صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

انتخاب عمار الحمداني رئيسا لمجلس محافظة بغداد خلفا للقيسي

تستمر الاتفاقات السياسية والحزبية بالهيمنة على مجلس محافظة بغداد، ففي الوقت الذي تنشغل فيه الأوساط السياسية والشعبية بقانونية إقالة عمار القيسي رئيس مجلس محافظة بغداد عن تحالف العزم بعد عام من توليه المنصب إثر مخالفات إدارية، صوت مجلس المحافظة، اليوم السبت، على انتخاب عمار الحمداني رئيساً للمجلس خلفاً للقيسي، وذلك بأغلبية أصوات الأعضاء.

وقال مراسل “العالم الجديد”، إن “مجلس بغداد عقد صباح اليوم، جلسته الاعتيادية للتصويت على رئيس جديد للمجلس خلفا للمقال عمار القيسي”.

وأضاف أن “42 عضوا من اصل 58 من أعضاء المجلس صوتوا لصالح انتخاب الحمداني رئيسا للمجلس عن حزب تقدم بزعامة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، رغم عدم البت بقانونية إقالة القيسي”.

وصوت مجلس محافظة بغداد، مساء أمس الأول الخميس، على إقالة رئيسه عمار القيسي، بـ40 صوتا من أصل 41 صوتا بعدم القناعة بأجوبة القيسي بعد استجواب غيابي، فيما حدد يوم السبت موعداً لانتخاب الرئيس الجديد.

وجاء الاستجواب على خلفية اتهام القيسي بتجاوز الصلاحيات الممنوحة له وفق النظام الداخلي، وفي أعقاب ذلك، ذكرت مصادر لوسائل إعلام محلية إن القوى السياسية اتفقت داخل مجلس محافظة بغداد على انتخاب عمار الحمداني عن كتلة تقدم رئيسا للمجلس خلفا للمقال عمار القيسي.

وفي اليوم نفسه، أعلن القيسي، توجهه للطعن بقرار إقالته من منصب رئيس مجلس المحافظة، معتبرا وراء قرار إقالته “دوافع سياسية معروفة تسعى لإقصاء الأصوات الوطنية والإصلاحية، في محاولة واضحة لإعادة إنتاج أساليب الهيمنة والتأثير على مسار العمل المهني في المحافظة، بعيدا عن مصلحة أبناء بغداد”.

وكان القيادي في حزب تقدم أنور العلواني، أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، أن “ما حصل في مجلس محافظ بغداد وإقالة رئيسه عمار القيسي، بمثابة إعادة الحق لحزب تقدم واستحقاقه للمنصب منذ بداية تشكيله”، مبينا أن “منصب رئيس المجلس من استحقاق حزب تقدم حصرا ولكن اتفاقات حصلت حينها سلبت المنصب منه وأن القيسي هو مرشح تحالف العزم واخذ المنصب عنوة منذ البداية، ولذلك فالإقالة طبيعية لوجود خروقات في عمله غير الجدي والمترهل، إضافة لوجود عراقيل كثيرة في عمل المجلس”.

الجدير بالذكر أن مجلس محافظة بغداد، انتخب في 5 شباط فبراير 2024، عمار القيسي من (تحالف العزم) رئيساً للمجلس، بـ39 صوتاً، ومحمد جاسم نائباً للرئيس، خلال جلسته الأولى.

ويعد الكثيرون مجالس المحافظات “بابا من أبواب الفساد”، و”حلقة زائدة”، كما عبرت الكثير من الاحتجاجات التي انطلقت في بغداد والمحافظات في الأعوام السابقة.

ولطالما كان مجلس بغداد الجديد رغم مرور على تشكيله، يعاني من صراعات على المناصب والامتيازات.

وكانت “العالم الجديد” كشفت في 29 تشرين الأول أكتوبر 2024،  على وثيقة صادرة من مكتب رئيس مجلس محافظة بغداد عمار القيسي، تفيد بحصول بموافقته على إيفاد أعضاء المجلس إلى فيينا في النمسا وجنيف في سويسرا وأمستردام في هولندا، وشرم الشيخ في مصر، ودبي في الإمارات، لغرض “تنمية المهارات المطلوبة في العمل”.

ومنذ تشكيل حكومته المحلية في شباط فبراير 2024، ما زال مجلس محافظة بغداد عمله، يثير الكثير من الشبهات حول ممارسته، كان آخرها في أيلول سبتمبر 2024، حيث كشفت “العالم الجديد”، النقاب عن وثائق تثبت قيام رئيس مجلس محافظة بغداد بالسعي لمنح عائلته المكونة من زوجته “ربة البيت” وأبنائه الطلاب، جوازات سفر دبلوماسية.

يذكر أن “العالم الجديد”، فجرت في آيار مايو 2024، فضيحة كبيرة، تمثلت بسعي مجلس محافظة بغداد الجديد للحصول على قطع أراض “مميزة” داخل العاصمة، والتي تراجع عنها المجلس بسبب ضغط الرأي العام، فضلا عن نشر الصحيفة مقطع فيديو لقيام المجلس بتغيير جميع الأثاث في مكاتب أعضاء المجلس، على الرغم من صلاحية الأثاث القديم وعدم تلفه.

إقرأ أيضا