على اعادة العوائل النازحة من الفلوجة بشكل كامل\”.
وبحسب مصدر أمني في قيادة عمليات الجزيرة والبادية غرب الانبار، فإنه تم قتل 7 أعضاء من داعش في عمليتين منفصلتين.
ويقول المصدر في حديث لـ\”العالم الجديد\”، ان \”عمليات الجزيرة قتلت ثلاثة ارهابيين واعتقلت اربعة اخرين اثناء محاولتهم التسلل الى الانبار عبر الاراضي السورية في قضاء الرطبة\”، ويشير إلى أن \”معلومات امنية دقيقة مكنت قوات الجيش من احباط عملية التسلل\”.
ويوضح أن \”هؤلاء كانوا قادمين من سوريا وتم الاشتباك معهم وقتل ثلاثة منهم\”.
ويلفت إلى أنه العملية الثانية \”تمكنت القوات من قتل اربعة من عناصر داعش واعتقال خمسة اخرين في عملية تطهير جزيرة الخالدية شرقي الرمادي\”. ويشير إلى ان \”هذه العملية كانت بدعم من المروحيات\”.