أى خبير في الشأن السياسي العراقي أن دعوات واشنطن للزعماء العراقيين لزيارتها تدخل في إطار \”طبخة\” تقوم بإعدادها من أجل العودة إلى العراق.
وفيما بين أن هذه الزيارات ستشهد ضغوطا موجهة من قبل الولايات المتحدة على جميع الزعماء العراقيين، أشار إلى أن جميع هذه التحركات ستصب في صالح المالكي ومسعاه لنيل ولاية ثالثة.
وفي الوقت الذي وصف نائب مقرب من المجلس الأعلى هذه الزيارات بـ\”بالاستجداء\” الخارجي، وجه ائتلاف دولة القانون انتقادا لاذعا استبق فيه زيارات (النجيفي، بارزاني، علاوي)، معتبرا أنه لو كانت هذه الزيارات لمنع تسليح الجيش العراقي فأنها \”خيانة\”.
وأخبر مصدر نيابي \”العالم الجديد\” أمس الثلاثاء، عن وجود دعوات من الولايات الامريكية لزعيم القائمة اياد علاوي، ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، مبينا ان هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة دعوات تقوم بها الولايات المتحدة.
وفي حديث مع \”العالم الجديد\” قال واثق الهاشمي، الخبير في الشؤون السياسية، إن \”أمريكا تعد لطبخة جديدة تجمع الجديد وتهيئ للانتخابات بمحاربة الإرهاب وتعد العراق لدور كبير في المنطقة في المشروع الروسي الأمريكي او ما يعرف بسايكس بيكو الجديد في المنطقة ودور العراق كاقتصاد كبير جدا وعليه ان يستمر في دور الوسيط مع إيران وكذلك سيكون للعراق دور كبير أيضا في جنيف 2 وجميع هذه الأدوار لا يمكن للعراق أن يقوم بهذا الأدوار في ظل صراع كبير جدا لذا هناك تحركات لحل جميع هذه المشاكل والتخلص من الإرهاب\”.
وبين الهاشمي أن \”دعوات زيارة المسؤولين الثلاث لواشنطن ليست وليدة اليوم، وان الدعوة وجهت لخمسة قيادات كبيرة لزيارة واشنطن\”، مستطردا \”الولايات المتحدة بعد ان تركت العراق لفترة طويلة تحاول العودة إلى العراق بشتى الطرق، من خلال لملمة الوضع العراقي فهناك دعم امريكي في محاربة الإرهاب وشحنات الأسلحة التي بدأت تصل العراق والمعلومات الاستخبارية والاتصالات شبه يومية بين نائب الرئيس الأميركي والمسؤولين العراقيين، ولقاءات مع قيادات سنية وشيعية وكردية\”.
وأعرب عن اعتقاده بأن \”هذه الزيارات ستكون عوامل ضاغطة للقاءات دون شروط مسبقة، وهذه الضغوط تشمل الجميع بما فيهم المالكي، وهناك تسريبات كثيرة من القيادة الأميركية ان المالكي اخذ بالتجاوب مع الشركاء\”.
وحول ما إذا كانت هذه التحركات ستصب في مصلحة المالكي وسعيه لدورة ثالثة، بين الهاشمي أن \”المالكي مهيأ لدورة ثالثة، حيث ان من يحدد رئيس الوزراء العراقي ليس الشارع العراقي فقط، ولا الكتل السياسية، لذا يجب ان يحظى رئيس الوزراء العراقي بدعم إيران والولايات المتحدة، والمالكي وفق المعطيات فأنه سيحظى بولاية ثالثة بتأييد امريكي – إيراني آخذين بنظر الاعتبار أن جميع الكتل غير قادرة على تحقيق الأغلبية السياسية، وستأخذ الحكومة المقبلة وقتا طويلا قبل أن تشكل\”.
بيد أن جواد البزوني النائب المستقل والقريب من المجلس الأعلى، رأى أنه \”عندما تتصاعد الأزمات بين الكتل السياسية تسعى كل كتلة لكسب ود الولايات المتحدة الأميركية، وكسبها إلى صفها لتحقيق بعض المكاسب من خلال الضغط على أطراف الصراع لتقديم بعض التنازلات\”.
وبين البزوني في حديث مع \”العالم الجديد\” أمس، أن \”هذا السعي هو نوع من الاستجداء من الخارجية\”، لافتا إلى أن \”كثير من الكتل تتمنى ان تحل المشاكل الداخلية دون اللجوء إلى الخارج، ولكن الوضع العراقي يبدو أنه لا يحل إلا بالاستعانة بدول خارجية كإيران وتركيا والسعودية والولايات المتحدة\”.
ويبدو أن هذه الدعوات تقلق ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الوزراء، حيث استبق أحد قياديه، قائلا إن \”القائمين بهذه الزيارة في حالوا طالبوا بعدهم تسليح الجيش العراقي فسيعتبرون (خونة)\”.
وقال علي العلاق، القيادي في ائتلاف دولة القانون، إنه \”اذا كانت تصب في نفس الاتجاه الذي تصب فيه تصريحات صالح المطلك بتوجيه نقد لاذع للحكومة العراقية والعمليات العسكرية ودعواه واتهامات للحكومة العراقية بالطائفية وعدم تسليح الجيش العراقي، فأن كانوا سيتحدثون بنفس الطريقة فسنقرأ عليهم السلام\”، في إشارة إلى الزعماء الثلاث.
وحول مقصد قوله بـ\”قراءة السلام عليهم\”، أوضح العلاق أن \”الشعب العراقي سيقرأ السلام على مستقبل الزعماء الثلاثة السياسي، لأن من يمنع تسليح الجيش العراقي بالأسلحة فهو خائن، وسيرفضه الشعب العراقي بأجمعه، لأن هذا الخطاب يدعو لتقسيم العراق والعراق باق وهم زائلون\”.