يتخوّف العراقيون هذه الأيام من استخدام تنظيم القاعدة الأسلحة الكيمياوية في العراق، لاسيما بعد تأكيد نواب أن من استعمل تلك الأسلحة في سوريا هي التنظيمات \”التكفيرية\” التي تنضوي تحت لواء \”تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية\”، الذي يعلن مسؤوليته بين وقت وآخر عن سلسلة تفجيرات متزامنة في العراق، الأمر الذي يجعل احتمالية تهريب تلك الأسلحة إلى البلاد كبير.
ونفى جواد البولاني، وزير الداخلية السابق، أن يكون تنظيم القاعدة قد توصل إلى هذا التطور ليجرأ على صناعة سلاح كيميائي إبان فترة تسلمه الوزارة، عازياً السبب إلى \”غياب الوزراء عن الوزارات الأمنية وعدم تفعيل القادة الأمنيين الذين يعملون بإخلاص\”.
وقال البولاني في حديث لـ\”العالم الجديد\” إن \”على المؤسسات الأمنية أن تشترك فيما بينها لدراسة معلومات الـCIA والوصول إلى شكل حقيقي لكيفية التعاطي مع تهديدات تنظيم القاعدة الإرهابي الخطير\”.
وأشار إلى أن \”تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية تعمل منذ فترة على أن يكون لها بعض القدرات لكي تصيب العراق بضرر\”.
ولم يستبعد البولاني أن تكون القاعدة تمتلك أسلحة كيميائية، مشيراً إلى أن على القوات الأمنية البحث عن أمكنة تصنيع هذه الأسلحة ومن يدعم صناعتها وبمن تستعين \”القاعدة\” بالصناعة.
ولفت البولاني إلى أنه دعا في أثناء تواجده بوزارة الداخلية إلى تشكيل مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب يتكوّن من جميع المؤسسات العراقية لمواجهة تحديات الإرهاب، مجددا دعوته إلى تشكيل هذا المجلس بغية تدارك أي حدث طارئ.
وكشفت وثيقة سرية مسربة للاستخبارات الأمريكية، أن مسلحين مرتبطين بتنظيم \”القاعدة\” في سورية امتلكوا وصنعوا غاز السارين السام بهدف تنفيذ هجمات كيمياوية، غير أن الوثيقة ألمحت إلى تورط \”القاعدة\” بالعراق في إنتاج ذلك الغاز.
وبيّنت الوثيقة، التي نشرها موقع WND الأمريكي، أمس الأول، أن تحقيقات أمريكية كشفت استنادا إلى مصادر عشائرية في العراق عن وجود 50 مؤشرا مشتركا يظهر قيام تنظيم \”القاعدة\” في العراق بتطوير غاز السارين لإرساله إلى المسلحين في سورية.
وقال سعد المطلبي، عضو مجلس محافظة بغداد، إن \”الحكومة العراقية ألقت القبض منذ مدّة على تنظيم يقوم بتصنيع (الكيماوي) في الموصل وتصديره خارج العراق\”، لافتاً إلى أن \”الحكومة قالت لجميع دول العالم عن هذه المواد وإمكانية استعمالها\”.
وأشار المطلبي، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إلى أن \”تصنيع (الكيمياوي) ليس بالأمر السهل وأن في العراق هناك 5 أشخاص قادرين على تصنيعه وتم إلقاء القبض عليهم\”، مبيناً أن \”هؤلاء من البعثيين الذين كانوا يعملون في التصنيع العسكري وتعاونوا مع القاعدة\”.
وفي حال تم استخدام سلاح كيميائي في العراق ومدى استعداد الحكومة لهكذا أمر أشار المطلبي إلى أن \”الحكومة لا تمتلك أي استعدادات لمجابهة أي هجوم كيمائي لأنه طارئ جديد\”.
وأعقب أن \”الاستعداد الوحيد لمواجهة (الكيماوي) هو شراء أقنعة واقية.. وفي حال تم شرائها الأقنعة سيقال أن الأقنعة فاسدة و(أخذوا عليها فلوس)\”.
وفي مطلع تموز المنصرم أعلنت وزارة الدفاع اعتقال \”مجموعة إرهابية\” كانت تخطط لـ\”قصف\” مواكب زوار الإمام الكاظم بـ\”الأسلحة الكيماوية\”، وأشارت إلى أن الإرهابيين حوّروا \”طائرات\” تستخدم كلعب للأطفال لتنفيذ عملية القصف، وأنهم كانوا يصدرون المواد الكيمياوية وغاز الأعصاب إلى دول الجوار وأوروبا.
لكن عبد السلام المالكي، النائب عن ائتلاف دولة القانون، كشف عن صفقة أعدتها وزارة الدفاع مع الولايات المتحدة الأميركية لاستجلاب 50 عجلة تكشف عن تواجد أماكن الأسلحة الكيمائية، وقادرة في نفس الوقت على إزالة آثار أي ضربة كيميائية في حال حصلت في العراق.
وقال المالكي، في حديث لـ\”العالم الجديد\”، إن \”هذه الأسلحة ستصل العراق في القريب العاجل\”، موضحاً أن \”الولايات المتحدة أعادت علاقاتها بشكل مميز مع العراق وهي تكثف جهودها وستلتزم بكل صفقات الأسلحة التي وقعتها مع الحكومة من أجل دعم القوات الدفاعية للعراق\”.
ولفت المالكي إلى أن \”زيارة رئيس الوزراء نهاية الشهر الحالي إلى واشنطن تأتي في هذا السياق\”.
وأكد النائب، وهو من أشد المدافعين عن سياسات رئيس الوزراء، وجود احتمالية كبيرة لاستهداف العراق من طرف تنظيم القاعدة بالأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى أن \”القاعدة تعمل على استعمال نفس الأسلحة التي تستعملها في سوريا داخل العراق\”.
وخلص إلى أن \”كل هذه الأمور تأتي بدعم من رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان وأنه عراب الخراب في الشرق الأوسط\”.