المسيحيون يكافحون من أجل البقاء ويستعينون بالكاميرات لحماية الكنائس

بعد 10 سنوات على سقوط النظام في العراق تضاءلت أعداد المسيحيين في البلاد من مليون شخص إلى ما لا يزيد عن 200 ألف شخص بحسب تقرير لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية.

وجاء في مفتتح التقرير \”كآخر كاهن مسيحي متبقٍ في ضاحية الدورة جنوبي بغداد لم يعد الشماس تيماثيوس ايشا يثق في عدد العيون التي تتطلع إلى الله فهناك أمامه 16 شاشة في دائرة تلفزيونية مغلقة تراقب كل ركن في الكنيسة خوفا من هجوم محتمل. وإلى جانب الحرس المسلح خارج الكنيسة كانت الجدران الكونكريتية العازلة ما يجعلها قلعة محصنة أكثر منها مكانا للعبادة\”.

المسيحيون يكافحون من أجل البقاء ويستعينون بالكاميرات لحماية الكنائس

وكانت الدورة قبل عقد من الزمن تعد مقرا لأكبر تجمع مسيحي في العراق. وبعد تعرض سكانها من المسيحيين للخطف والقتل على أيدي المتطرفين الإسلاميين، وجدت نفسها تقدم ملاذا لمجتمع يأخذ في التضاؤل.

وقال الشماس ايشا \”كانت الدورة أكبر تجمع للمجتمع المسيحي في العراق بوجود 30 ألف أسرة بينما لا تجد الآن في الكنيسة سوى 22 شخصا بالكاد يشغلون الصفين الأولين من مقاعدها. ولم يبق في الدورة سوى ألفي شخص متبقين يشعرون بأنهم غرباء في بلدهم وهو ما يجعلهم يريدون المغادرة، فنزيف الهجرة ما زال مستمرا فيها\”.

المسيحيون يكافحون من أجل البقاء ويستعينون بالكاميرات لحماية الكنائس

الصورة الموجودة في الدورة تمثل نسخة مكررة في جميع أنحاء العراق، بل والشرق الأوسط، فحينما أنهى ما يسمى بالربيع العربي حالة الحماية التي كانت تمنحها العلمانية القوية في البلدان تحولت القضية إلى الأقليات الدينية.

وبعد أن كان المسيحيون في العراق قبل السقوط أكثر من مليون شخص، لم يتبق منهم الآن سوى ما يقرب من 200 ألف شخص فقط.

أولئك الذين لم يستطيعوا الانضمام إلى الشتات العراقي في أوروبا وأمريكا فروا في كثير من الأحيان إلى المجتمعات الشقيقة لهم في سوريا ليجدوا أنفسهم في خطر آخر بفضل وجود تنظيم القاعدة المنظم للمعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد. أما في مصر بعد مبارك فقد شعر المسيحيون أنهم في خطر، فيما حذر البابا فرانسيس من أن الكنيسة بأكملها في المنطقة بخطر، مضيفا \”نحن لن نستسلم لأنفسنا في أن نتخيل شرقا أوسطا من دون وجود المسيحيين\”.

المسيحيون يكافحون من أجل البقاء ويستعينون بالكاميرات لحماية الكنائس

ومع تصاعد العنف في العراق بسبب تنظيم القاعدة؛ قتل أكثر من 6 آلاف شخص في العراق هذا العام. وفي محاولة أخيرة لوقف نزوح المسيحيين في البلاد قام الأب لويس ساكو الذي تم تعيينه بمنصب البطريارك الجديد لبغداد في وقت سابق من هذا العام بالحديث في كنيسة القديس يوسف في بغداد، وأعطى رسالة قوية بخصوص هذا الشعور قائلا إن \”العراق كان بلدنا منذ 2000 عام وإنكم إن غادرتم البلاد فستموت إلى الأبد ثقافة عمرها هذا الزمن الطويل. أنا أعرف مخاوفكم لكنكم كنتم هنا منذ 2000 عام وأنتم الأصل في هذه البلاد جنبا إلى جنب مع أخوانكم المسلمين فلماذا لا يزال هذا القطيع الصغير خائفا، لا تهاجروا مهما كانت الضغوط\”.

وقال السيد بسام جورج الذي نجا من هجوم كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 إنه ليس لديه خطط لمغادرة البلاد، مشيرا إلى أن جميع العراقيين قد عانوا من العنف الديني منذ عام 2003 وحتى الآن، فحين مات من المسيحيين ألف شخص بسبب أعمال العنف فانه توفي ما لا يقل عن 30 ألف شخص من المسلمين فقط في سنوات 2006 – 2007 نتيجة لنفس الأعمال، بينما قال السيد إسحاق نابليون الذي فقد أخوه وشقيقه في ذروة العنف الطائفي في العراق \”سأغادر البلاد حينما أستطيع لأنني أشعر أن المسيحيين قد انتهوا في العراق\”.

إقرأ أيضا