صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

المفوضية تتحسب لانسحاب مفاجئ ينفذه موظفوها المرتبطون بالتيار الصدري

لم يتبق سوى ساعات على بدء التصويت العام في انتخابات مجالس المحافظات، لكن مخاوف ظهرت على السطح من إقدام موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من المرتبطين بالتيار الصدري على خطوة قد تعرقل الاقتراع، عبر الانسحاب المفاجئ، تماشيا مع توجهات التيار، وهذا ما تحسبت له المفوضية، عبر تجهيز أدواتها لمعالجة أي خلل من هذا النوع بشكل سريع. 

لم يتبق سوى ساعات على بدء التصويت العام في انتخابات مجالس المحافظات، لكن مخاوف ظهرت على السطح من إقدام موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من المرتبطين بالتيار الصدري على خطوة قد تعرقل الاقتراع، عبر الانسحاب المفاجئ، تماشيا مع توجهات التيار، وهذا ما تحسبت له المفوضية، عبر تجهيز أدواتها لمعالجة أي خلل من هذا النوع بشكل سريع. 

ويقول مسؤول رفيع المستوى في مفوضية الانتخابات، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “المفوضية جهزت موظفي اقتراع احتياط، وجرى تدريبهم على أتم وجه ليكونوا مستعدين للعمل حال استدعائهم بشكل فوري”.

ويضيف المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “من إجراءات المفوضية لموظفي الاقتراع، هو توقيع جميع المشاركين في تنظيم الاقتراع على تعهدات خطية تضمن مشاركته، وبخلافه يتحمل التبعات القانونية والادارية، وهذه لأول مرة تحصل في الانتخابات العراقية، ففي السابق كان يقتصر التوقيع على عقد بين المكتب الانتخابي والموظف المتعاقد معه”.  

ويبلغ عدد موظفي الاقتراع في العراق ما يقارب 200 ألف موظف، بدأ تدريبهم في 20 تشرين الثاني نوفمير الماضي وبشكل وجبات، ويمنح الفرد الواحد منهم من الخريجين وطلبة الكليات مكافأة مالية قدرها 250 إلف دينار، أما الموظفين الحكوميين فيمنحون 150 ألف دينار مع كتاب شكر وتقدير.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وجه منتصف الشهر الماضي، أنصاره بمقاطعة انتخابات مجالس المحافظات، وعدّ ذلك بأنه سيقلل من شرعيتها خارجيا وداخليا، حيث أكد: مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيرا.. ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيض العدا.. ويقلل من شرعية الانتخابات دوليا وداخليا ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”.

وعاد قبل في 13 كانون الأول ديسمبر الحالي، للتأكيد عبر تغريدة جديدة، موقفه مما يحصل، ووصف العملية الانتخابية بـ”ألعوبة” وانها فاسدة وطالب انصاره بعدم الاعتداء على أي شكل من أشكال الانتخابات الحالية، ووصف نفسه وأنصاره بالعلويين والمشاركين في العملية الانتخابية وداعميها بالفاسدين.  

وخلال الفترة الماضية، ارتفعت وتيرة حملة مقاطعة الانتخابات من قبل أنصار التيار الصدري وقد أطلقوا وسم “مقاطعون”، وفيه عمدوا إلى نشر مختلف الفيديوهات والصور التي تنال من الإطار التنسيقي، ودعوا إلى مقاطعة الانتخابات بشكل تام.

إلى ذلك، يبين المحلل السياسي صلاح الموسوي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “جميع الخطوات التي يقدم عليها أنصار التيار الصدري هي غير متوقعة ولا يمكن التكهن بها، ومسألة عدم حضور الموظفين من الصدريين إلى مراكز الاقتراع تلبية لنداء زعيمهم مقتدى الصدر، أمر متوقع وقد يربك العملية الانتخابية بعض الشيء”.

ويردف الموسوي، أن “على مفوضية الانتخابات التحسب لأسوأ الظروف التي يجب التعامل معها، خصوصا وأننا في العراق نشهد مشهدا سياسيا متقلبا”، مؤكدا أن “الصدريين حسموا موقفهم بملف المقاطعة، ولديهم تجمعاتهم ودعواتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي”.

يشار إلى أن ثلاثة مرشحين لانتخابات مجالس المحافظات في ذي قار، انسحبوا من العملية الانتخابية، اثنان منهم أعلنا عن تلبية قرار الصدر بالمقاطعة، فيما أقدمت قوات سرايا السلام التابع للصدر على طرد 34 منتسبا، في فترات متفاوتة نتيجة تثقيفهم لمرشحين في مجالس المحافظات. 

يذكر أن أنصار التيار الصدري، تظاهروا عشية التصويت الخاص، الذي جرى يوم أمس السبت، وحاولوا قطع الطرق في مدينة الصدر، رفضا لإجراء الانتخابات.

ومر التصويت الخاص يوم أمس، دون تسجيل أي خرق أو أزمات تذكر، وبلغ عدد المصوتين فيه 706 آلاف حسب مفوضية الانتخابات. 

من جانبه، يرى مدير مكتب منظمة تموز لمراقبة الانتخابات في ذي قار، رزاق عبيد، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “الساحة العراقية مليئة بالمفاجآت، ومن المتوقع أن تشهد أي حدث لم يكن في ذهن الجميع، وهذا ما لاحظناه في جميع الانتخابات التي جرت في العراق”. 

ويشير عبيد، إلى أن “هذه العملية الانتخابية هي غير مدعومة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على صعيد المراقبين، ما يعني غياب المراقبين الدوليين في يوم الاقتراع، وكل الأعمال التوعوية التي أقامتها المنظمات المدنية، هي بدعم فردي وشخصي، وهذا الأمر مستغرب من المنظمات الأممية”.

وكانت “العالم الجديد”، ناقشت في تقرير سابق، مشاركة الإطار التنسيقي في الانتخابات المحلية من دون منافس متكافئ، بعد غياب التيار الصدري أكبر خصومه السياسيين، لكن مراقبين أكدوا في التقرير، أن هذا الأمر يترك الإطار بـ”حرج”، لكنهم تحدثوا عن “قوائم ظل” يسعى الإطار لتشكيلها وزرعها بوجوه مدنية “لتلطيف” الأجواء وإضافة مظهر شرعي تعددي على الانتخابات.

إقرأ أيضا