قابل رؤساء النقابات والاتحادات، تأسيس اللجنة العليا للتنسيق بين مجلس الوزراء والاتحادات والنقابات، بإيجابية كبيرة، مؤكدين أن هذه اللجنة ستحل مشاكلهم، المرتبطة بالوزارات والجهات التنفيذية، وبالتالي ستحل جميعها من خلال الاجتماعات المباشرة والدورية مع رئيس الحكومة، فيما عدوا تكليفهم كمستشارين بأنه خطوة نحو إبقاء رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على اطلاع بما يجري بشكل تام.
ويقول نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “النقابات والاتحادات ليس لديها مشاكل مع الحكومة، بل المشاكل مع ممثلي الحكومة من الوزراء والوزارات، ولهذا كان هناك اتفاق على تشكيل مجلس أعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة، وستكون هناك اجتماعات دورية لهذا المجلس من أجل حل المشاكل لدى النقابات والاتحادات، إضافة إلى تقديم المقترحات والحلول للكثير من المشاكل والأزمات بمختلف القطاعات”.
ويضيف جودي أن “تشكيل هذا المجلس سوف يحل الكثير من المشاكل والأزمات، خصوصا أن الأمر الذي يصدر عن رئيس الوزراء لا يمكن للوزير الامتناع عن تنفيذه تحت أي حجة وذريعة كانت، ولا يمكن للوزير أن يتفرد بالقرار كما يشاء كما كان يحدث سابقا”.
ويتابع أن “المجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة سيعمل على حل كافة المشاكل التي تعاني منها القواعد الشعبية لدى كافة النقابات والاتحادات وتقديم المشورة والمقترحات للجهات التنفيذية لما تملكه النقابات والاتحادات من خبرة كبيرة في مجالها، وهذا يقوي العمل الحكومي ويصحح أي مسار تنفيذي، ولهذا كانت الخطوة جيدة، وربما ستكون لها لمسات كبيرة خلال الفترة المقبلة”.
وكان السوداني، اجتمع يوم أمس السبت، مع رؤساء الاتحادات والنقابات، وأكد أنهم سيكونوا بمثابة مستشارين للحكومة في تطبيق منهاجها الوزاري، وأعلن عن الشروع بتأسيس اللجنة العليا للتنسيق بين مجلس الوزراء والاتحادات والنقابات.
يذكر أن أغلب النقابات والاتحادات تعاني من مشاكل عديدة، منها عدم تشريع القوانين الضامنة لحقوق الأعضاء مثل نقابة العمال، فضلا عن مشاكل تواجه المستحقات المالية مثل المزارعين، الذين يعانون بشكل مستمر من عدم صرف مستحقاتهم ويحصل فيها تأخير مستمر.
من جهته، يوضح نقيب المهندسين الزراعيين العراقيين صادق المحمداوي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “النقابات والاتحادات طالبت خلال السنوات السابقة من الحكومات الماضية بأن يكون هناك مجلس أعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة، حتى تطلع الجهات التنفيذية المتخصصة على أبرز المشاكل التي يعاني منها الكثير من القطاعات العراقية المختلفة، خصوصا أن هذه النقابات والاتحادات لديها مشاكل مع الحكومة، وهذا المجلس سيكون بابا لحل هذه المشاكل من خلال الاجتماع المباشر والدوري”.
ويشير المحمداوي إلى أن “المجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة، ستكون له اجتماعات دورية وكذلك لجان رئيسية ولجان فرعية، بهدف الوصول إلى حلول لكافة المشاكل والأزمات التي تعاني منها مختلف القطاعات، وكذلك مراقبة الجهات التنفيذية بشكل أفضل، وهذا يصب في مصلحة رئيس الوزراء نفسه لإيصال الصورة له كما هي لإيجاد الحلول المناسبة والسريعة”.
وينوه إلى أن “الاجتماع مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني كان إيجابيا، وهو عازم بشكل حقيقي على العمل بالمجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة، وهذه خطوة بالاتجاه الصحيح وخطوة كان يفترض العمل بها منذ فترات طويلة خلال الحكومات السابقة، حتى يكون رئيس الحكومة مطلعا بشكل حقيقي وواقعي على المشاكل التي تعاني منها القطاعات المهنية”.
وغالبا ما تصطدم النقابات والاتحادات بإجراءات الجهات التنفيذية، ومنها ما أثير العام الماضي حيث أقدمت وزارة الإعمار والإسكان على طلب إخلاء مسرح الرشيد العريق لكون أرضه تابعة لها، وقد أحدث القرار لغطا كبيرا استدعى تدخلا عاجلا من الحكومة السابقة للإبقاء عليه ومنع هدمه.
إلى ذلك، يبين رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق حيدر عبد الواحد العبادي خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “النقابات والاتحادات كانت لديها فكرة وهي جعل رؤساء هذه النقابات والاتحادات مستشارين لدى رئيس الوزراء، لكن من دون مقابل مالي، إلا أنه قبل طرح هذا الأمر، طرح السوداني فكرة تشكيل المجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة العراقية، ونحن رحبنا بهذا الأمر وأكدنا رفض أي تدخل حكومي بعمل النقابات والاتحادات”.
ويلفت العبادي، إلى أن “النقابات والاتحادات لديها الكثير من المشاكل، وأغلب تلك المشاكل هي مع الجهات التنفيذية الحكومية، وهذا المجلس سيعمل على حل كافة تلك المشاكل معها خلال الاجتماعات المباشرة والدورية، كما أن رئيس الوزراء خلال الاجتماع وجه بشكل فوري بحل بعض المشاكل التي قدمتها النقابات والاتحادات”.
ويضيف أن “المجلس الأعلى للتنسيق بين النقابات والاتحادات والحكومة العراقية يصب في صالح الحكومة، ولهذا هي جادة في تشكيل هذا المجلس، والسوداني خلال الاجتماع وجه الأمانة العامة لمجلس الوزراء باختيار سكرتير لهذه اللجنة لتباشر عملها قريبا، وهذه الخطوة نعتقد أنها سوف تحل الكثير من المشاكل التي تعاني منها النقابات والاتحادات، خصوصا أن بعض هذه المشاكل لم تجد أي حلول طيلة السنوات الماضية، بسبب وجود قطيعة بين النقابات والاتحادات والجهات التنفيذية”.
وفي العادة لا تأخذ الجهات التنفيذية بما تطرحه النقابات والاتحادات، وتبقى مطالباتها فقط إعلامية، على الرغم من أن كل نقابة أو اتحاد يضم آلاف الأعضاء من ذات المهنة أو الشريحة.