1
تلحق هورمونات البلوغ ضرراً فادحاً بذرّيتنا، وتشعرها بالاهانة
في انتظامها لممارسة العادة السرّية. الانفعال والخصومة للمحرّم يعيقان القفزة الجنسية ويخرجان الشاب والشابّة عن طورهما، ولا يسعنا في محاكاتهما لأنفسنا أن نفصل الفن عن الشُعل الكاملة للغريزة. كلا الجنسين يتعاطفان فيزيقياً في سنوات محنتهما تحت الفرن الحامي للرغبة، والفعل المماثل لكليهما ينتج عنه تدمير الشهامة في المستقبل. تخفي الطبيعة مشاقاً كثيرة عن المراهقين، لكنّها تمكّنهم من تنحيتهم للأعباء في قذفهم المتكرّر للحجارة على فضيلة القناعة.
2
يعانون من شظف عيشهم بين حقول أرضهم التي تفيض عسلاً
وزيتاً، ويندبون حظوظهم في سرقة أسيادهم لخبزهم وعافيتهم.
والأكثر جموحاً في تذمّره، يشارك الموتى صمتهم وأمالتهم ندى
الفطائس على ليلهم. سطوات فظيعة يجترحها السادة الطغام
ويدخلون الروع على الشعوب المتدلية في هاوية بؤسها، والدين
لا يراعي في تحالفه مع السلطة، البشرية الفقيرة وهي تموت في
ذروة صلاتها الى الآلهة. أثرياء نهب يدفعون احساسنا الى عدم
اللحاق بالوفرة التي تمنحها الشجرة للجائع والمتشظّي في ظلمة
نهاره. تعداد دائم للكوارث نقوم فيه في كلّ حينٍ، وأسيادنا الذين
جاءوا من زمن السفاح، يضاعفون علينا مصائبهم البلاغية،
وينمّقون قرابتهم الى الله.
3
ميتة معاكسة لما أردناه، ذهبت بالزمن الذي انتصب بأنقاضه فوق جسور حلمنا بأرض أكثر شغفاً بالوئام، لكنّ الذين فوّضناهم السهر على صوامع غلالنا وأمننا الشخصي، هيّجوا الفتن القديمة وهيمنوا على الغنائم التي نسيها أسلافنا في تصدّعاتهم وهم يتقاتلون فيما بينهم في كلّ عصر وواقعة. انتشار الشائعة في ظهيرة المتحفّزين.
إلحاق الأذى ورمي السهام على أكواخ العبادة. خلط الإيمان بخراء السياسة. فجائع متتالية في زمننا الأعمى وتفلت من كلّ التعازيم.