دائماً ما يظهر على الواجهة اسم “مخيم الهول السوري”، وهو المعسكر الذي يأوي عائلات داعش الإرهابي، حيث يعود المخيم بين حين وآخر ليتصدر المشهد السياسي وسط مخاوف من هروب الإرهابيين إلى داخل العمق العراقي.
ففي الوقت التي تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني إلى إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، للحد من الصدام المسلح بين الفصائل المسلحة والقوات الامريكية، كشفت جهات سياسية، اليوم السبت، عن استعداد قرابة 150 عائلة “داعشية” لمغادرة مخيم الهول باتجاه العراق.
ويسعى العراق لإغلاق مخيم الهول في سوريا الذي يؤوي عشرات الآلاف من زوجات وابناء مسلحي داعش، ويضم ايضا مناصرين للتنظيم الإرهابي، وذلك بهدف الحد من مخاطر التهديدات المسلحة عبر الحدود مع سوريا.
اذ قال النائب عن نينوى شيروان الدوبرداني الدوبرداني، إنه “من المتوقع نقل 150 عائلة من عائلات داعش خلال الايام القليلة المقبلة من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة في ناحية القيارة 60 كم جنوب الموصل”.
وأوضح أن “العائلات سيتم تدقيقها امنيا فور دخولها الى نينوى عبر منفذ ربيعة الحدودي وسيتم نقلها بحراسة مشددة الى مخيم الجدعة”.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أكد في20 من يناير كانون الثاني الماضي، أن هناك عدد من التنظيمات الإرهابية في سوريا لكن آلافاً من عناصر داعش في معسكر الهول والسجون القريبة من الحدود العراقية، وإذا أطلق سراحهم أو تمكنوا من الفرار فلا شك في أن كثيراً منهم سيعبرون الحدود العراقية ويعملون ضد أمن واستقرار البلاد.
وتتخوف الاوساط السياسية والامنية في العراق، من استخدام الدواعش في مخيم الهول من قبل امريكا كورقة لخلخلة الوضع الامني من جديد.
يشار إلى أن القيادي في الاطار التنسيقي عدي عبد الهادي أكد، 5 فبراير شباط الماضي، بان أمريكا تريد إعادة فتح ممر سري للهول السوري باتجاه العراق من خلال قصف غربي الانبار، حيث ان وجود الحشد الشعبي في هذه المنطقة بمثابة خطر على المخططات الامريكية، التي تريد نقل الارهابيين بشتى السبل وخلق ممرات سرية لتدفقهم”.
ويضم مخيم الهول الذي يخضع لحراسة مشددة وتشرف عليه قوات سوريا الديمقراطية، حوالي 48 ألف شخص بعد أن كانوا 73 ألف شخص، حيث ان غالبية نزلاء المخيم من نساء وأطفال داعش، مما يعزز المخاوف من ولادة جيل إرهابي جديد.
وكان الآلاف من عناصر داعش نقلوا إلى مخيم الهول، بعد أن هُزم في سوريا في آذار مارس 2019، وإنهاء سيطرته على مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والسورية.
وأثارت عودة هذه العوائل حفيظة الكثير من الجهات، حيث اعتبرتهم منتمين لتنظيم داعش، وأن إعادتهم تشكل خطرا كبيرا على العراق، وقال النائب محمد كريم في وقت سابق لـ”العالم الجديد”، إن “هذه القرارات التي تتخذ هي بتأثيرات خارجية لإعادة تدوير هذه القنابل القاتلة إلى داخل البلد، وهم يعلمون أن هؤلاء رضعوا الإجرام مع أمهاتهم وآبائهم الدواعش”.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول، إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث أسس من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية، ونزح إليه ما يزيد عن 15 ألف لاجئ عراقي وفلسطيني، هاجر الكثيرون منهم إلى مختلف أرجاء العالم بمساعدة الأمم المتحدة، خاصة بعد أحداث عام 1991 عندما استباح النظام العراقي السابق دولة الكويت، وقادت ضده الولايات المتحدة حربا عبر تحالف دولي.
وكانت “العالم الجديد”، قد نشرت تحقيقا حول مخيم الهول السوري، وكشفت فيه عن أعداد العراقيين والسوريين وأتباع الجنسيات الأخرى المتواجدين فيه.