توفي في بغداد مساء أمس الاثنين، عن عمر ناهز الـ69 عاما، الروائي حميد الربيعي، بعد معاناة طويلة مع المرض، تاركا أعمالا أدبية أضاءت مسيرته التي بزغت منتصف سبعينيات القرن الماضي، واختصرت سنوات حياته التي توزعت بين الوطن والمهجر.
الروائي الراحل ولد في مدينة الكوت مركز محافظة واسط في العام 1951 وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد في عام 1976، وهو ذات العام الذي انتمى فيه لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، ولكنه لم يلبث طويلا حتى غادر البلاد بسبب الملاحقات السياسية، ليستقر في منفاه بأوروبا لمدة تخطت ثلاثة عقود، غير أن الحنين الى الوطن دفعه للعودة بمجرد زوال النظام السابق في العام 2003، مستأنفا نشاطه الأدبي بشكل كبير، فأصدر مجاميع قصصية وروايات، إضافة إلى كتاب تنظيري حول الكتابة السردية، وترأس نادي السرد في اتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين الذي كان احد مؤسسيه، لينخرط بقوة في الحياة الأدبية العراقية، وإقامة الأماسي والندوات.
وقد نعاه اتحاد الأدباء العراقيين بكلمة اقتبست عناوين أعماله جاء فيها “ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، القاص والروائي حميد الربيعي، الرحمة لروحه الطاهرة، والعزاء للوسط الثقافي.. وخالص التضامن والمواساة لعائلة الفقيد، ولأهله ومحبّيه الصبر والسلوان. لقد (تعالى وجع مالك) لتتعالى روحه الطاهرة نحو السماء، وهي تمتد في (دهاليز للموتى)، وتتجوّل في (بيت جنّي)، وتقف عند ضفاف (أحمر حانة).. يا حميد الربيعي، يا مدرسة الحياة وصانع التحدي، لقد كنت تنشر الأمل بقوتك النابضة، فلا (تجدد موتك مرتين) وخذ معك من قلوبنا لأسعد اللامي ولمحمد علوان جبر رسائل المحبة والدموع. وداعاً.. أيها السارد الأمهر”.
ترك الروائي والقاص العراقي روايات: “سفر الثعابين” 1987، “تعالى.. وجع مالك” 2010، “جدد موته مرتين” 2012، “دهاليز للموتى” 2014، “أحمر حانة” 2017، أما في إطار الكتابة القصصية، فقد صدرت له مجموعة قصصية بعنوان “بيت جني” 2016، وأخرى صدرت مطلع العام الحالي بعنوان “غيمة عطر”.