أنجز فنان عراقي لوحة عملاقة على أرض الأهوار الجافة عبارة مكونة من كلمتين: “أنقذوا الأهوار” يمكن رؤيتها من ارتفاع شاهق، بهدف مناشدة الجهات المعنية في الداخل والخارج لإنقاذ الأهوار من خطر الزوال.
وقال الفنان باسم المهدي في حديث لـ”العالم الجديد”، إن “اللوحة يراد منها تسليط الضوء على قضية جفاف الأهوار والسعي لإعادة المياه إليها”، مبينا أنها “كتبت بالخط الكوفي ويبلغ قياسها 40x50 مترا بمساحة 2000 متر مربع”.
وأضاف المهدي، أن “اللوحة معمولة من مادة القصب (حصير) أو كما تسمى عند سكان الأهوار (البارية) على أرض أهوار مدينة الجبايش التي أجهز عليها الجفاف”، مشيرا إلى أن “العمل أنجز بتمويل شخصي مني، ومن دون مساعدة أي جهة مستقلة أو حكومية”.
وأوضح أن “التخطيط للوحة استمر نحو 30 يوما، فيما بدأ التنفيذ منذ الساعة 5 من صباح الإثنين، وانتهى في عصر اليوم ذاته”، مشيرا إلى أن “تصميم اللوحة على شكل مضيف من تراث هذه المنطقة، وقد صنعت فرجالا خاصا لتنفيذ الأقواس بطول 17 مترا”.
ولفت إلى أن “حجم الدمار الذي شاهدته خلال سفرتي الأخيرة إلى الأهوار جعلني أفكر جديا بالمساهمة بشيء كبير يناسب حجم المأساة التي تمر بها المنطقة، وكمواطن أشعر بالألم لأن جزءا من بلدي يموت أمامي ولأن أهل المنطقة يواجهون التشرد”.
وتابع المهدي أن “اختياري للعمل الفني غايته إيصال هذه الصرخة لأن ذلك من ضمن اختصاصي وهذا ما أجيده”، موضحا أن “الخط الكوفي المربع يتمتع بحروف سميكة ومتراصفة، وهذا ما جعلني أختاره لإنجاز اللوحة”.
وأشار إلى أن “شكل اللوحة مستوحى من بوابة المضايف في هذه المنطقة، وأعتقد أنه يعزز إيصال هذه الرسالة”، مضيفا أن “الاختيار وقع على القصب لإتمام هذا العمل لتوافره أولا، فضلا عن أنه النبات الأشهر في الأهوار، كما أن بالإمكان تطويعه لشغل مساحة اللوحة وزواياها”.
يذكر أن الأهوار تعاني منذ أشهر جفافا حادا أدى إلى انحسار المياه بشكل كبير وانخفاض نسبة الإغمار فيها إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفع متخصصين في شؤون المياه والبيئة إلى التحذير من اختفاء هذه المسطحات المائية الضاربة في عمق التاريخ.
فيما كشفت مديرية الزراعة بمحافظة ذي قار أمس، عن نزوح نحو 1200 عائلة من مناطق أهوار ومناطق زراعية في محافظة ذي قار في جنوب العراق على مدى ستة أشهر، بسبب الجفاف ونقص المياه.
يشار إلى أن “العالم الجديد” سلطت الضوء، على واقع الأهوار في البصرة وذي قار وواسط، عبر سلسلة تقارير، كشفت عن الآثار الكارثية التي تعرضت لها الأهوار، ففي البصرة لم يتبق سوى 25 بالمائة منها مغمورة بالمياه، وذات الشيء في المحافظات الأخرى التي شهدت جفاف أكثر من 70 بالمائة من هذه المسطحات المائية النادرة، فضلا عن تدمير قطاع تربية الجاموس.