معرفةٌ مطلَقة
إحساسٌ مرهف بالوقائع
قدرة على استيعاب الكل والبعض بإنسيابية رهيبة…
حالة من الصراع الأعمق والأكثر قسوة على الدماغ…
هكذا كانت بداية السيناريو…..
لهثتُ آخر حفنة هواء.. بصقتُ الكثير من الدم اللزج الممزوج بنكهة الرصاص..أذكر ذلك جيداً
إلى أن أغمض أخي حسن عينيّ بيديه الرقيقتين و رفع صوته قائلاً بجهور مؤلم: \”الله أكبر…شهيد\”…
شذّت أفكاري عن المعتاد للحظات مرعبة…لا زمن ولا مكان ولا موسيقى
فقط سكون…سكون مطلق!!
عادت الأصوات تتكاثر على مسامعي كالغبار..
الرؤية ضبابية..
الأحاسيس واضحة كالكذب..
صقيع و جفاف و رجفة داخلية تدل على شيء واحد فقط…..إنه الموت !
لم يستمر الذهول و الإكتراث لجثتي الملقوحة تحت شجرة الليمون العتيقة فكان صوت الرصاص والقذائف يملي على المارّة الفرار هرعاً…
كان الضجيج يسحقني و يحرر أرواح الكثيرين من حولي…. إلى أن خرجت مما يسمى بصندوق الجسد لأرقص عارياً نحو السماء ممسكاً حزني بيدي أنظر \”إليهم\” نظرة لم أكن أعيها من قبل…
وأدركت حينها أيها الرب… معنى الإسراء نحو الخلود..!!
* أديبة سورية