صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

المرجع السيستاني وقادة العراق يعزون بوفاة البابا فرنسيس.. «مواقف لا تنسى»

وسط عالم تسوده الصراعات ومآسي الحروب، رحل البابا فرنسيس، بعد 12 عاما على الكرسي الرسولي في الفاتيكان، عقب تدهور حالته الصحية.

فيما وصف هذا الرجل المتواضع بـ “بابا الفقراء” ورجل الأخوة والإنسانية”، إذ لطالما دافع عن المظلومين حول العالم، داعياً إلى وقف الحروب، كصوت للرحمة والإصلاح، وكسر التقاليد بسعيه إلى بناء جسور الحوار بين الأديان، وفي هذا الإطار، قدم قادة الصف الأول في العراق، اليوم الاثنين، التعازي بوفاة بابا الفاتيكان، مستشهدين بمواقفه الإنسانية في دعم السلام، فيما أشار المرجع الديني في العراق علي السيستاني، إلى أن العالم خسر قائداً روحياً بارزاً.

وقال رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد في تدوينة له على منصة (إكس)، تابعتها “العالم الجديد”، “ببالغ الحزن، تلقينا نبأ وفاة قداسة البابا فرنسيس، الذي ترك بصمة لا تُنسى في التمسك بالمواقف الإنسانية الرافضة للحروب والعنف، والداعية إلى السلام والتعايش بين جميع الشعوب”.

وأضاف: “برحيله، يفقد العالم بأسره شخصية دينية وإنسانية فذة قل نظيرها، قدّم خلال حياته خدمات جليلة لقضايا السلام، ومكافحة الفقر، والتسامح الديني”.

وتابع: “نعزي الكنيسة الكاثوليكية، والمسيحيين، والعالم أجمع بوفاة قداسته، الرحمة لروحه الطاهرة”.

فيما عزى رئيس رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الإثنين، بوفاة البابا فرنسيس، مستذكرا زيارته إلى العراق ولقاءه بالمرجع الأعلى علي السيستاني في النجف الأشرف.

وقال السوداني في بيان تلقته “العالم الجديد”، “تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الحبر الأعظم رئيس الكنيسة الكاثوليكية، قداسة البابا فرنسيس، بعد عمر مديد قضاه في خدمة الإنسانية، وتعميق الروابط بين شعوب الأرض، والعمل على تعزيز السلام، والأهداف والقيم الإجتماعية والأخلاقية الفاضلة”.

وأضاف: “وبهذه المناسبة فإننا نشاطر جميع المسيحيين في العراق والعالم، مشاعر الفقد المؤلم، سائلين المولى العليّ القدير أن يتغمّده بواسع رحمته”.

وتابع: نستذكر مع رحيل البابا زيارته التاريخية إلى العراق قبل أربع سنوات، ولقاءه بالمرجع الأعلى السيد علي السيستاني في النجف الأشرف، تلك الزيارة التي مثلت أساساً عملياً ومهماً في التقريب بين الأديان وترسيخ الأخوّة والمحبّة بين جميع المؤمنين في العالم”.

واختتم السوداني بيانه: “الرحمة لروح البابا فرنسيس، بما عُرف عنه من تعاطف مع آلام الفقراء والمظلومين حول العالم، وخالص العزاء لمحبيه وأتباعه وكل الساعين إلى نشر رسالة الخير والإنسانية في أرجاء الأرض”.

من جهة أخرى، قال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، في بيان تلقته “العالم الجديد”، “تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة قداسة بابا الفاتيكان (البابا فرنسيس)، لقد كان البابا فرنسيس رجلاً عظيماً، وكان له دور مشهود في نشر رسالة الإنسانية والسلام”.

وأضاف : “بهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بأعمق التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى الأخوات والإخوة المسيحيين في كردستان والعراق وجميع أنحاء العالم، ونشاركهم الأحزان بهذا المصاب”.

واختتم بالقول: “لترقد روح قداسة البابا فرنسيس بسلام، ونسأل المولى القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان والسكينة”.

فيما عزى نائب رئيس مجلس النواب شاخوان عبدالله احمد، اليوم الاثنين، الفاتيكان وكل المسيحيين في العالم بوفاة الحبر الاعظم قداسة البابا فرنسيس.

وقال نائب رئيس البرلمان، بحسب بيان تلقته “العالم الجديد”،” ببالغ الحزن تلقينا ، اليوم ، نبأ وفاة حضرة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس”، مشيداً بـ”مسيرته الدينية والانسانية ودوره الكبير في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، سائلاً الله العزيز الحكيم أن يمن على روحه بالسكينة والراحة الأبدية، وأن يلهم محبيه ومؤيديه الصبر والسلوان”.

بدوره عبّر رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، اليوم الاثنين، عن أسفه، لوفاة البابا فرنسيس، مستذكراً زيارته “التاريخية” إلى العراق ولقائه في النجف مع المرجع علي السيستاني، معتبراً أن هذا الحدث سيبقى شاخصاً في ذاكرة العراقيين.

من جهة أخرى، قدم مكتب المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، اليوم الإثنين، التعزية بوفاة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، فيما أشار إلى أن العالم خسر قائداً روحياً بارزاً.

وجاء في رسالة لمكتب السيد السيستاني، موجهة إلى غبطة الكاردينال بييترو بارولين أمين سرّ حاضرة الفاتيكان، تابعتها “العالم الجديد” “تلقّينا بأسف عميق نبأ رحيل الحبر الأعظم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، الذي كان يحظى بمكانة روحية رفيعة لدى كثير من شعوب الأرض واحترام بالغ لدى الجميع، لما قام به من دور مميّز في خدمة قضايا السلام والتسامح، وإبداء التضامن مع المظلومين والمضطهدين في مختلف أرجاء العالم”.

وأضافت الرسالة، “اللقاء التاريخي الذي جمعه بالمرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف، قد كان محطة فائقة الأهمية لتأكيد الطرفين على الدور الأساس للإيمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر، وضرورة تضافر الجهود في سبيل تعزيز ثقافة التعايش السلمي ونبذ العنف والكراهية، وتثبيت قيم التآلف بين الناس المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين معتنقي مختلف الأديان والاتجاهات الفكرية”.

وأشار إلى، أن “المرجعية الدينية العليا إذ تقدم تعازيها ومواساتها لأتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم بهذا المصاب الأليم فإنها تتمنى لهم الصبر والسلوان وتبتهل الى الله العلي القدير أن يتفضّل عليهم وعلى البشرية جمعاء بما يليق برحمته الواسعة من الخير والبركة والسلام”.

ويعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الراحل واحدا من أبرز من اعتلوا الكرسي الباباوي، لا سيما أن فترة توليه التي بدأت عام 2013 شهدت محطات ومواقف بارزة، من تعزيزه للتقارب بين الأديان إلى إصلاح الكنيسة، فضلا عن مواقفه الإنسانية والاجتماعية اللافتة.

والبابا فرنسيس ولد في بوينس آيرس بالأرجنتين وفي 13 مارس من عام 2013 أصبح البابا رقم 66 للكنيسة الكاثوليكية، ويعد أول بابا من الأميركتين، وأول بابا يسوعي، وأول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام.

يذكر أن البابا فرنسيس عانى من عدة نوبات مرضية خلال العامين الماضيين، وهو عرضة لالتهابات الرئة بسبب إصابته بالتهاب الجنبة في شبابه، مما استلزم استئصال جزء من إحدى رئتيه.

وكان بابا الفاتيكان فرنسيس، قد زار العراق في 5 آذار مارس 2021، عدت زيارة تاريخية والأولى من نوعها لأي من بابوات الفاتيكان في التاريخ، وأجرى خلال زيارته جولة شملت كنائس العاصمة بغداد ومدينة أور الاثرية في ذي قار، حيث منزل النبي ابراهيم الخليل، والتقى أيضا المرجع الديني علي السيستاني في النجف، بالاضافة الى زيارته للموصل وأربيل.

“لتصمت الاسلحة”، كان النداء الأبرز الذي أطلقه الحبر الأعظم البابا فرنسيس خلال كلمته في قصر بغداد الرئاسي، بعد وصوله العراق، وخلال وجوده في القصر، سلم صالح البابا فرنسيس منحوتة تشكل نسخة مصغرة للوحة درب الصليب التي حفرها محمد غني حكمت، أحد أشهر نحاتي العراق على جدار كنيسة بغدادية، وصنعت خصيصاً على شرف الحبر الأعظم.

إقرأ أيضا