طرد نوري المالكي رئيس الوزراء، أمس السبت، مدير عام دائرة السجون وحجز رئيس أركان الفرقة الرابعة في الشرطة الاتحادية وعددا من الضباط المقصرين وأحالهم إلى القضاء على خلفية حادثة هروب السجناء من سجن أبو غريب.
وقال مكتب المالكي في بيان تلقت \”العالم الجديد\” نسخة منه، إن \”رئيس الوزراء نوري المالكي اجتمع، اليوم (أمس)، باللجنة الخاصة بموضوع هروب السجناء من سجن أبو غريب، واستمع إلى تقرير اللجنة وإفادات عدد من الضباط المسؤولين عن حماية السجن من الداخل والخارج\”.
وأضاف البيان أن \”المؤشرات الأولية للتحقيق كشفت عن تقصير وخلل واضح في إدارة السجن، حيث كان بإمكان النزلاء التواصل مع الخارج عن طريق الهواتف النقالة أو بأساليب أخرى\”، مؤكداً أن \”التحقيق كشف أيضاً عن تراخي الرقابة وعدم اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة رغم الإبلاغ عن احتمال حصول مثل هذا الحادث من قبل الجهات المختصة\”.
ولفت إلى أن المالكي \”أمر بحجز عدد من الضباط الذين أثبت التحقيق الأولي تقصيرهم في أداء واجبهم وإحالة الملف إلى القضاء\”، مبيناً أن \”من بين الضباط رئيس أركان الفرقة الرابعة شرطة اتحادية، وآمر فوج الشرطة الاتحادية المكلف بحماية السجن ومعاونه، وأفراد استخبارات الشرطة الموجودين داخل السجن، وعناصر الشرطة الاتحادية المكلفين بحماية السجن أثناء الحادث\”.
وتابع البيان، أن المالكي \”أمر بطرد مدير عام دائرة السجون وإحالته إلى القضاء\”، مشيراً إلى أن \”رئيس الوزراء وجه بمتابعة التحقيق لكشف جميع ملابسات الحادث وتقديم المتهمين إلى القضاء\”.
ونشرت \”العالم الجديد\” الثلاثاء الماضي (23 تموز الحالي) معلومات استقتها من مصدر استخباري، مفادها أن \”المالكي، أمر باحتجاز 3 أمراء ألوية من الفرقتين السادسة و17 للجيش العراقي للتحقيق معهم، فضلا عن ضباط آخرين كبار\”.
وكان المصدر قد لفت الى أن \”40 بالمائة من المعتقلين الفارين هم من عتاة تنظيم القاعدة، ممن كانوا بحوزة القوات الأميركية في معتقلات بوكا بالبصرة وأبو غريب وكروبر بمطار بغداد سلموا بعدها إلى السلطات العراقية\”، مشددا على أن \”الهاربين يمثلون الجيل الأول والثاني للتنظيم في العراق بينهم نوفل (…) وأبو رغدة العراقي\”.
وأشار إلى أن \”الفارين من سجن أبو غريب، اتجهوا إلى منطقة العامرية وقضاء سامراء، ومنطقة إبراهيم بن علي ومنها إلى سورية، فضلا عن توجه آخرين إلى الفلوجة والرمادي\”.
وبيّن المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية المعلومات، أن \”من بين الفارين عددا من السجينات\”، منبها إلى أن \”عدد الفارين يتجاوز 500 معتقل\”.
وذكر أن \”قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية، وجهاز المخابرات واللواء 54 أو ما يعرف بالفرقة الذهبية، شنوا صباح الأحد الماضي، حملة دهم وتفتيش دقيقة في قضاء أبو غريب والمناطق المحيطة، شملت حتى (تانكيات) حفظ المياه في المنازل، ولم تعثر على اثر للفارين\”.
وتعرض سجنا أبو غريب والتاجي، في 21 تموز الحالي، إلى قصف بقذائف الهاون، أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وحرق عدد من القاعات، أسفر عن هروب من 500 الى 1000 نزيل من سجن أبو غريب المركزي معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة، بحسب حاكم الزاملي عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، فيما تبنى تنظيم القاعدة، عملية اقتحام السجنين، واصفاً إياها بـ\”الغزوة\”.