صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد السيستاني.. بابا الفاتيكان يلتقي بزعيم ديانة ثانية في العراق.. فماذا سيبحثان؟

كشف رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ستار جبار الحلو، اليوم الاثنين، عن لقاء سيجمعه مع بابا الفاتيكان فرنسيس خلال زيارته للعراق، وفيما بين انه سيطرح مشاكل الطائفة وما تعانية من اضطهاد خلال اللقاء، أكد إجراء صلاة موحدة لابناء الديانات الابراهيمية بمشاركة البابا في مدينة أور بذي قار.

كشف رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ستار جبار الحلو، اليوم الاثنين، عن لقاء سيجمعه مع بابا الفاتيكان فرنسيس خلال زيارته للعراق، وفيما بين انه سيطرح مشاكل الطائفة وما تعانية من اضطهاد خلال اللقاء، أكد إجراء صلاة موحدة لابناء الديانات الابراهيمية بمشاركة البابا في مدينة أور بذي قار.

وقال الحلو في حديث لـ”العالم الجديد” إن “البابا فرنسيس، هو شخصية عالمية، وله تأثير في كافة انحاء العالم، وتعتبر زيارته للعراق مهمة، خاصة في الوضع الحرج الذي يمر بله البلد حاليا”.

واضاف أن “الجميع يعول على هذه الزيارة، من سياسيين ومكونات الشعب، فالجميع عانى ما عانى طيلة السنوات الماضية”، مبينا ان “ما تعرض له ابناء الصابئة من اضطهاد وغمط حقوق وعدم استجابة لمطاليبنا، من جميع المسؤولين الذين قابلناهم من اعلى مستوى لادناها، يجلعنا نشعر بحزن كبير، فابن بلدك لم يستجب لمطلبك، فهل تعتقد ان الاخر سيكون له تأثير؟”.

وبين “هذا ما سنعرضه على البابا، وقد طلبنا من الاخوة المسيحيين، ان يكون لنا لقاء منفردا مع البابا لعدة دقائق، لطرح همومنا ومشاكلنا ونطالبه بحلول، ونتمنى ان تكون هناك استجابة”، موضحا “ولقد وصلتنا دعوة من الاخوة المسيحيين للقاء البابا والمشاركة في الصلاة المشتركة للاديان التي ستجرى في مدينة اور، مدينة أبونا نبي الله ابراهيم”.

ونوه الى انه “كما وصلتنا دعوة من رئاسة الجمهورية، لحضور الاستقبال الرسمي في القصر الرئاسي، ونشكر هذه الاستجابة والدعوة والاهتمام بنا كمكون ديني كبير وعريق في العراق”.

ويشير الى ان “البابا هو للكل، ولبس للمكون المسيحي فقط، وهذا ما لاحظناه في كل تصريحاته، التي تدل على انه أب وراعي للجميع، لذا نتأمل ان يضع الدواء على ارجح، ولطالما نزف العراقيون بسبب السياسيات الخاطئة منذ عام 2003، لذلك نتمنى ان تكون هذه الزيارة صحوة للسياسيين حتى يلتفتوا الى الشعب والبلد المنكوب”.

ومن المفترض ان يصل بابا الفاتيكان فرنسيس يوم 5 اذار مارس المقبل الى العراق، وبحسب جدول يارته المعلن على موقعه الرسمي ونشرته “العالم الجديد” سابقا، فانه يتضمن وصوله الى القصر الجمهورية في استقبال رسمي يحضره رئيس الجمهورية (برهم صالح)، وكبار المسؤولين في الدولة، ومن اجتماعه بأساقفة وكهنة وعلماء الكاتدرائية السريانية الكاثوليكية (سيدة النجاة) في بغداد، ومن ثم يغادر بغداد بالطائرة، في اليوم التالي (6 اذار مارس المقبل)، متجهاً الى النجف، للقاء المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، ثم يغادر بالطائرة إلى الناصرية مركز محافظة ذي قار، لرعاية مؤتمر بين الأديان في مدينة أور (مسقط رأس النبي إبراهيم).

 وفي كانون الاول ديسمبر 2013، زار وفد من مؤسسة الحجيج العالمية التابعة للفاتيكان مكون من 30 شخصية دينية ورسمية، مدينة أور الأثرية في ذي قار، لأداء طقوس الحج لبيت النبي إبراهيم الخليل.

وفي عام 2004 انطلقت “مبادرة مسار الحج الإبراهيمي”، بدعم من مشروع التفاوض الدولي في كلية الحقوق في جامعة هارفارد، وبمشاركة عالمية لباحثين ورجال دين وأعمال واجتماع وخبراء في السياحية البيئية وآخرين، وكان المسار المقترح آنذاك، يمر في سوريا (بمحاذاة نهر الفرات وحلب ودمشق) والأردن وفلسطين، حيث يصل الى القدس، وينتهي في مقام النبي إبراهيم في مدينة الخليل، دون المرور بالعراق وتركيا.

والمسار الإبراهيمي، هو الطريق الطويل الذي قطعه إبراهيم الخليل، بعد أن سمع نداء ربه فانطلق عابرا عدة بلدان لينشر رسالته بين البشر، وهناك اختلاف ديني في الروايات حول هذا المسار، الذي يمر بدول عدة.

وتعد ديانة الصابئة المندائيين، من الديانات العراقية القديمة التي انبثقت من بلاد الرافدين، حيث يعد جنوب العراق موطنها الأصلي منذ الاف السنين، وبالإضافة الى العربية، يتحدث ابناء الطائفة اللغة الارامية القديمة.

وواجه ابناء الطائفة المنداية في العراق بعد 2003، الكثير من التحديات التي هددت بقاءهم كأحد ابرز الأقليات الدينية في بلاد الرافدين، ابرزها القتل والسلب، لكونهم يعملون في صياغة الذهب، ما عرضهم الى السرقة والاختطاف بشكل مستمر، وهذا الامر أدى الى هجرة جماعية باتجاه الغرب.

وفي تسعينيات القرن الماضي، تمت ترجمة الكتاب المقدس للديانة من قبل رجال دين، وتحت إشراف الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، الذي أشرف على لغة الكتاب العربية بعد ترجمته.

إقرأ أيضا