في مستشفى القائم العام كان الوضع هادئاً على الرغم من الانذار الذي أُطلق في المدينة بوجود تلوّث في المياه، وأن على الأهل عدم الشراب منه.
يقول طبيب في المستشفى \”كنا جاهزين لتلقي حالات تسمم.. لكن أياً منها لم تأتِ\”، ويضيف \”الأمور سارت بخير\”.
وقد عاش قضاء القائم، غربي الأنبار يوماً مزعجاً بعد أن فجرت عناصر مسلحة أنبوبا ناقلا للنفط في منطقة آل بوكمال السورية القريبة من الحدود العراقية، ما أدى إلى ظهور بقع زيتية، وسحب من الدخان على الحدود العراقية السورية من قضاء القائم وراوة\”، بحسب ما يروي مصدر عسكري لـ\”العالم الجديد\”.
ويضيف المصدر، بأن \”محافظة الأنبار سارعت الى إغلاق عدد من محطات تنقية مياه الشرب وإرسال لجان فحص من الدوائر الصحية والبيئية لرفع البقع الزيتية لحماية البيئة وسلامة المواطنين\”.
ويتابع \”المؤسسات الحكومية منعت المواطنين من شرب مياه نهر الفرات لحين معالجة البقع النفطية والزيتية التي قد تكون سامة وقاتلة\”.
ويشير طبيب مقيم بالمستشفى، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إلى أن \”المستشفى كانت في وضع إنذار، وكنا جاهزين لأي حالة طوارئ، لكن لم تحصل أي حالة تسمم\”.
ويقول أحمد العاني، وهو مواطن من أهالي القضاء \”توقعنا أن تكون الأمور أسوء بسبب الاشاعات التي انتشرت في المدينة، لكن كل شيء كان طبيعياً\”، مستدركاً \”لكن استهداف الانبوب يعني المزيد من تسلل المقاتلين من وإلى العراق، وهذا ما يخيف سكان القائم\”.
وتحاذي مدينة القائم مدينة آل بوكمال السورية التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.
وفي الوقت الذي نفد فيه أهالي القائم من موت محدق بسبب التلوث، لم تسلم الأسماك هناك، إذ يشير مجيد حمد، وهو أحد أهالي القائم، إلى أن \”آلافا من الأسماك والكائنات المائية في نهر الفرات نفقت بعد وصول البقع الزيتية والنفطية السامة الى قضاء القائم وراوة وعنة\”.
ويؤكد في حديث لـ\”العالم الجديد\”، أن \”الأسماك الميتة طفت على وجه النهر\”.
وتزامن تفجير أنبوب النفط مع وصول وزير الدفاع وكالة إلى القضاء، بحسب ما يؤكد ناظم بردان رئيس مجلس قضاء القائم.
ويقول بردان في حديث لـ\”العالم الجديد\” أمس، إن \”الدليمي أتى بواسطة مروحيات قتالية للاطلاع على الوضع الأمني في قضاء القائم الحدودي\”.
ويلفت إلى أنه \”اجتمع مع القيادات العسكرية لبحث الجانب الأمني، واطلع على الانتشار الأمني للقيادات العسكرية، وحرس الحدود وقطعات الجيش، وتفقد المراكز الأمنية مع بحث الوضع الأمني الذي قد يتأثر في حال قصف القوات الأميركية لمواقع عسكرية في سورية وسبل مساعدة اللاجئين السوريين\”.
ويتابع رئيس مجلس قضاء القائم، بالقول إن \”القوات العراقية نفذت إجراءات أمنية مشددة وأنهت إنجاز حواجز خرسانية، وشددت عمليات المراقبة والرصد للشريط الحدودي بين العراق وسورية لمنع عمليات التسلل مع الاستعدادات الانسانية والصحية التي ستقدم للاجئين السوريين في حال طلبهم للجوء الى الأراضي العراقية\”.
وفي حديث سابق مع \”العالم الجديد\”، أكد مصدر أمني أن \”الجيش في حالة استنفار دائم خشية من تسلل الإرهابيين إلى الأراضي العراقية\”، وذكر أن \”الحدود تشهد محاولات مستمرة لعبور عناصر من القاعدة إلى العراق، وبعضها لا تستطيع الأجهزة الأمنية إيقافه لصعوبة السيطرة على الحدود\”.
وتخشى الحكومة المركزية في بغداد من تسلل مقاتلين إلى العراق من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والتي تم تشكيلها أواخر 2011 في أثناء الأزمة السورية التي تعد من أبرز القوى التي تقاتل الجيش النظامي السوري.