صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

بعد الطاقة الشمسية.. واسط تستثمر الرياح لإنتاج الكهرباء

تتجه الحكومة العراقية إلى استثمار كل مصدر متوفر لإنتاج الطاقة الكهربائية، بعد عدم حسم عشرات المليارات من الدولارات التي صرفت خلال الـ20 عاما للملف المؤرق، وبعدما تم طرح استخدام الطاقة الشمسية في هذا المجال، تأتي الرياح أيضاً كخيار آخر، غير أن متخصصين يرون أن أطرافاً داخلية وإقليمية ودولية لم تسمح بتخلص البلاد من أزمة الكهرباء.

ويقول مدير عام هيئة استثمار واسط ضرغام العوادي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، إن “الهيئة أنجزت وبشكل كامل إجراءات تخصيص أراض في ناحية شيخ سعد كمحطات لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح، وما يميز هذه الأراضي أنها خالية من التعارض مع مشاريع الطرق الحالية والمستقبلية، ولا تحتوي على مناطق محرمة كالآثار والآبار النفطية، ما يجعلها فرصة استثمارية جاهزة للتنفيذ”.

ويضيف أن “آلية تسويق الطاقة الكهربائية المنتجة من هذه المحطة سيرفد المنظومة الوطنية بالطاقة، كما أنها تتميز بانخفاض كلفة الإنتاج، مقارنة بباقي وسائل إنتاج الكهرباء”.

يشار إلى أنه تم اختيار ناحية شيخ سعد شرقي محافظة واسط، كواحدة من أفضل ثلاثة مواقع في العراق مرشحة لتكون محطة رياح لإنتاج الكهرباء، كما تم ترشيح 11 ألف دونم في الناحية لإعلانها كفرص استثمارية لإنشاء هذه المحطات.

من جانبه، يوضح مستشار محافظ واسط لشؤون الطاقة عمار الطباطبائي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “هناك 6 وحدات توليدية في محطة واسط الحرارية تنتج الطاقة الكهربائية عبر الغاز، وطاقتها الإنتاجية ثلاثة آلاف ميغاواط، حصة المحافظة منها في موسم الذروة 400 ميغاواط”.

ويلفت إلى أن “الحصة المخصصة لواسط لا تتناسب مطلقاً مع الزيادة السكانية والتوسع العمراني في المحافظة، حيث تحتاج واسط في موسم الذروة إلى ما لا يقل عن 800 ميغاواط، ونحن نتسلم 400 ميغاواط وبشكل متقطع”، مشيراً إلى “عدم تحقق الوعود التي تطلقها الحكومات المتعاقبة باستثناء المحافظة بحصة متميزة ، كونها منتجة للطاقة”.

وكانت الهيئة الوطنية للاستثمار قد أعلنت في آذار مارس 2019 عن رغبة اتحاد “أليانس” الذي يتكون من 66 شركة أوروبية بالاستثمار في إنتاج الطاقة المتجددة في محافظة البصرة، ويهدف هذا المشروع إلى استثمار قرابة 1.5 مليار دولار لتطوير مزارع طواحين هواء لتوليد الكهرباء في المحافظة مما يسهم في تنويع مزيج الطاقة بالبلاد.

إلى ذلك، ينبه الأكاديمي في جامعة واسط عباس شمران، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن إنشاء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح، مشروع لا يقتصر على تجهيز المواطنين بالطاقة فحسب، بل أنه يسهم أيضاً بتقليل مصادر تلوث الهواء”.

ويبين أن “محطة الزبيدية الحرارية أسهمت وبشكل كبير في زيادة مستوى التلوث بنهر دجلة بسبب المخلفات السائلة التي يجري التخلص منها عبر النهر بشكل مباشر، ما يتطلب إنشاء محطة لمعالجة هذه المياه”.

ويتابع “بإمكان كل من يمر بالمحطة أن يشاهد الغيمة السوداء التي تغطيها بسبب الانبعاثات الغازية المصاحبة لإنتاج الطاقة”.

وكانت الهيئة العراقية للسيطرة على المصادر المشعة، قد كشفت أيار مايو 2022 عن مشروع سيتم تركيزه بمحافظة واسط التي تتمتع بموارد طبيعية وبشرية جيدة للغاية تؤهلها لأن تكون أولى محافظات البلاد في استثمارات الطاقة البديلة النظيفة.

وسبق لموقع “بوابة الطاقة” الأوروبي، أن ذكر في تقرير له في آب أغسطس 2023 أن لدى العراق إمكانيات غير مستغلة لطاقة الرياح بإمكانها أن تخلق ثورة في سوق الطاقة من خلال توليد أكثر من 5 آلاف ميغاواط، وهو ما من شأنه أن يحد بشكل كبير من اعتماد العراق على الوقود الأحفوري.

فيما يرى المواطن حسين النعيمي، خلال حديث لـ”العالم الجديد”، أن “مصادر إنتاج الكهرباء سواء كانت غازية أم هوائية أو حتى نووية لا تشكل فرقاً لدى المواطن الواسطي، فهو ينظر إلى حل مشكلة الطاقة الكهربائية في العراق بشكل جذري ضرب من الخيال، وحلم من الأحلام”.

ويشير إلى أن “هناك شبكة من المستفيدين من مشاكل الطاقة الكهربائية، توازي في حجمها شبكة الطاقة نفسها، هذه الشبكة تضم أطرافاً محلية وإقليمية وحتى دولية، لا تتحقق مصالحهم في إذا تم حلّ المشكلة بشكل جذري”.

وأبدت العديد من المنظمات الدولية والمستثمرين الأجانب اهتماما بقطاع طاقة الرياح في العراق، حيث قدم البنك الدولي المساعدة التقنية للحكومة العراقية بهدف تطوير إستراتيجيتها المتعلقة بالطاقة المتجددة، في حين أن الشركات الأجنبية أظهرت اهتمامها بالاستثمار في قطاع طاقة الرياح، مما يشير إلى تنامي الثقة في قدرات هذه الطاقة في العراق.

 وفي نيسان أبريل 2010 أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا عن إنجاز نصب أول توربين لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح في منطقة الجادرية ببغداد بطاقة 20 كيلوواط، وهو الأول من 20 توربيناً مماثلاً جرى نصبها من قبل فرق عمل الوزارة.

إقرأ أيضا