رغم ان النشاط الفني العراقي في فنلندا يعود لثمانينيات القرن الماضي حينما تمت استضافة عازف العود الشهير الراحل منير بشير، وقارئ المقام العراقي الراحل يوسف عمر، وعازفة البيانو العراقية الشهيرة “باتريس أوهانسيان، وقارئة المقام العراقي الفنانة فريدة وفرقتها الموسيقية، إلا أن تلك الحفلات كانت في فترات متباعدة جدا، مؤخرا وبعد ازدياد أعداد المهاجرين الذين وصلوا البلاد ضمن موجات الهجرة التي اجتاحت أوروبا عام 2015، أخذ النشاط الفني العراقي يتزايد في فنلندا.
وصول آلاف العراقيين في السنوات الاخيرة، وضع الجالية ضمن سقف يسمح لها بتنظيم الحفلات ودعوة كبار المغنيين العراقيين الى فنلندا، حيث تمت لحد الان دعوة: باسم العلي، صلاح حسن، نور الزين، ومحمد عبد الجبار. وعادة ما تنظم بعض الحفلات في مطاعم عراقية، أما الحفلات الأخرى فيتم تنظيمها في قاعات مخصصة لهذا النوع من النشاطات الفنية.
وفي هذا الصدد يتحدث إبراهيم العلواني وهو متعهد تنظيم حفلات عن تجربته في تنظيم الحفلات بالقول “في البدايات واجهتنا صعوبات عديدة، من بينها قلة الحضور، بسبب حداثة التجربة وعدم الاطلاع على مجريات الحفلة، لكن الظروف تغيرت لاحقا، خصوصا بعد ان تمكنا من كسب ثقة الزبائن، وساهمنا بإزالة الهواجس من عدم حصول أية إساءات للنساء والعائلات”.
ويوضح العلواني في حديثه لـ”العالم الجديد”، أن “الظروف الآن أفضل، ونقيم حفلتين كبيرتين في العام لمشاهير المطربين، كما نقوم بالتعاون مع الصديق والفنان احمد المازن بتنظيم أمسيات فنية أسبوعيا من اجل إضفاء جو من المرح يحبه الناس”، مضيفا “حاليا نعرف كيف نتعامل مع تنظيم الحفلات ونأخذ بعين الاعتبار الوضع المادي للشريحة التي نعمل من اجل كسب حضورها، فالتجارب اسكبتنا الكثير”.
أما نصير أبو صفاء، المتعهد الاخر بتنظيم الحفلات، فقد أكد من جهته بأن “الأوضاع في فنلندا لازالت غير مهيأة بشكل كاف لتنظيم حفلات كبيرة، إذ لا توجد فرق موسيقية كافية لاحياء الحفلات، ولا تتوفر قاعات مناسبة بالوقت المطلوب، أضف لذلك فان القاعات الفنلندية الممتازة مرتفعة الثمن، وتتضمن شروطا مكلفة، بينها فرض وجبة طعام بمبلغ مرتفع”.
عازفة البيانو العراقية الشهيرة “باتريس أوهانسيان
ونوّه الى أن “ما تقدمت الإشارة له وغيره، يعرقل نجاح حفلات كبيرة، لكن مع ذلك فان من يحب العمل سوف يساهم بزرع الثقة عند أبناء الجالية من حيث نجاح التنظيم، وتبدأ الأمور تستقر تدريجيا، ما يسهل على المتعهد إرساء ضوابط للتنظيم لكي يعرف الجميع ثقافة تنظيم الحفلات”.
نصير أبو صفاء الذي تربطه علاقة جيدة مع العديد من الفنانين، نوّه الى أن “الحفلات تنجح حاليا إذا كانت مناسبات كبيرة، والجمهور هنا يتفاعل أكثر مع الأسماء المعروفة التي اشتهرت في التسعينيات، لأنه لم يطلع على الجيل الجديد من المطربين”.
أحد مرتادي الحفلات “حسين…”، عبر عن سعادته بـ”هذا النوع من النشاط الفني”، لكنه أشار الى أن “الأمور بحاجة الى مزيد من التنظيم، وعلى الحضور عدم ازعاج المطرب بالتقاط الصور، ما يضيع فرصة الاستمتاع باجواء الحفلة”.
وفيما شكا من “عدم توفر قاعات مناسبة للحفلات الكبيرة”، لفت الى “أهمية العامل الايجابي لمثل هذه الحفلات هو زيادة الالفة والتفاعل بين ابناء البلد الواحد في بلاد الغربة بين فترة وأخرى”.