صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد الأمطار والفيضانات.. العراق يعتزم إنشاء أكثر من 36 سداً لحصاد المياه

في الوقت الذي يشهد فيه العراق مصيرا كارثيا جراء شح المياه التي تراجعت كمياته إلى مستوى ينذر باحتمال فقدان مياه الشرب، جاءت مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية لتنعكس بشكل إيجابي على الواقع المائي للبلاد.

فبعد اعلان العراق ارتفاع الخزين المائي وتأمين المياه لتغذية مناطق الأهوار، فضلا عن سد حاجة البلاد خلال موسم الصيف المقبل، اعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الأحد، تحديد مواقع لإنشاء أكثر من 36 سداً لحصاد المياه في عموم البلاد.

ويوفر العراق نسبة 70 بالمئة إيراداته المائية من خارج الحدود، حيث تسعى الحكومة إلى التنسيق مع دول أعالي الأنهار بشأن الإيرادات.

اذ قال مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في الوزارة، علي راضي، إن “العراق لا يحتاج إلى سدود خزنية كبيرة، وما يحصل أن منظومة الخزن تعاني أصلاً من فراغ خزني كبير، وفي النتيجة لا نحتاج إلى سدود خزنية كبيرة في العراق بقدر ما نحتاج إلى سدود صغيرة لحصاد المياه”، مبيناً أن “الوزارة الحالية وبدعم حكومي كبير جداً ومتابعة بشكل مكثف من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أولت اهتماماً كبيراً جداً بشأن التوسع بإنشاء سدود حصاد المياه”.

وأضاف راضي، أن “الوزارة لديها حالياً إحصائية بحدود أكثر من 36 سداً تم تحديد مواقعها، قسم منها تم إنجاز مخططاتها وتصاميمها، والآن في طور المراحل النهائية لإدراجها بالتنسيق مع وزارة التخطيط”، مشيراً إلى أنه “تم تكليف إحدى الشركات الحكومية التابعة لوزارة الموارد المائية بتنفيذ أحد هذه السدود، وخلال الأيام المقبلة ستباشر تنفيذها، والقسم الآخر في طور التحريات”.

وتابع أن “سدود حصاد المياه تحتاج إلى إجراء أعمال وتحريات مساحية وتحريات تربة وكذلك مجموعة من الأمور منها اختيار الموقع الأمثل، وبالنتيجة تحتاج أيضاً إلى تصاميم، وهذه تحتاج إلى أعمال ميدانية”، مؤكداً أن “فرق الهيئة منتشرة في عموم محافظات العراق لإجراء هذه المسوحات والتحريات من أجل إنجازها تباعاً”.

ولفت إلى أنه “خلال هذه السنة ستكون المباشرة بجزء من هذه السدود واستكمال التصاميم للجزء الآخر وكذلك الاستمرار في إنجاز هذه المشاريع”، مؤكداً “الاهتمام الحكومي الكبير في موضوع سدود حصاد المياه لأهميتها في تغذية المياه الجوفية في استيطان المناطق واستقرارها وتوفير المياه للمزروعات وسقي الحيوانات إضافة إلى السيطرة والإحكام على كل قطرة ماء ممكن الاستفادة منها من قبل الوزارة بهذا الاتجاه خدمةً للبلد”.

وأعلنت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، في 16 فبراير شباط الجاري، عن امتلاء ستة وديان بمياه السيول في محافظة ديالى وتحديداً بالمناطق الحدودية شرقاً مع إيران.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء، في 17 فبراير شباط الجاري، تشكيل غرفة عمليات لاستيعاب موجة السيول القادمة من المناطق الشمالية لتعزيز الرصيد المائي.

ويشتكي العراق منذ سنوات من السياسات المائية غير العادلة التي تنتهجها تركيا، عبر بناء العديد من السدود على نهر دجلة ما تسبب بتراجع حصصه المائية، وأيضاً إيران، من خلال تحريف مسار أكثر من 30 نهراً داخل أراضيها للحيلولة دون وصولها إلى الأراضي العراقية، بالإضافة إلى ذلك، فاقمت مشكلة الجفاف وقلة الأمطار خلال السنوات الأربع الأخيرة من أوضاع البلاد البيئية والزراعية.

وانخفض الحجم الإجمالي للمياه الواردة من دجلة والفرات بشكل ملحوظ من 93.47 مليار متر مكعب في عام 2019 إلى 49.59 مليار متر مكعب في عام 2020، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تصرفات دول المنبع.

وأعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في 17 كانون الثاني يناير الماضي، موافقة العراق على الانضمام إلى تحالف سيشكل لضمان حماية مصادر المياه.

يذكر أنه في ديسمبر كانون الأول 2023، أعلن الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، أن العراق يواجه أزمة مياه خطيرة بسبب تغير المناخ، وجفاف الأراضي الرطبة المدرجة على قائمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي.

إقرأ أيضا