المعرّف بـ(دال نقطة)

لم تعد وسائل التعريف في اللغة العربية كافية، فالنكرات يزدادون بشكل يومي، لذا ومن منطلق المصلحة العامة ارجو من علماء اللغة قبول وسيلة تعريف جديدة هي \”د.\” و بالتأكيد لدي مبررات لما اقوله هنا، أما قضية زيادة النكرات فذلك عائد للفساد المعرفي الذي لا ينتهي عند ساحل ما، والنكرة في اصطلاح أهل النحو: كل اسم شائع في جنسه، لا يختص به واحد دون آخر، وهذا التعريف تمت صياغته حين كان المجتمع بلون واحد، واللغة من منبع ثقافي واحد، أما اليوم فنحن في زمن الموزاييك، كما يصطلح عليه اغلب السياسيين العراقيين دائما، وهكذا فنحن أمام احتياج لتأطير هذا التنوع غير المعرّف.

ولمن يسأل عن سبب اختيار وسيلة التعريف هذه تحديدا، فعليه أن يعلم أن الدال والنقطة باتا درجة وظيفية اكثر من كونهما درجة علمية، وأن الساعين لهذه الدرجة موجودون في كل مفاصل الدولة بشكل يجعل المواطن يتفاجئ بصديقه وقد أصبح من ذوي الدال والنقطة بين ركعتين وضحاها!.

الامر الذي دعاني للخوض في هذا الجانب، هو شخص محدد ولديه اسم (والأمر يشمل غيره أيضا)، لكنه رغم ذلك \”نكرة\” يصعب تعريفه الا بـ \”د.\” فهو بغير أداة التعريف هذه لا يمكن تمييزه أو تحديد كنه وجوده حتى، هذا الرجل لديه وسيلة تعريف اخرى لحالة التنكير التي يعيشها فهو قد ربط نفسه بشاعر من الحقبة السوداء في حياتنا، وذلك الشاعر معروف كنموذج مثالي للتقلب والتملق ومسح الاكتاف التي تحمل الرتب المهيبة، وصديقنا \”النكرة\” يربط نفسه بهذا الشاعر في كل كلمة يقولها أو يكتبها أو يفكر بها حتى بات الثاني صوت الاول بعد موته، والمدافع عن تجربته فقط من أجل أن يصبح معرفة.

ها انا انهي ما كتبته دون أن اشير الى هذا \”النكرة\” لأن امثاله كثر، بالاضافة الى ان اسم الاشارة معرفة وهو لا يتطابق مع هذا الشيء الذي رغم كل محاولاته للتعريف عن نفسه سيبقى نكرة، وهناك الكثيرون ممن يستحقون هذا اللقب علميا وهم معارف دون الدال والنقطة.

إقرأ أيضا