لم تختلف نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب في محافظة ديالى، كثيرا عن المحافظات الاخرى التي تناولتها “العالم الجديد”، في تقاريرها السابقة المخصصة للكشف عن نسب التعاطي في العراق، فقد بلغت بين 6– 8 بالمائة، لكن الفرق أن المحافظة تمتلك مركزا خاصا بعلاج الإدمان في وقت تفتقر اليه المحافظات الأخرى.
ويقول مدير إعلام دائرة صحة ديالى فارس العزاوي في حديث مقتضب لـ”العالم الجديد”، إن “المحافظة فيها مركز خاص لعلاج حالات إدمان المخدرات، على عكس المحافظات الأخرى، حيث لا تملك مثل هذا المركز“.
ويضيف العزاوي، أن “عدد المنتسبين بالمركز حوالي 20 موظفا، كما يضم صيدلية ومعالجين نفسيين ايضا، حيث يقع المركز في منطقة الرازي بمحافظة ديالى“.
وكانت “العالم الجديد”، كشفت عن نسب تعاطي المخدرات بين الشباب “ذكورا وإناث” في العديد من المحافظات وآخرها كركوك، حيث بلغت نسبة التعاطي فيها 5 بالمائة، فيما كشفت ايضا الصحيفة عن طريق وصول المخدرات الى كركوك، ومن ثم طريقها نحو بغداد.
وكشفت “العالم الجديد” في تقارير سابقة، عن نسبة تعاطي المخدرات في محافظة كربلاء، ذات الطابع الديني، إذ أشار مختصون فيها الى أن نسبة التعاطي بين الشباب في المحافظة تتراوح بين 3– 5 بالمئة خُمسهم نساء، وسط تعكز كبير على مركز واحد لمعالجة الادمان من المؤمل أن يفتتح قريبا داخل “المستشفى التركي“.
وأوضحت الصحيفة في تقارير سابقة عن تفاصيل وأرقام صادمة بتعاطي المخدرات في واسط وذي قار والانبار، حيث بلغت نسبة التعاطي بين شباب ذي قار 20 بالمئة، بينهم 5 بالمائة إناث، فيما استفحل التعاطي بين الاناث والذكور ايضا في واسط، وبنسبة مرتفعة بحسب المختصين، دون تحديد الأرقام لافتقار المحافظة الى مراكز مختصة، وفي الأنبار بلغت 10– 15 بالمئة، بحسب مسؤولين فيها.
الى ذلك، يبين الطبيب الاخصائي بالبحث النفسي في دائرة صحة ديالى حسن ناصر حسين، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “عدد الحالات التي تصل لمركز العلاج النفسي، هي 30 حالة خلال الشهر الواحد، والعلاج يتضمن جانبين، الأول دوائي والثاني نفسي، وقد عالجنا حالات عديدة وتعافت، كما نستمر بمتابعتهم لحين اكتسابهم الشفاء التام، وهو يستغرق الكثير من الوقت“.
ويردف حسين، أن “المركز يستقطب المواطنين الذين لديهم إدمان كحولي أو دوائي أو أعشاب وهي المخدرات”، مبينا “يفترض أن يكون هناك تعاون بين مركز علاج المدمنين وقيادة الشرطة او القضاء في ديالى، إذ أن هذا التعاون مفقود تماما، وأغلب المراجعين يأتون بشكل تلقائي، لكن لم يتم تحويل الملقى القبض عليهم لغرض علاجهم“.
ويلفت الى أن “الاحصائية الرسمية تشير إلى أن نسبة المتعاطين تتراوح من 6– 8 بالمائة، ما عدا الحالات غير المعلومة التي لا تأتي الينا للعلاج، حيث أن هناك تكتما على هذا الموضوع، إذ من المفترض أن تصلنا الحالات لا أن تخرج من مركز الشرطة أو المحكمة دون أن تعالج في المركز”، مضيفا أن “المركز يحتاج إلى ساحات ترفيهية وحماية خاصة، حيث أن أغلب المتعاطين يعانون من العنف ويكونون عدوانيين في أغلب الأحيان“.
يشار الى أن منظمة محلية كشفت في العام الماضي، عن نسب تعاطي المخدرات التي تجاوزت 40 بالمائة بين بعض الفئات العمرية من الشباب (15– 35 عاما)، فيما تنحصر النسبة الأكبر للادمان بين أعمار 17– 25 عاما.
من جانبه، يوضح مصدر أمني في المحافظة خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “المخدرات تدخل إلى المحافظة عبر تجار ومروجين من ايران، ومحافظات مجاورة“.
ويؤكد أن “التجار في بداية الأمر وبحسب شهادات من متعاطين محجوزين قاموا بتوزيع هذه المخدرات مجانا، من أجل زيادة الطلب عليها ومن ثم قاموا ببيعها”، لافتا الى أن “المقاهي الموجودة بالمحافظة ايضا قد تشكل بابا من ابواب توزيع المخدرات، فهي اصبحت اماكن إدمان للكثير من الشباب اضافة الى حصول سلوكيات غير صحيحة فيها“.
يشار الى ان مفوضية حقوق الانسان، اعلنت في وقت سابق ان مادة “الكريستال ميث” هي الأكثر طلبا في العراق، بالاضافة الى الحشيشة و”الكبتاغون” التي يتم تداولها بين الشباب، خصوصاً الفئات العمرية بين 17 و35 سنة.