في الوقت الذي تتفاقم الأزمة الأمنية للبلد حتى تكاد تصل حد الفلتان، خصوصاً بعد هروب عدداً كبيرا من الإرهابيين والقتلة العتاة، وتدني المستوى المعاشي للفرد العراقي وتزايد معاناة الطبقة التي ترزح تحت خط الفقر، تزداد موازنة مجلس النواب للعام المقبل على نحو يتجلى فيه الاستهتار الواضح والهدر الصارخ للمال العام. النائب العراقي هو الأكثر دلالاً وبذخاً في العالم! وهذا ما تظهره دائماً أرقام الصرفيات وإغداق الأموال بالمجان من أجل راحته ورفاهيته، مقابل التراجع الفظيع على المستوى التشريعي للقوانين، وغض النظر عن الخروقات التي تمارسها الجهات التنفيذية ضد الدستور. النائب العراقي يتسلم مخصصات قرطاسية 750 ألف دينار شهرياً، أي ما يعادل ثمن قرطاسية لمدرستين مأهولتين! النائب العراقي المدلل سيتسلم من الموازنة الجديدة مخصصات لشراء ملابس تستقطع أثمانها من مبلغ مجموعه نحو 3 مليارات دينار!، أي ما يكفي لكسوة عدد كبير من أطفال الطبقة المسحوقة. حضرة النائب العراقي المدلل جدا تستقطع نفقات إيفاداته إلى الخارج من المبلغ المخصص لهذا الغرض، وتبلغ 3 مليارات و350 مليون دينار، عدا المبالغ المخصصة للصيانة والتي تتراوح بين 3 – 10 مليارات، والأنكى من ذلك هو تخصيص قسم من هذه المبالغ الهائلة لشراء (لوريات) ودراجات هوائية! ليس هناك مجلس نواب في العالم يتمتع بهذه القدرة الهائلة على الاستهانة بمواطنيه، وعلى هذا النحو الذي إن دلّ فإنما يدل على استخفاف لا يملك المرء أمامه سوى الاكتفاء بعشرة أعوام من كتم الغيظ الذي لا يحتمله حتى الملك المقرب الحليم، والنزول إلى الشارع. لكن، وكما هو سائد وفي بلد مثل العراق، يعقّب القائل بعد كل نداء بعبارة (أسمعت لو ناديت حياً….. !) الأمر الذي ظن معه السياسي العراقي أنه على حق دائماً، حتى في سرقاته واختلاسه المال العام. النائبة حنان الفتلاوي، هذه المعزة بين الذئاب والتي كشفت مؤخرا عن استنكارها ومعارضتها لإقرار موازنة مجلس النواب، تبدو في أكثر الأحيان كأنها تفعل ذلك، ومن خلال حملاتها التي تشنها وكان آخرها قيادتها لحملة إلغاء تقاعد مجلس النواب، تبدو كأنها تأخذ على عاتقها الدفاع عن حقوق المواطن العراقي، وهي في الحقيقة إنما فعلت ما فعلته في النهاية نكاية بخصوم وأنداد القائمة التي تنتمي إليها، وعلى طريقة المغادر الذي يخرّب ما يصادفه أمامه في الطريق، ما دام أنه راحل، ولا يريد لمن يحل في مكانه التمتع بالنهب المنظم هذا، وإلا فإنها لا تختلف عن سواها تكيفا مع المميزات التي تحصل عليها كونها نائبة في البرلمان، وتابعة لكتلة متنفذة مثل دولة القانون، وهي لا تختلف عن غيرها أيضا إذا ما تعلق الأمر بالفساد الحكومي، خصوصا بعد أن كشف أحد البنوك في الإمارات عن إيداعها لثلاثة ملايين دولار في حسابها!. الموازنات المخصصة لرئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب، هي في الواقع عمليه نهب علنية، ومن نوع آخر مشرعن يبدو جلياً للعيان، وإذا ما أضفنا الفوائد والمغانم التي يحصل عليها النائب العراقي في الخفاء، فلا غرابة أن يصنفه أحدهم ضمن قائمة تضم النواب الأكثر ترفاً وكسباً في العالم!
النائب الأكثر دلالاً في العالم!
2013-07-24 - منوعات