بعد المخاض العسير الذي مرت به العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، خلال الفترة الماضية ، إلا أن هناك انفراجة باتت تلوح في الأفق لاسيما في حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني.
القبض على المتورطين بقصف السفارة الأمريكية في بغداد والاتفاقيات بين البنك المركزي العراقي والفيدرالي الأمريكي بشأن شحنات النقد لعملة الدولار كانت الأبرز في تصريحات الخارجية الأمريكية اليوم.
إذ تقول نائب وزير الخارجية الأمريكي فكتوريا نولاند في حديث لوسائل إعلام، اليوم الأربعاء، وتابعته “العالم الجديد”، “التقيت اليوم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وكان اللقاء جيداً وبناءً وقدمنا شكرنا للحكومة العراقية بعد القبض على متورطين بقصف السفارة الأميركية ونحن نعتبر قصف السفارة والقواعد غير مقبول”.
وتضيف أن “الانتخابات جرت بشكل سلس وآمن ونحن سعيدون بذلك ومعجبون باندفاع العراقيين نحو انتخاب ممثليهم في المحافظات وهذا يعزز ثقتنا وثقة المجتمع الدولي بالديمقراطية العراقية”.
وتتابع: “إجراء الانتخابات في كركوك أمر مهم للغاية بعد انقطاع طويل ونحن نثني على دور القوات العراقية في تأمين الأجواء الانتخابية”.
وتبين أن “شراكتنا الأمنية في العراق مستمرة ونحن نقدم خدمات تدريبية واستشارية بطلب من الحكومة، وهذه الشراكة مكنتنا من مواجهة التحديات، ونحن فرحون بأن مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكيين مررا قانون الدفاع الوطني وهذا يسمح لنا الاستمرار بدعم شركائنا الأمنيين في كل أنحاء العالم بما فيه العراق ونحن داعمون للقوات العراقية ومع البيشمركة”.
وتوضح: “نحن نقوم بعمل مركز مع البنك المركزي العراقي لرفع مستوى البنوك العراقية، ولا يوجد أي تخفيض في شحنات الدولار المرسلة للعراق”.
وكان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، أعلن في 14 من كانون الأول ديسمبر الحالي، القبض على مستهدفي السفارة الأمريكية”، مبينا ان بعضهم يرتبط بالأجهزة الأمنية.
يذكر أنه جرى في 7 كانون الأول ديسمبر الحالي، استهداف السفارة الأمريكية بـ10 قذائف هاون، 8 منها استهدفت مقر جهاز الأمن الوطني، ، فيما سقطت قذيفتان عند مقتربات محيط السفارة الأميركية، بسبب الإحداثيات الخاطئة.
وكان السوداني، وجه في حينها بملاحقة مرتكبي اعتداء إطلاق المقذوفات باتجاه السفارة الأمريكية، وتقديمهم للعدالة، وقال السوداني إن التلاعب باستقرار العراق، والإساءة للأمن الداخلي، ومحاولة التعريض بسمعة العراق السياسية، واستهداف أماكن آمنة محمية بقوة القانون والأعراف والاتفاقيات الدولية، هي “أعمال إرهابية”.
وأعلن البنك المركزي، في 14 كانون الأول ديسمبر الحالي، اتفاقه مع وفد أمريكي على تلبية احتياجات البنك من شحنات النقد لعملة الدولار للعام المقبل، وذكر البنك، أن وفداً منه أنهى اجتماعاته مع وفد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة الأمريكية في دبي، ما أثمر عن جملة من الاتفاقات تتعلق بدعم سياسات البنك المركزي في توجهه لدعم المصارف العراقية في تأسيس علاقات مع المصارف المراسلة والانتقال التدريجي لعمليات تعزيز الرصيد المسبق لحسابات هذه المصارف.
وكان مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك أكد في أيلول سبتمبر الماضي، دعم بلاده لإنجاح خطوات الإصلاح التي تنتهجها حكومة السوداني، واستمرار الولايات المتحدة في تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية في قتالها ضد داعش، مجدداً التزام الإدارة الأمريكية باتفاقية الإطار الاستراتيجي، ودعم الإصلاحات التي تضطلع بها الحكومة، في المجالات الاقتصادية وإعمار البنى التحتية ومكافحة الفساد.