يوم واحد يفصلنا عن دخول قرار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتغيير ساعات الدوام الرسمي في الوزارات ومؤسسات الدولة حيز التنفيذ، للحد من الزحامات المرورية، رغم الانتقادات الحادة التي طالت القرار لما له انعكاسات سلبية على الشارع.
ومع طوابير العجلات المتوقفة الذي يتكرر يوميا وامتعاض المواطنين، كشفت وزارة النقل، اليوم السبت، عن خطط جديدة لتفعيل مشروع التكسي النهري في بغداد والمحافظات، كذلك فتح خطوط بمناطق الزخم السكاني.
ويمثل الازدحام المروري معضلة حقيقية بالنسبة إلى أهالي بغداد، وهو أمر مستمر منذ سنوات، حتى بعد اتخاذ إجراءات ميدانية لفتح شوارع حيوية عدة ظلّت مغلقة منذ عام 2003 بسبب “دواعٍ أمنية.
إذ قال المتحدث باسم الوزارة ميثم الصافي، إن” إحدى مهام الشركة العامة لدائرة النقل الخاص هي توفير شروط السلامة والامان للعجلات التي تنقل المواطنين، ويتم تدقيق ذلك من خلال المرائب والخطوط المسجلة لدى الشركة”، مبينا أن”هنالك ضوابط وتعليمات لأصحاب العجلات بأن تكون صالحة لنقل للمواطنين بشكل عام”.
وأضاف، أن “الوزارة لديها خطط بتوفير باصات لكافة المؤسسات الحكومية، وفتح خطوط نقل في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كمدينتي الصدر والشعلة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وبشأن تفعيل ملف التكسي النهري أشار الصافي الى أن” الشركة العامة للنقل البحري وبالتنسيق مع مكتب رئيس مجلس الوزراء وضعت خطة جديدة لتفعيل النقل النهري، كواحد من وسائط النقل الجماهيري ولتقليل الزخم المروري الحاصل في العاصمة ؛ إذ تم عقد عدد من الاجتماعات في مكتب رئيس الوزراء وممثلين عن وزارة الموارد المائية لتحديد عدد من المواقع على ضفتي نهر دجلة ولتكون محطات أخرى للنقل النهري، وهناك تصاميم خاصة بهذه المواقع من قبل مهندسين مختصين وبانتظار المصادقات عليها”، لافتا الى انه” سيكون هنالك تفعيل لعملية النقل النهري من شمال بغداد الى الجنوب وبالعكس بواسطة زوارق حديثة وطواقم بحرية مدربة”.
وأكد أن” خطوط التكسي النهري تعمل في محافظة البصرة وبابل والكوفة في النجف الأشرف وهناك خطة لتشغيل المشروع في صلاح الدين ونينوى”، مبينا أن” كافة الزوارق تتمتع بشروط والسلامة والأمن، فضلا عن وجود كواد رمدربة للنقل البحري ضمن المواصفات العالمية”.
وكان مجلس الوزراء أصدر، في 26 آذار مارس الماضي، جملة من القرارات منها اعتماد توقيتات بدء وانتهاء ساعات الدوام الرسمي في مقر الوزارات ومقار تشكيلاتها والجهات غير المرتبطة بوزارة في العاصمة بغداد لمدة ثلاثة أشهر، على سبيل التجربة بعد عطلة عيد الفطر، فضلا عن الاعتماد على النقل الجماعي للموظفين بنسبة 30 بالمئة للحد من الزحامات المرورية.
ومنذ أكثر من عام، بدأت حملة كبيرة لفك الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد، عبر مشاريع عدة، أهمها إنشاء مجسرات وأنفاق، ودخلت بعضها الخدمة فيما لا تزال الأخرى قيد الإنشاء.
وتشكو العاصمة بغداد من اكتظاظ بالحجم السكاني، وكثرة المجمعات السكنية داخلها، باستثناء مجمع بسماية، الذي يشكو ساكنوه من اختناقات مرورية حين يدخلون إلى العاصمة، بسبب رداءة الطريق.
ودخلت العاصمة ملايين السيارات في العقدين الأخيرين، من دون أية توسعة في شبكة الطرق والجسور، ولا أي تحديث بوسائل النقل العام، في ظل قطع مستمر للعديد من الطرق الرئيسة والفرعية، لأسباب مختلفة بينها الأحداث الأمنية والتجاوزات عليها وتحويل بعضها لأماكن وقوف.
ووصفت مجلة الإيكونومست البريطانية في آذار مارس 2023، بغداد في تقرير بأنها واحدة من أسوأ المدن في حركة السير، حيث تشهد ازدحامات مرورية خانقة.