تنعم بلدة أصيلة الواقعة على ساحل المحيط في الطرف الشمالي الغربي للمغرب بالهدوء معظم فترات العام.
لكن في فصل الصيف وعلى مدى شهر كامل تدب في البلدة حياة صاخبة حيث يقام مهرجان دولي يزور خلاله البلدة فنانون من شتى بقاع الأرض ويجوبون شوارعها التي يحولونها الى معرض فني مفتوح.
يقام مهرجان \”موسم أصيلة\” سنويا منذ عام 1978 ويشارك فيه فنانون من المغرب ومن أنحاء العالم العربي.
وقال الفنان المغربي عبد الهادي بنبيلا الذي يشارك في المهرجان هذا العام \”كنت أحضر إلى أصيلة في شبابي وسعدت جدا عندما وجهوا إلي دعوة للحضور هذا العام\”.
وأقام الفنانون الزائرون مراسمهم في قصر الريسوني التاريخي في أصيلة المقر السابق لحاكم البلدة والذي جرى تجديده وتحول حاليا إلى مركز ثقافي.
الفنان السنغالي أمادو دينج يشارك في مهرجان أصيلة بلوحات يرسمها على ملابسه القديمة.
وقال دينج \”الأمر بدأ بمصادفة. أختي التي تعيش في فرنسا أهدتني سروالا أسود وكنت أضعه وأنا أرسم. لم أدرك أن السروال لطخته بقع الطلاء وكان الجميع يقول إنها كارثة. لكني احتفظت بهدوئي وخلعت السروال ووضعته على طاولة ثم بدأت أرسم عليه وبات الأمر هواية عندي منذ ذلك الحين\”.
ويتدفق عدد كبير من الزائرين الأجانب على أصيلة خلال فترة المهرجان الذي يتيح فرصة للفنانين المحليين للتواصل مع ثقافات أخرى من أنحاء العالم.
وقالت فنانة مغربية تدعى مونا \”أصيلة مكان رائع يتلاقى فيه الناس. أصيلة تفتح لي آفاقا جديدة حيث تتيح لي فرصة الاتصال المباشر بأعمال فنانين آخرين. أنا أزور فنانين آخرين وأجري مناقشات معهم ويبدون هم أيضا آراءهم في عملي. هذا عنصر ثراء دائم. المكان نفسه رائع والبلدة جميلة جدا وهي مصدر للإلهام\”.
ويزور أصيلة هذا العام خلال المهرجان فريق (ماك شو) الموسيقي السنغالي.
وقال آداما فاي عضو الفريق \”زار الفريق بلادا كثيرة. أنا أصعر أشقاء مؤسس الفريق.. العم ماك. زرنا بلادا كثيرة منها اليابان وفرنسا لكننا هنا في المغرب نشعر حقا بأننا في ديارنا. لدينا مغاربة في السنغال وثمة سنغاليون هنا\”.
وبدأ مهرجان اصيلة الثقافي قبل 35 عاما بهدف ترميم المدينة القديمة لكنها أصبحت مقصدا سنويا للفنانين والزائرين وهواة اقتناء الأعمال الفنية.
وستبقى اللوحات الجدارية التي رسمت خلال مهرجان أصيلة شهرا قبل أن تطلى الجدران مجددا باللون الأبيض انتظارا لفنانين آخرين في دورة العام المقبل.